الخميس، 28 نوفمبر 2013

حرائر في مرمى النار .. ضريبة جديدة للمشاركة السياسية



يعتبرونهــا دائمــا "مكسـورة الجنـــاح"
.. العنف النفسي ضد النساء ..
 إرهـــــــــاب لا دين لـــــــــــه



اعتقال البنات.. ضريبة جديدة للمشاركة السياسية
ضحايا سعار التحرش: أين الأمن وأين الدولة؟
 "تزويج القاصرات" .. عنف مغلف بإطار شرعي


صوت المرأة عورة.. صورة وردة للمرشحة البرلمانية بدلا من صورتها.. حفلات تحرش جماعي للمتظاهرات.. وأخيرا إلقاء المتظاهرات في الصحراء.. أشكال مختلفة للعنف النفسي ضد المرأة. بات المجتمع المصري يتفنن في أنماط العنف ضد المرأة وتغيير قوالبه ليخرج عن نطاق العنف الأسري. وإذا كان الختان أحد أنواع العنف الأسري ضد الفتاة، فالدكتورة ماجدة عدلي رئيس مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، تؤكد أن تهديد الفتاة بالختان أحد أشكال العنف ضد المرأة. الأطباء النفسيون والحقوقيون يؤكدون أن التزويج المبكر والقسري للفتاة وحرمانها من التعليم أحد أشكال العنف النفسي ضد المرأة، كما يجمعون على أن التحرش الجنسي بالمتظاهرات والعنف ضدهن يدخل في إطار العنف والإرهاب النفسي أيضاً.
  ثقــافـــة مجتمع 
 تلقي الدكتورة ماجدة عدلي رئيس مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، بمسئولية العنف النفسي ضد المرأة على ثقافة المجتمع والتنشئة. وتتابع: يرجع السبب في ذلك إلى أننا مجتمع يتعامل مع المرأة على أنها ملكية خاصة للرجل، فالأم تربى ابنها على أنه رجل الأسرة ويحق له تأديب أخته الكبرى أو الصغرى.
ومن أقوى أشكال العنف التي تقع على المرأة منذ الطفولة هو الختان، إنه صدمة لا تنسى لأننا نتعامل مع البنت على أنها عورة لا يجب أن تلعب وسط الأولاد، وبعد ترسيخ هذا المفهوم تجد نفسها عارية أمام غرباء ويُبتر جزء من جسمها، ونتعامل مع هذا الجزء الحساس على أنه نجس وعار، فنضعها في تناقض نفسي كبير يترك صدمة قد تظل معها أبداً. وتضيف: أيضا نصدر مفاهيم خاطئة عن العلاقة الزوجية، فمن العيب أو العار أن تستمتع المرأة أو تبدي رغبتها لزوجها، أو حتى ترفض العلاقة، وهذا ينعكس على الرجل فيكون عنيفا معها أو يتزوج بأخرى، مما يزيد من أشكال العنف النفسي ضدها.
  تمييز التربيـــة 
يعتبر الدكتور أحمد عبدالله أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، أن التمييز في التربية بين الذكر والأنثى أول أشكال العنف النفسي ضد المرأة. ويوضح أن هذا النوع من العنف ضد النساء موجود منذ الجاهلية والحضارة اليونانية وقبل نزول الإسلام، وإنما ساعد عليه قراءة بعض العقول للنصوص الدينية بشكل يكرس النظرة الدونية للمرأة. ويتابع أستاذ الطب النفسي: لم يظلم الاسلام المرأة وعندما قال القرآن "الرجال قوامون على النساء" كان يؤسس للشراكة الأسرية في منطقة معينة ولم يهن المرأة قط عندما قال "ناقصات عقل ودين" بل رفع عنها أعباء العبادة في فترات ضعف صحتها.
  ظــلم باســم الدين
يؤكد الدكتور أحمد عبد الله أن العنف والظلم واقع مزودج على المرأة باسم الدين، ويقول: الدين لم يأمر بضرب النساء ولا سحلها ولا التمييز ضدها، تلك الأفعال باسم الدين تصيب المرأة باضطرابات نفسية عنيفة قد تصل إلى الكفر بالثوابت والتقاليد. ويتابع: طالما سمعنا عن امرأة خلعت حجابها بعدما طلقت من زوجها الذي أخذ منها أولادها وبدلا من دروس الدين التي كانت تأخذها في المسجد أخذت دروسها في الغطس، وأخرى بعدما سافرت إلى كندا مع زوجها سمئت إهانته المستمرة لها طلبت الطلاق وتزوجت من امرأة مثلها بموجب القانون هناك.
 إزاحــة القهـــر 
كما يؤكد الدكتور أحمد عبد الله، أن أبرز أشكال العنف النفسي الممارس ضد المرأة هو إزاحة القهر تجاهها. ويوضح: المجتمع ماهر في إزاحة القهر الممارس عليه تجاه المرأة وكأنها "مرحاض" يخرج فيه كل طرف مخلفاته القذرة، فيمارس عليها الزوج القهر الذي يواجهه في العمل وتخرج فيها آلام القهر الذي يمارسه عليها الأب.. إلخ.
 عنف سياسي 
 وفي النهاية يجزم أستاذ الطب النفسي أن العنف النفسي ممارس ضد المرأة من مختلف التيارات السياسية، ويتابع : سوزان مبارك لم تكن نصيرة المرأة بل أتت بذوات ياقات بيضاء وعينتهم في القضاء والمجلس القومي للمرأة ووزارة الإسكان تحت مسمى تمكين المرأة ثم قهرت المرأة في قانون العمل لحساب رجال الأعمال فلم تنجح المرأة بسبب الظلم والضغط في كونها أما أو امرأة عاملة لتستقبل مزيدا من الضغوط.
ويضيف: "حتى تيارات الإسلام السياسي استغلت المرأة وجعلتها عرضة للمخاطر في تظاهراتهم تحت مسمى الشراكة السياسية بعدما كانوا يضعونها في نهاية قوائم الانتخابات أو يخفون صورتها ويضعون رمز "الوردة"".