الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

زعيم المتطرفين المسيحيين الأمريكان يُبعَث من جديد للدفاع عن السيسى


الاستراتيجيـات الرابحة فى مواجـهة الشيوعية والإسـلام
   "لا يوجد شىء اسمه الشعب الفلسطينى"


■ الدعم الذى يحظى به العسكر فى مصر والهجمات على الحراك الإسلامى من قبل معهد ويستمنستر وقادة البنتاجون المرتبطين به هو إعادة إحياء لنمط السياسات المتطرفة ضد «الزحف الإسلامى الأخضر» التى تميز بها عهد ريجان!
■ متطرفو الكونجرس زاروا مصر للامتنان للعسكر وربط الإخوان المسلمين باعتداءات 11 سبتمبر واعتبار العدوان على سوريا علامة من علامات الآخرة التى وردت فى التوراة!!
«ريجـان» زعيـم المتطـرفين المسيحيين الأمريكـان
.. يُبعَث من جـــديد للدفـاع عــن السيسى ..


فى نهاية سبتمبر الماضى عاد إلى أمريكا وفد يشتمل ضمن أعضائه على عدد من المسئولين العسكريين الأمريكيين الكبار المحالين على التقاعد بعد زيارة إلى مصر نظمها مركز للمعلومات اسمه معهد ويستمنستر يتخذ من ولاية فرجينيا مقرا له. كال المسئولون العسكريون بعد عودتهم المديح للتدخل العسكرى المصرى ونفوا أن يكون ما حدث فى مصر انقلابا. 
 وكان أعضاء الوفد، الذين يرتبط عدد كبير منهم بمراكز تفكير محافظة وبمنظمات مسيحية (اليمين المسيحى المتطرف) قد قضوا يومين فى مصر أجروا خلالهما لقاءات متعددة، بما فى ذلك اجتماع استمر ساعتين مع السيسى، ولقاء بعمرو موسى، وآخر مع زعماء حركة تمرد، وآخر مع رأس الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثانى، وآخر مع "رجال أعمال محليين".
 وكان المشاركون فى الوفد قد عقدوا مؤتمرا صحفيا للحديث عن رحلتهم فى مقر النادى الصحفى فى واشنطن العاصمة، عبروا خلاله عن سعادتهم باستيلاء العسكر على السلطة فى مصر وتحمسهم لهم، حتى إن أحد المشاركين مدح السيسى واصفا إياه بأنه "يوشك أن يكون واشنطونيا"! وحث وفد معهد ويستمنستر الإدارة الأمريكية على تقديم الدعم الكامل للعسكر فى مصر حتى لا تفقد الولايات المتحدة الأمريكية حليفا فى المنطقة غاية فى الأهمية.
 من الجدير بالذكر أن منظمة هيومان رايتس واتش أدانت فى أغسطس الماضى قوات الأمن المصرية بسبب ما وصفته بـــ"الاستخدام المتعجل والهائل للقوة الفتاكة لفك الاعتصامات"، والذى اعتبرته المنظمة الدولية "أخطر حدث قتل جماعى غير مشروع فى تاريخ مصر المعاصر". 
وفى أكتوبر أشارت منظمة العفو الدولية إلى ما اعتبرته استخداما "مبالغا فيه وغير مبرر للقوة الفتاكة" من قبل قوات الأمن.
لقد قتل ما يزيد عن ألف شخص فى عمليات القمع العسكرية واعتقل ما يقرب من ألفى شخص. 
ترأس وفد معهد ويستمنستر كل من الماجور جنرال المتقاعد بول فالى والسيد باتريك سوخديو رئيس مجلس إدارة معهد ويستمنستر والمدير العالمى لجمعية خيرية مسيحية مقرها المملكة المتحدة اسمها صندوق بارنابا (والتى كتب لصالحها مقالا حول الرحلة بعنوان "رفض التطرف الإسلامى فى الخارج وفى الداخل").
يذكر أن الجنرال فالى هو مؤسس منظمة اسمها "انهضى أمريكا" (والتى روجت أيضا لنتائج زيارة الوفد إلى مصر) وله علاقات بعدد من المبادرات اليمينية. وهو الذى دافع عن التغذية الإجبارية بالقوة فى معتقل جوانتانامو بيه وأثار شكوكا حول ما إذا كان الرئيس أوباما مستوفيا لشروط الترشح للرئاسة بموجب الدستور الأمريكى، وتكلم أمام "قمة القدس" التى ترى إسرائيل فى مركز الصدارة فى الحرب التى تشن نيابة عن "الحضارة اليهودية المسيحية". 
كما شارك فى الوفد كل من الكولونيل المتقاعد كين أوللارد أحد المحررين فى "شئون أمن العائلة - مهام الدعم الاستخباراتى"، واللوفتينانت كولونيل بيل كوان والسيد سيباستيان غوركا، وكلاهما من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
 العلاقة بــــ ميشيل باكمان
حسبما صرح به الماجور فالى، كانت تيرا دال هى التى رتبت لقاءات الوفد فى القاهرة. وتارا دال توصف بأنها "زميلة كونجرس فى معهد ويستمنستر" وهى التى وصفت أيضا فى مقالة نشرت فى شهر أغسطس بأنها "كبيرة مراسلى انهضى أمريكا فى الشرق الأوسط". 
المثير للاهتمام أن دال عملت أيضا مساعدة شخصية لمرشحة اليمين المسيحى النائب ميشيل باكمان التى قامت بزيارة إلى مصر أصبحت مدعاة للسخرية فى كثير من الأوساط حيث عبرت عن الامتنان للعسكر فى مصر وربطت الإخوان المسلمين باعتداءات الحادى عشر من سبتمبر.
وكانت باكمان قد ادعت مؤخرا بأن سياسة أوباما فى سوريا تعتبر علامة من علامات الآخرة التى ورد ذكرها فى التوراة. كما أن باكمان تؤيد بحماس إجراء تحقيق فى مزاعم "اختراق عميق" للحكومة الأمريكية من قبل الإخوان المسلمين، ولتيرا دال جهد مهم فى هذا المجال استحقت بسببه مديحا من سيباستيان غوركا الذى وصف عملها بأنه مذهل. 
حينما اعتبر "سالون" نشاطات باكمان تصيّدا للمسلمين وانحيازا ضدهم، سارعت لجنة مكافحة التمييز إلى حث من يقوم بذلك على "التوقف عن تسريب نظريات المؤامرة التى تتحدث عن معاداة للمسلمين". وفى مقالة لأستاذ العلوم السياسية فى جامعة أوكلاهوما سامر شحاتة نشرت فى نيويورك تايمز علق فيها على رحلة ميشيل باكمان إلى مصر، أشار شحاتة إلى ما أسماه "تلاقى المصالح بين قادة الانقلاب فى مصر وخصوم الإسلام داخل الكونجرس".
معهد ويستمنستر ولكن ماذا عن معهد ويستمنستر نفسه؟ لقد تأسس المعهد عام ٢٠٠٩ بهدف دعم "الكرامة والحرية الفردية للبشر حول العالم من خلال تبنى أبحاث مستقلة عالية الجودة مع تركيز خاص على الخطر الذى يشكله التطرف والأيديولوجيات الراديكالية".
كان دخل المعهد فى السنة الأولى يزيد قليلا عن عشرين ألف دولار ما لبث أن ارتفع عام ٢٠١٢ إلى ما مجموعه ٢٨٩،٦٤٩ دولارا. الموظف الوحيد الذى يرد ذكره فى صفحة المعهد على الإنترنت هو المدير التنفيذى كاثرين غوركا، زوجة سيباستيان.
من آخر أعمال كاثرين غوركا اشتراكها مع باتريك سوخديو فى تحرير كتاب بعنوان: "خوض الحرب الأيديولوجية: الاستراتيجيات الرابحة فى مواجهة الشيوعية والإسلام".
كتب بيتر هانافورد، وهو محترف فى العلاقات العامة عمل مع الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، مقالا فى واشنطن تايمز يمتدح فيه الكتاب بأنه لعله "أفضل ما ستقرأه هذا العام". تضمنت مناسبات معهد ويستمنستر مؤتمرا من يوم واحد فى سبتمبر فى مركز "زائر العاصمة الأمريكية" بعنوان "القاعدة والإخوان والمسلمون: نحو استراتيجية أمريكية جديدة". نقل عن سوخديو أنه أخبر المشاركين فى المؤتمر بأنه يتوجب على أمريكا "إعادة اكتشاف هويتها فى الحرية والفضيلة المنبثقة عن العقيدة المسيحية-اليهودية". 
فى مناسبات سابقة، تحدث محاضرون استضافهم معهد ويستمنستر حول "مكافحة التخريب" ووصف بعضهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "آخر معاقل الحرية والأمل لكل البشر الذين يعيشون تحت نير الطغيان". 
عضو الوفد الذى زار مصر سيباستيان غوركا كان أيضا أحد الذين أسهموا فى نشاطات معهد ويستمنستر. وغوركا هذا له ارتباطات متعددة بجماعات يمينية فى أمريكا بما فى ذلك منظمة "الوقف من أجل الحقيقة فى الشرق الأوسط" المؤيدة لإسرائيل، والتى عقدت ندوة عام ٢٠١٢ حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة استضافت فيها غوركا وضيوفا آخرين، قدمت خلالها توصية لجمهور الحاضرين باعتماد معهد ويستمنستر ومجموعات أخرى مثل "اعمل لأجل أمريكا" كوسائل لــــ"الصدع بالحقيقة" فى كابيتول هيل، مقر الكونجرس الأمريكى.
 صندوق بارنابا
يمكن من خلال نظرة على مجلس أمناء معهد ويستمنستر تسليط مزيد من الضوء على أجندة وعلاقات معهد ويستمنسر. فعضو المجلس روبرت رايلى كان قد عمل فى البيت الأبيض أثناء رئاسة ريجان، وهو مؤلف كتاب "إغلاق العقل المسلم". ورايلى هذا عضو فى مجلس إدارة معهد أبحاث إعلام الشرق الأوسط (ميمرى) ويعتقد بأنه "لا يوجد شىء اسمه الشعب الفلسطينى".
وفى مقابلة أجراها معه مؤخرا فرانك غافنى (الذى مدح معهد ويستمنستر كواحد من المنظمات المفضلة لديه على الدوام فى واشنطن)، هاجم رايلى "التعددية الثقافية" وأكد الحاجة إلى "استعادة إيمانك" من أجل "محاربة هذا الهجوم الإسلامى". 
تحدث رايلى عن "الحرب الروحية" وضرب مثلا ببريطانيا حيث إن "المسلمين فى ذلك البلد باتوا مشكلة" رغم أنهم لا يشكلون سوى ٣٪ من السكان وذلك بسبب "فقدان الناس فى بريطانيا العظمى للإيمان بدينهم وبمؤسساتهم وبمثلهم". ولكن، لو نحينا رايلى جانبا، فإن مجلس أمناء معهد ويستمنستر يسوده أفراد يرتبطون بمؤسسة خيرية مسيحية مقرها بريطانيا تدعى صندوق بارنابا.

وهدف صندوق بارنابا هو "دعم المسيحيين حيث يشكلون أقلية ويعانون من التمييز والاضطهاد والتنكيل بسبب عقيدتهم". 
ومع ذلك فقد نظمت هذه الجمعية عريضة ضد الطعام الحلال عنوانها "قل لا لأسلمة طعامنا" وذلك زعما منها بأن "الطعام الحلال يستخدم ذريعة للترويج للأسلمة فى هذا البلد". 
أهم شخصية تربط بين صندوق بارنابا ومعهد ويستمنستر هو بالطبع المدير العالمى السابق للأولى ورئيس مجلس الثانية باتريك سوخديو، الذى كتب بعد أيام قليلة من اعتداءات الحادى عشر من سبتمبر مؤكدا بأن "الإسلام يبرر اللجوء إلى كافة أنواع العنف" وأن "الهجوم على مركز التجارة العالمى لا يمكن اختزاله كما لو كان فقط عمل مجموعة صغيرة من المتطرفين".
يعتقد سوخديو بأن "وحشية الإرهابيين الإسلاميين المعاصرين إنما تعكس النموذج المتمثل بسيرة محمد". وفى حديث لموقع مسيحى على الإنترنت قال سوخديو: "ينبغى علينا أن نكون ممتنين لأننا نشهد اليوم أكثر من أى وقت فى التاريخ تحول أعداد أكبر من المسلمين إلى المسيحية". 
وسوخديو هو أحد الموقعين -إضافة إلى أسماء وجماعات أخرى عديدة- على وثيقة مجموعة تتخذ من أمريكا مقرا لها تدعى "التحالف من أجل وقف الشريعة". 
ومن بين أعضاء مجلس أمناء معهد ويستمنستر زوجة باتريك سوخديو واسمها روزمارى سوخديو، وهى مؤلفة كتاب "أسرار ما وراء النقاب".    
ومن أعضاء المجلس أيضا آلبريخت هاوزر وكارولين كيرسلاك، وهما أيضا أعضاء فى مجلس إدارة صندوق بارنابا فى المملكة المتحدة ومؤسسة عون بارنابا، وهى مؤسسة أمريكية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة الأمريكية. ومن أعضاء مجلس معهد ويستمنستر بريندا دوبس زوجة جوليان دوبس، وهو عضو فى مجلس إدارة "عون بارنابا"، وله خطبة منشورة فى موقع معهد ويستمنستر بعنوان: "رب واحد أو آلهة عديدة؟ هل يمكن أن يكون إله الكتاب المقدس هو نفسه إله القرآن؟" وكان جوليان دوبس قد حذر من قبل من أن "ثمة أيديولوجيا إسلامية متنامية فى أمريكا تريد بوضوح أن ترى الشريعة وقد غدت القانون المطبق هنا". 
أما مارشال سانا، الزميل الكبير السابق فى معهد ويستمنستر فقد عمل فى الوقت نفسه فى صندوق بارنابا بعد أن عمل فى معهد ديسكفرى. إلى جانب الارتباطات الشخصية، يقع معهد ويستمنستر فى أرض يملكها صندوق بارنابا. 
ومع أن بيانات الاتصال بمعهد ويستمنستر تتضمن العنوان التالى: رقم ٦٧٢٩ شارع كوران، ماكلين، ولاية فيرجينيا، إلا أن العنوان الذى يصاحب الإعلان عن نشاطات المعهد هو: رقم ٦٧٣١ شارع كوران وهو العنوان المعلن لمؤسسة "عون بارنابا". 
أما رقم ٦٧٢٩ فهو العنوان الرسمى المعلن لدار نشر آيزاك، وهى دار النشر التى تنشر كثيرا من كتب سوخديو، هذا بالإضافة إلى معهد دراسة الإسلام والمسيحية، الذى يشغل فيه سوخديو منصب المدير العام. 
حينما طلبت من كاثرين غوركا أن تشرح لى العلاقة بين معهد ويستمنستر وصندوق بارنابا فى ضوء الروابط القوية القائمة بين الأشخاص والممتلكات ومجالس الإدارة، قالت لى إن "المنظمتين قريبتان من بعضهما البعض" ولكنهما "منفصلتان من الناحية القانونية ولكل منهما أهدافه المختلفة. صندوق بارنابا جمعية خيرية بينما معهد ويستمنستر مركز للأبحاث". 
 إعادة إحياء ريجان لمواجهة الخطر الأخضر
 يمكن اعتبار الدعم الذى يحظى به العسكر فى مصر والهجمات على الحراك الإسلامى من قبل معهد ويستمنستر والرحل المرتبطين به بمثابة إعادة إحياء لنمط السياسات المحافظة والسياسة الخارجية التى تميز بها عهد ريجان، وهى مقارنة أجراها عدد ممن ذكروا أعلاه فى هذا المقال. ولا أدل على ذلك من النشاط القادم الذى ينظمه معهد ويستمنستر والذى سيشهد كينيث دى غافينريد، والذى شغل منصب مدير برنامج الاستخبارات فى مجلس الأمن القومى أثناء رئاسة ريجان، يلقى كلمة بعنوان: "حرب المعلومات والإخوان المسلمون". كما أن رئيسة معهد ويستمنستر كاثرين غوركا، التى شبهت قناة الجزيرة بالإعلام النازى والسوفياتى، أوصت بإنشاء مجموعة عمل جديدة للإجراءات الفعالة، وهى مبادرة دعائية تعود إلى العهد الريجانى. 
القضية المشتركة لليمين المسيحى وهؤلاء الذين يسمون بخبراء الأمن هو دعم القمع الدموى واللاديمقراطى فى الخارج واستهداف الجماعات المسلمة فى الداخل، وبالطبع ربط الهدفين بعضهما ببعض. فى محاضرة له فى معهد ويستمنستر، ينقل سيباستيان غوركا عن فرانك غافنى ثم يطرح السؤال التالى: "إذا كان الشعب المصرى قد رفض الإخوان المسلمين هناك فلماذا لا نستطيع رفضهم فى أمريكا؟" يبدو أن السيسى بعث الحياة من جديد فى السياسة القائمة على الخوف أو التخويف من الآخر. ترجمة: عزام التميمى ميدل إيست مونيتور ٢٥ أكتوبر ٢٠١٣ ..


ليست هناك تعليقات: