الأربعاء، 10 يوليو 2013

شهادة من قلب المجزرة .. مصر أصبحت "دولة قاتلة " - فيديو



.. وسقطت ثورة 25 يناير ..مجزرة الحرس الجمهورى
نظــام مبارك عــائد بقــوة لتصفية حســاباتة
 مع من قاموا بها .. أبشــــــــــــروا



وتبقى الكارثة، كل الفاسدين والحرامية يجرى إعادة انتشارهم وتوطينهم فى ذات مناصبهم التى كانوا يحتلونها قبل الثورة.. يعنى عادت ريما لعادتها القديمة.. - القتل والفساد - اعتبر عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، أن مصر بعد 30 يونيو أصبحت "دولة قاتلة"، على حد تعبيره، وأن القتل والقمع والبطش والفساد قد عادت من جديد وأصبحت سمة خارطة الطريق. 
 وكتب سلطان مساء اليوم الأربعاء عبر حسابه على "فيسبوك" راسما صورة سوداوية لمصر من وجهة نظره قال فيها: "أسوأ أنواع الدول، هى الدولة القاتلة، فلا رئيس لها، ولا رئيس وزراء، ولا وزراء، ولا محافظين، ولا برلمان، ولا دستور، ولا قانون، ولا يوجد أى مسئول تستطيع أن تتكلم معه وتحاسبه، وإنما هى تتحرك من الخلف، فقط تحركا أمنيا.. هدفه القتل والتصفية.. بسلاح القناص". أضاف سلطان قائلا: "فأنشط ما فيها أجهزة القمع والبطش، ويمكنك أن تلحظ أنه خلال أربعة أيام فقط تم قتل أكثر من 130 مواطنا وإصابة الآلاف واعتقال المئات وتلفيق التهم لهم بسبب آرائهم السياسية، وإغلاق عدد من القنوات الفضائية والصحف ومقار الأحزاب، ناهيك عن عسكرة آليات الجيش بمدينة الإنتاج الإعلامى لضمان استمرار ركوع الإعلاميين أمام البيادة عند زاوية ٩٠ والامتناع عن بث ڤيديوهات قتل المتظاهرين أمام الحرس الجمهورى التى نشرها الإعلام الأجنبى كله". وتابع نائب رئيس حزب الوسط: "والأسوأ من ذلك هى حالة الارتباك والتوتر بل والانهيار، فقد خرجت عن "المؤقت"- في إشارة إلى الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور- عدة تصريحات بشأن تعيينات لم تتم وتشكيلات حكومية انفكت قبل أن تبدأ، ومسئولون ذهبوا لحلف اليمين ثم عادوا فى منتصف الطريق، وقرارات لم تصدر وإعلانات دستورية يجرى تعديلها بعد صدورها بدقائق.. هذا كله خلال أربعة أيام فقط، فكيف لو امتد الزمن وطالت أيامه؟". 
 واستطرد سلطان قائلا: "إن اقتصادنا لن يتحمل أكثر من ذلك، وماوفره مرسى وزاد به الاحتياطى النقدى خلال العام الماضى من ١٣ مليار دولار إلى ١٥ مليار يمكن أن يطير فى أيام، إن لم يكن قد طار بالفعل خلال الاربعة أيام الحالكة السواد.. إن خريطة الطريق الواضحة حتى الآن هى القتل، والقتل فقط". واختتم سلطان تدوينته قائلا: "وتبقى الكارثة، وهى أن كل الفاسدين والحرامية من الصف الثانى فى الوزارات والهيئات الذين سبق ضبطهم والحكم عليهم فى قضايا سرقة واختلاس والاستيلاء على المال العام، يجرى إعادة انتشارهم وتوطينهم فى ذات مناصبهم التى كانوا يحتلونها قبل الثورة.. يعنى عادت ريما لعادتها القديمة.. القتل والفساد".


جاءتني الرسالة التالية في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي تحمل شهادة من قلب مجزرة الفجر أمام نادي الحرس الجمهوري.
 يقول الدكتور كامل بحيري، الباحث في تاريخ مصر الحديث والمعاصر: أنا كنت معتصمًا عند نادي الحرس الجمهوري وهذه شهادتي.
 رغم أن الشرطة قتلوا خمسة منا وجرحوا العشرات بواسطة عربة الشرطة المدرعة الموجودة داخل نادي الحرس الجمهوري في أول يوم اعتصام أمام النادي، إلا أننا اعتبرنا أن من قتلنا هم الشرطة وليس الحرس. حمدنا للحرس توزيعه بعض زجاجات المياه علينا رغم سكوته على قتل الشرطة لنا. طلب الحرس عدم الصعود إلى الرصيف فالتزمنا.
طلب عدم توجيه الليزر الأخضر إليه فألزمت المنصة الجميع. طلب الحرس عدم توجيه الميكروفون إلى الجنود لأنه أثر على معنوياتهم، فأمر الدكتور صلاح سلطان المسئولين عن المنصة بإبعاد الميكروفونات.
التزمنا بالسلمية وكنا نعلن أن "الجيش والشعب إيد واحدة"، وأن خلافنا ليس مع الجيش ولكن مع الفريق السيسي. كنا نغني الأغاني الوطنية ونرقص على أنغامها، ونطالب بعودة رئيسنا المنتخب، وألا تمتد له يد الأذى بسوء.
 لكن بالأمس "ليل الأحد"، بدأ سوء النية، حيث كانت الطائرات تطوف حولنا وفوقنا على ارتفاع منخفض أثناء الصلاة، ويبدو أن الدعاء على الظالمين والانقلابيين أرقهم، فأرادوا أن يشوشروا علينا وقت الصلاة "حدث ذلك أثناء صلاة المغرب والعشاء".. ثم تم إلقاء المنشورات من طائرات الهيلوكوبتر علينا تحذر من الاعتداء على المنشآت، فتعجبنا لأننا لم نعتد على أي شيء.
وأكملنا الليلة، وكنت أمازح زوجتي في التليفون وأعدها بأن أحضرها وأولادي في اليوم التالي "الاثنين" لنقضى ليلة جميلة خصوصًا وأنا أرى الرجال مع زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم يجلسون بسلمية، وأرى الأطفال يلعبون بين المعتصمين بكل براءة.
... كل ذلك ونحن لا نعلم ما يدبر لنا ... 
قمت من النوم فوجدت المعتصمين يصلون صلاة التهجد بالميدان وظهورهم للحرس الجمهوري؛ لأن القبلة تجاه مسجد رابعة العدوية، فذهبت للوضوء، وكان القائمون على الاعتصام "جزاهم الله خيرًا" قد أقاموا دورات للمياه في جراج معهد التخطيط المواجه للحرس، ثم عدت مسرعًا فصليت مع المعتصمين ما تيسر ثم صلينا الوتر، وقنت الإمام قنوتًا طويلاً يدعو على الظالمين والفاسدين والانقلابيين وعلى كل من أراد بمصر سوءاً، وعندما انتهى من صلاته أذن لصلاة الفجر فصلينا السنة واصطففنا للصلاة. 
 صلى بنا الإمام صلاة قصيرة وفي آخر الركعة الثانية سمعنا أصوات طلقات وأصوات إنذار بالضرب على أعمدة الإنارة بالحجارة كما كنا نفعل في ثورة 25 يناير، فخفنا على إخواننا المسئولين عن الحراسة.
 وعندما قام الإمام من الركوع بدأ في القنوت والدعاء فصفق المصلون وكبروا لينته الإمام من صلاته لننقذ إخواننا، فانتبه الإمام وأكمل الصلاة بسرعة. 
سلمنا وكبرنا وقسمنا أنفسنا بشكل تلقائي بعضنا في اتجاه أبواب الجراجات خوفًا من أن يأتي أحد منها والبعض الآخر اتجه مسرعاً ناحية البوابة الموجودة بالقرب من نادي المدرعات وولينا ظهورنا للحرس وظلت قلة عند المنصة أمام الحرس، وكنا نظن أن بعض البلطجية قد هاجمونا، إلا أننا فوجئنا بسيل من قنابل غاز شديد المفعول لا يقارن بما كان يلقى علينا في 25 يناير، فأصبنا بحرقان شديد في العين والوجه والحلق وضيق تنفس وكان البعض منا يرشون وجوههم بالخل ويوزعونه على الزملاء، أما أنا فبللت التي شيرت الذي كنت ألبسه ببعض الخل ومسحت به وجهي ووضعته على أنفي. 
 ثم بدأ إطلاق النار من ناحية صلاح سالم على المتظاهرين الذين يتراجعون بسبب قنابل الغاز ومن الحرس الجمهوري على المتظاهرين الذين يقفون مذهولين أمام الحرس، وعلى المتظاهرين المتراجعين أمام الهجوم الكاسح من الجيش والشرطة في صلاح سالم، وتساقط القتلى والجرحى وتفرق المتظاهرون في العمارات وشارع صلاح سالم يتيهون في الأرض ولا يعرفون أين يتجهون وليس معهم ما يدافعون به عن أنفسهم. 
 دخلت ساحة بين العمارات هربًا من الغاز والرصاص فألقى الجنود علينا الغاز، فدخلت ومعي الكثيرين إلى إحدى العمارات، وكان منهم أحد ممن أصيبوا بالرصاص، وصعدنا السلالم وجلسنا في الطرقات الفسيحة بين الشقق في أدوار متعددة ونحن نسمع ضرب القنابل والرصاص يشتد، ثم فوجئنا بصوت الجنود يصعدون السلالم ويزلزلون المكان بأصواتهم، فهرب المتظاهرون إلى السلالم، وكان أن قدر الله لي فاختبأت ولم يروني، والحمد لله رب العالمين، وكنت أسمع أصوات الجنود من مخبأي وهم يقبضون على زملائي ولا أستطيع فعل شيء. حتى إذا هدأت الأحوال قرب الظهر خرجت وفوجعت بما حدث من مجزرة. 
 انتهت شهادة الدكتور كامل بحيري.



أحد جنود مجزرة الحرس الجمهورى : الشارع كله دم


طــابور إستعراض أسرى معتصمى الحرس الجمهورى 
على يد قوات الجيش الأنقلابى





؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: