الاثنين، 14 أكتوبر 2013

عبود الزمر يكشف أصعب لحظات حرب أكتوبر


عبود الزمر يكشف أصعب لحظات حرب أكتوبر


حصولنا على قطعة من أسلاك بارليف 
.. بداية النهاية للحصن المنيع ..
قمت بعمليات استطلاع خلف خطوط العدو ورصد نهاري بمنطقة القنطرة دمر قاعدة العدو مشاركتى فى معركة الدبابات الكبرى أبرز محطة فى حياتى العسكرية جهودنا فى حصار القوات الإسرائيلية فى الثغرة وراء تكريمى كأحـسـن رئيـس استطلاع لواء عرف كثير من المصريين، عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، كأحد أبرز المشاركين في عملية اغتيال الرئيس أنور السادات، والقليل فقط هو من يعرف أنه كان أحد رجال القوات المسلحة الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973، قبل أن يترك القوات المسلحة في سبتمبر 1981 عندما ترك الخدمة في سلاح المخابرات الحربية، إثر اكتشاف الأجهزة الأمنية أمر انخراطه في جماعة "الجهاد"، وما تلا ذلك من اتهامه بالتورط في عملية اغتيال الرئيس الأسبق، وهي العملية التي أثبتت التحقيقات أنه لم يكن موافقًا عليها في هذا التوقيت بل كان يفضل ثورة شعبية على غرار ثورة 2011. وتخرج الزمر في الكلية الحربية عام 1967، حيث مكنه ترتيبه المتقدم في دفعته من الانضمام لسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع وهو السلاح الذي استمر به حتى حصل على رتبة المقدم، حيث لعب دورًا مهمًا في سلاح الاستطلاع خلال حرب الاستنزاف وصولاً إلى عمليات نوعية في صفوف القوات الإسرائيلية.
ويسرد الزمر سجل خدمته في القوات المسلحة طوال ما يقرب من أربعة عشر عامًا قضاها كانت أخطرها السنوات الست التي قضاها على الجبهة بين عامي 1967 و1973 ليسطر صفحة مجيدة في تاريخ العسكرية المصرية، وهو ما سنعرضه بالتفصيل في السطور القادمة.
 *هل لكم أن تشرح لنا عن دورك داخل القوات المسلحة
 منذ تخرجك من الكلية الحربية وخلال حرب الاستنزاف ؟ 
- منذ تخرجي في الكلية الحربية عام 1967التحقت بسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع وشاركت بقوة في حرب الاستنزاف، حيث قمت بتنـفـيذ عـدة عـمـلـيـات عـبـور شـرق الـقـنـاة بزرع الألغام فى خـطـوط إمـداد الـعــدو, ونفذنا عـمـلـيـات استطلاع لـجـمـع الـمـعـلـومات مـن خـلـف خـطـوط الـقــوات الإسـرائيـلـيـة, وتـمـكـنا مـن إحـضار عـينـة مـن مـانـع الأسـلاك , ومانـع الأسـلاك هـذا وضعـه الـيـهود عـلى طــول الـمـواجـهـة وزعـمـوا أنــه يـصـعـق مـن يــقــترب مـنـه لـكـونـه مـكهـربـًا ولـقـد هـدأنا نـفـوس الـمـقـاتـلـين الـمـصـرييـن واطمأنا قـلوبهـم بعـد أن أحـضر هـذا الـسـلك الـمـانـع الأمـر الذي اعتبرته الـقـيـادة أول مـعـول هـدم فـى خـط بارلـيـف الـمـنيـع.
 * ما طبيعة هذا السلك المانع 
وأهميته وكيف أحضرته من خلف خطوط العدو؟ 
 - هـذا الـسـلك كان قـطـعـة كامـلـة من هـذا المانع تم نزعـهـا مـن مـكانهـا بعـد التعـامـل مـعـهـا بحـذر ومهـارة وجـسـارة وحملتها أنا ورفاقي من الـجـنـود الـبـواسـل على الـسـواعـد وعـبروا بـهـا الـقـنال فـى الـقـوارب الـمـطـاطـيـة إلي أن وصل إلي رئاسة الأركان وهيئة العمليات للبحث في سبل التعامل معه، بل إنني لا أبالغ إذا قلت إن السلك كان أول حلقة في تدمير خط بارليف.
 *يشتهر ضباط الاستطلاع بتقديم معلومات غاية في الأهمية قد تسهم في إلحاق خسائر فادحة بالعدو، فما الدور الذي قمت به؟ - قمت بعملية رصد نهاري مـن داخـل سـينـاء لأحـد مـواقـع الـعـدو فى منطقة الـقـنطرة شـرق, وحـدد أمـاكـن قــيـادة وتـجـمـعـات الـعـدو ومـخازنه الـسـريـة, وهـذه العملية لا يـدرك مـدى خـطـورتـهـا إلا الـقـادة الـعـسـكـريـون, وطبـقـًا لمـعـلـومات هـذا الـرصـد قامـت مدفـعـية الـصواريـخ بـضـرب هـذه الـمـواقـع ودمـرتـهـا بالـكـامـل.
 *ماذا إذن عن المحطة الأهم في مسيرتك العسكرية
 وبالتحديد خلال حرب أكتوبر العظيمة؟ 
 - شـاركت فـى حـرب الـسـادس مـن أكـتـوبـر العـاشـر مـن رمضان ضمـن إحـدى الـفـرق الـمـدرعـة وبالـتـحـديد فـى مـعـركـة الـتطـويـر والمعـروفـة إعلامـيـًا بمعـركة الدبابات الـكـبرى, وكنت وقـتهـا برتبـة الـنقـيب ولما وقـعـت أحـداث الـثغـرة صدرت الأوامر إلى فـرقـتى المدرعة بالعبور غربًا للـمـشـاركـة فـى حـصار الـثـغـرة، فـكان مـن ضمـن أول وحـدة اسـتطلاع تتقـدم لهـذا الحصار ونتيجة للجهد الذي قمت به حصلت على شهـادات تـقـديـر عـديـدة؛ منهـا شـهـادة أحـسـن رئيـس استطلاع لواء على مـسـتوى المـنطـقـة الـمـركـزية, وشهادة أحـسـن قـائد سـرية عـلى مـسـتوى الـجـيـش الـمـصرى, وتمت ترقيتي إلـى رتبة الـمـقـدم فـى عام1977م ونقـلى إلى إدارة الـمـخـابرات فــرع الـتدريب الـقـتالـى وشغلت بها وظيفـة رئيـس قـسـم الـرمـايـة والـتدريـب.
 *ما طبيعة الدور الذي قمت به في هذه الحرب
 بشيء من التفاصيل؟ ..  وهل تحتفظ بذكريات عنها ؟ 
 - شاركت فى حرب 1973، ضمن إحدى فرق المدرعات فى الجيش الثانى بالسويس، وكان سلاحي الأساسى المخابرات الحربية، كانت أسعد اللحظات عندما عادت طائراتنا بأقل نسبة خسائر بعد دك حصون العدو في اليوم الأول، وعادت سالمة بعد تحقيق أهدافها فى قصف أهداف بشكل أزال وهن مرارة الهزيمة التى عشنا فيها جراء نكسة 1967، ومع أننا كنّا صائمين إلا أننا لم نشعر بالجوع أو العطش، وعندما بدأت القوات البرية فى الاقتحام نادت مكبرات الصوت "الله أكبر" لتحث الجيش على المضى قدمًا لتحرير سيناء، وبالفعل عبرت القوات المسلحة بالقوارب المطاطية تحت وابل من المدفعية، وتمكنت من اقتحام القناة على طول الجبهة- 130 كيلو- وذلك بعد أن قامت القوات المسلحة بعمل الكبارى ليلًا ليستخدمها الجنود فى العبور، وكنا نتناول إفطارنا فى مراكز القيادة.
 * ما طبيعة العمليات التي قمت بها خلف خطوط العدو 
خلال حرب الاستنزاف ومعركة العبور؟ 
 - شاركنا في عمليات خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر 1973 , كما شاركت في العديد من عمليات التخطيط والتدريب لجهاز المخابرات الحربية على مستوى القوات المسلحة كلها, وفي عام 1978 حصلت على درع القوات المسلحة والمركز الأول في تدريبات الجيش المصري وشهادة تقدير من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وكنت وقتها برتبة رائد.

 * وبعد أن أنهى الطيران مهمته 
اندفعنا فى اتجاه "المحور الأوسط"
 وألحقنا خســـائر فادحـــة بصفوف العــــدو.

تعد الثغرة من أهم المعارك خلال حرب أكتوبر حيث راهنت إسرائيل عليها لتطويق آثار الهزيمة التي لحقت بها في الأيام الأولى للحرب ....

تقدمنا لعمق 15 كيلو فى عمق سيناء لكن جاءت الأوامر من القيادة بالعودة بعد اختراق الثغرة فعدنا مرة أخرى لتأمين الجبهة الداخلية بعد تمكن القوات الإسرائيلية من العبور من جانبنا الأيمن، وطُلب منّا محاصرة الثغرة من الجانب الآخر، وبالفعل نجحنا فى ذلك حتى قرار وقف إطلاق النار، وبدء المفاوضات لعودة بقية سيناء المحتلة.

 * لك أدوار متميزة يبدو أنك حزت تقديرًا ما على هذه الأدوار؟ 

 - حصلت على ترقية استثنائية في ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر 1973 إلى رتبة رائد بسبب جهودي في العمليات الحربية, وقد حصلت على العديد من الدورات المتخصصة منها فرقة الصاعقة وفرقة المظلات و فرقة رؤساء استطلاع اللواءات و فرقة استطلاع الفرق, كما شاركت في العديد من عمليات التخطيط والتدريب لجهاز المخابرات الحربية على مستوى القوات المسلحة كلها, و في عام 1978 حصلت على درع القوات المسلحة والمركز الأول في تدريبات الجيش المصري وشهادة تقدير من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وكان وقتها برتبة رائد.

*ماذا عن المشهد الذي لم يغب عن بالك

 بعد هذه السنوات الأربعين على الحرب؟ 
- المشهد الذي لم يغب عن بالي تمثل في هجوم الطيران الإسرائيلي على الدبابات المضادة للطائرات، حيث ثبت المقاتل المصرى على الدبابة أمام الطيارين الإسرائيليين بجرأة منقطعة النظير وكأنه لا يهاب الموت، حتى إن العشرات من جنودنا البواسل لفظوا الشهادة وهم يرددون "الله أكبر" حتى كتب الله لنا النصر فى النهاية. 


مدد مدد شدى حيلك يا بلد 



ليست هناك تعليقات: