الاثنين، 30 سبتمبر 2013

موميا للسلطان الأنتيكى للاستعمار الأمريكى رجعت على هيئة ميكى


هيكل: أمريكـــا هى الحــــل 
 الشيخ إمام يغني لهيكل


كان هيكل أمريكيا من أخمص قدميه حتى ما فوق قبعته.. وكنا شبابا فى الجامعات المصرية كان هيكل، فى ستينيات القرن الماضى، يكتب مقاله كل يوم جمعة.. تحت عنوان «بصراحة»، على صفحتين من صفحات «الأهرام».. وكان مقاله أهم مقال يكتب فى المنطقة، وكان كثير من الناس ينتظرونه ويشترون جريدة «الأهرام» بسببه. كان يملك المعلومة؛ لأن كل وثائق الدولة و«الجهات الأخرى» كانت مفتوحة له. وكنا ننتطر المقال لهذا السبب.
ولأنه كان يعبر عن الموقف الأمريكى فى قضايانا، مع عدم تجاهل أنه كان أيضا يعبر عن موقف السياسيين الذين ضللوا عبد الناصر وأوصلونا إلى نتائج حرب 1967 المأساوية.. الأغنية المرفقة للشيخ إمام عن «هيكل» خير شرح لما كنا نراه فيه، وخير تعبير عما كانت القوى التقدمية والوطنية والقومية ترى فى هيكل. كان أمريكيا -بالوعى طبعا- ومقتنعا بأمريكا أكثر من اقتناعه بنفسه.
ولا يمكن لأمريكى بالوعى أن يتغير؛ لأنه يثق بقوة أمريكا وشركات أمريكا وما تدفعه شركات أمريكا وحكمة قيادات أمريكا (مثل الحكيم جورج بوش الابن)، وهوليوود أمريكا وكل شىء فى أمريكا ومنها، قبل اقتناعه بقوة من نزلوا إلى ميدان التحرير. ذهبت مجموعة من الشباب إلى مكتبه بعد حرب 1967 لتحاوره، واقترحت عليه خلال النقاش، تسليح العمال والشباب بعد العدوان خلال حرب الاستنزاف التى دامت شهورا فى مصر مع العدو اليهودى.
قال لى أحد هؤلاء الشباب، إن هيكل قال لهم: «لو سلحناهم فسيأتون إلى مكتبى قبل أن يذهبوا إلى الحدود».. هذا ما كان هيكل يخافه؛ أن يأتى الشعب إلى مكتبه بالسلاح قبل الذهاب إلى الحدود، كان يخاف أن يعتبره الشعب أسوأ من العدو. وما يقوله هيكل هذه الأيام هو استمرار لما كان يقوله فى ستينيات القرن الماضى.
وما غنّاه عنه «الشيخ إمام» فى تلك الفترة لا يزال صالحا ليقال عنه اليوم، غنى الشيخ إمام له وعنه، وكان يسميه «مستر ميكى»: «بصراحة يا مستر ميكى إنك رجعى وتشكيكى.. بصراحة ولا انت معايا ولا طالل من شبابيكى». لم يكن يطل من شبابيك مصر، بل من شبابيك أمريكا ولا يزال كذلك.




وختمها بقوله له: 
وكأنك مثلا موميا للسلطان الأنتيكى
 أحياها لاستعمالها الاستعمار الأمريكى 
رجعت على هيئة ميكى
ولهذا يريد هيكل حلا أمريكيا فى كل مكان
 لأنه موميــا أُعيد إحياؤهـــا لاستعمالهــا مجـــددا.



ليست هناك تعليقات: