الجمعة، 1 نوفمبر 2013

ثورة 25 يناير في رواية هيلتون 2010 - فيديو


مفاجأة : ثورة 25 يناير
 في رواية هيلتون التي صدرت عام 2010


" نظر الرئيس من شرفة بيته فرأى دخانا ً يتصاعد بقوة من ميدان عبدالمنعم رياض ، ظنَّ أن مصر تشتعل بثورة شعبية فأوصد باب غرفته عليه وصمت ".
بهذه الجملة أنهى الكاتب سامي كمال الدين روايته " هيلتون " التي نشرت طبعتها الأولى عام 2010 عن دار شمس للنشر والتوزيع .
 لم تكن هذه الجملة المثيرة للدهشة وحدها في تنبؤها بثورة 25 يناير ولكن شخصيات الرواية جميعها تتشابه إلى حدٍ كبير مع الشخصيات الفاسدة التي جاءت في عصر مبارك ، فزكي عبد الوهاب بطل الرواية وامبراطور الحديد ما هو إلا نسخة من مسيرة أحمد عز حيث بدأ زكي عبد الوهاب عازفاً للدرامز ثم تدرج من السبتية حيث يعمل والده في تجارة الخردة حتى أصبح امبراطور الحديد في مصر ويحلم بالوصول إلى كرسي الرئيس .
أيضاً عبد اللطيف ناصيف الذي أغرق أكثر من ألف مصري في عبارّة الموت نكتشف تشابه حياته مع حياة ممدوح اسماعيل، وتكشف الرواية عن عقد صفقة في لندن مع رئيس تحرير إحدى الصحف المستقلة بمشاركة صحفي آخر لتأسيس صحيفة وقناة فضائية في مصر لغسل سمعته .
 أما بطلة الرواية التي يقيم معها زكي عبد الوهاب علاقة هي نفس مسيرة حياة أميرة عربية معروفة كانت تقيم بشكل دائم في فندق " هيلتون رمسيس ".. ونكتشف من خلال سير الأحداث كيف وفرت له الحماية من خلال علاقات بالولايات المتحدة الأمريكية . أما هجوم الشعب على الحزب الوطني والفيلل والقصور الخاصة بمسئولي الحزب فقد جاءت في الفصل 28 من الرواية حيث كتب كمال الدين "بينما كان هشام يلقي خطبته العصماء وكلماته التى تخرج من بين آلامه كانت تتعالى أصوات أمام هيلتون رمسيس تسد الشارع ، لا يبين نهايتها ، بتحريض من عدنان وشادى، هرول عبدالوهاب وهناء لينظرا فإذا ميدان عبدالمنعم رياض لا يظهر من آلاف الناس المتجمعة التى راحت تهاجم الفندق وتدوس كل ما يعترض طريقها ، صعد فى الاسانسير من صعد ، وجرى على السلالم الخلفية من جرى ، دارت معركة عنيفة بين الحرس الأمريكى والشعب القادم كالطوفان .
أثناء استعدادات عبدالكريم ناصيف وحزم حقائبه للعودة إلى مصر أوقفته مهاتفة من مصر عن كل ما عقد نيته عليه ، فقد هاجم أهالى الضحايا شركته الخاصة بالملاحة البحرية ودمروا كل ما فيها ، ثم هاجموا فيلته وأشعلوا فيها النيران ، وكذلك الشركات الأخرى الخاصة به ، ولم يستطع أحد اعتراضهم . لم يصل خبر ما نشر فى " الحياة الجديدة " إلى الرئيس ، فقد كان رجاله يحملون ترددهم كالعادة فى حجب ما ينشر عنه حتى لا يعكر مزاجه ، أووضع كل الحقائق أمامه ونجله ، لكن صهر الرئيس جاء دون موعد إلى قصر الرئاسة. سأل عن الرئيس ثم صعد إليه وفى يده صحيفة " الحياة الجديدة " قرأ الرئيس ما كتب.
 أصدر أوامره بإخراج الملفات الخاصة بالأميرة هناء وزكى عبد الوهاب . 
كانت الرواية قد أثارت ردود فعل واسعة، حتى أن الفنان تامر حسنى هاجم المؤلف فى ندوة بجريدة الفجر، وقال أننى كنت أقصده بالمطرب عمرو حسنى فى الرواية. وهذا المطرب كانت له علاقة بأميرة تقيم فى فندق هيلتون رمسيس، واشترت له سيارة هامر وفيللا وعدة هدايا قيمة.
ويقول سامى كمال أنه جرى تكذيب الخبر وقتها فى الصحف. وفى الحقيقة أنا لا يعنينى تامر حسنى وأعرف مواقفه. ولعل أكثرها استجهجانا موقفه من شباب ثورة 25 يناير وأننى ليس لدى الوقت لأكتب رواية عن مطرب كتامر حسنى فقط، فالموضوع بالنسبة لى كان يهم مستقبل الوطن. في وصفه لبداية الثورة وخروج الناس، كتب المؤلف أيضاً " وكأن القاهرة كانت على استعداد لمن يناديها: أخرجى يا مصر آن الآوان. كل شىء كان متحفزا فى انتظار من يدفع الباب فى انتظار فؤادة، لتلف الساقية وتروى الأراضى العطشى وتمحو "شىء من الخوف " داخل نفوس المصريين، وترد لهم ما سرق من أعمارهم وأعمار أجيال ستأتى من بعدهم القاهرة ". ورصد الكاتب أيضاً انتقال الثورة عبر الإنترنت واليوتيوب ونقل الفضائيات لها وذكر بالإسم قناة الجزيرة والـ BBC. يعلق سامي كمال الدين الكاتب الصحفي بالأهرام على هذا التشابه شبه الكامل بقوله : " كلنا كنا ننتظر التغيير، وكلنا كنا نحلم بالثورة ونتمنى مجيئها ونحن على قيد الحياة لكي نشارك فيها، ولا أدعي أن الرواية نبوءة لكنه حلم كاتب بأن يتغير مجتمعه ووطنه إلى الأجمل، كما أن الفساد الذي هو بالمجتمع المصري كان واضحاً أنه شارف على نهايته.
 وأكد سامى كمال أن المسألة بعيدة عن النبوءة ، لكن من الطبيعى أن يتوقع الكاتب هذه النتيجة بعد عصر من الفساد أصاب جيلنا بالإحباط. وهو الجيل الذى ولد وعاش وكاد يموت فى عصر مبارك ولم ير رئيسا غيره، كما أن الأجواء التى عشنا فيها من حلقات الفساد المتسلسلة من أحمد عز إلى حبيب العادلى إلى العديد من المزيفين الذين باعوا الوطن. وهؤلاء هم الذين جعلوا من الرواية عالمى الخاص. أشار المؤلف إلى أنه لا يهوى الكتابة عن أشخاص توضع "رخامة" على قبورهم. فهذا العمل ليس بطولة. مؤكدا أنه يفضل الكتابة عن أشخاص مازالوا فى المنصب والسلطة. 
وهذا مافعله المؤلف فى رواية "هيلتون" وكتابه "موبايل زكى رستم". والأخير عبارة عن مجموعة من المقالات السياسية الساخرة التى تناولت الفساد فى عصر مبارك وجميعها كتبت خلال الفترة من 2007 إلى 2010.









ليست هناك تعليقات: