الأربعاء، 2 يناير 2013

عبدالله بدر يعـتزل الأعــلام - انفصال الدعوة والداعية - فيديو


انفصال الدعوة والداعية 
 عبد الله بدر: إلهام شاهين مسلمة و«بنت بلد»



أكد الشيخ عبدالله بدر أن الدين لحمه ودمه ، مشيراً ودخلت السجن من أجل ديني ، موضحاً أن الدكتور عاطف عبد الرشيد مدير قناة الحافظ يري أن هذا خطأ . وأضاف خلال مقطع فيديو له : أن سياسة القناة تري أنه عصبي ، معتذراً عن الظهور فى أى قناة أخري ، رافضا الحديث عن أخذ مقابل ، مشيراً إلى أنه سيريح نفسه وعقله حتى ذهاب الباطل ، مؤكداً سيكون لى وقفة ضد الباطل.


 شاهد ما قاله الشيخ العريفي لأحمد شوبير (فضائل المصريون)



 * انفصال الدعوة والداعية
مشكلة ظهرت علي السطح منذ فترة ليست بالقصيرة ثم تفجرت في الآونة الاخيرة هذه المشكلة او كما اسميتها هي الإنفصال بين الدعوة والداعية ؛ كنت أقصد وانا اكتب هذا التعبير شيئين لا اعرف من أين اكتسبتهما ولكن ربما وأنا في الصغر قبل أن ابدأ مرحلة التفكير في تلك الامور . 
 أول الامران أن أعظم عمل قد يقوم به إنسان هو الدعوة إلي الله والي دين الله لأن تلك الدعوة إن صلحت فإنها تقرب بين المرء وسعادته في الدنيا قبل الآخرة ؛ وثانيهما أنه يجب أن تكون هناك علاقة ما بين هذا العمل العظيم ومن يقوم به وهو الداعية علاقة ربما حسمها الخالق عز وجل في القرآن الكريم عندما قال " وادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " وفي آية اخري "ولا تجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن " . 
 تبدو تلك الآيات وكانهما ترسم إطارا لشكل الدعوة والداعية وحالة التلازم والتوافق بينهما كفعل وفاعل . 
ما يحدث في المجتمع الآن هو ان ذلك الميزان قد اختل عند البعض بل انه اصبح غير موجود بالأساس في كثير الاحيان وقد ظهر ذلك بعد حالة من الاستقطاب والخلاف بين تيارين يمثلان اغلبية المجتمع وهما ما "يسميان" بالتيار الإسلامي والتيار المدني . 
 وصلت أشكال الخلاف الي مراحل متقدمة وبسرعة كبيرة وتمثلت في التنابذ بالألقاب و احيانا السب والقذف والتكفير والتشكيك في الدين والعقيدة وقد بدأ هذا الأمر بين افراد ثم سرعان ما تحيز افراد كل فريق إلي الفرد المنتمي إليهم ثم اخيرا تحول الامر إلي صراع بين تيارين وليس فقط تيارين ولكن شمل ايضا وبسبب وسائل الاعلام إنضمام المنتمين إلي التيارين من المواطنين العاديين وللحقيقة ومن باب الإنصاف لم تكف بعض الأصوات العاقلة من الفريقين عن محاولات التصحيح والتمسك بالحق ولكن عابت تلك الأصوات قلتها وعدم قدرتها علي التاثير علي الناس وعلي الأطراف المتصارعة . 
 اردت في بداية المقال ذكر بعض الامثلة ولكني عندما بدأت في التنفيذ اصابتني الحيرة في ذكرها ربما لأني لن استطيع ذكر ردود علمية لبعضها ولكن وجدت أن هناك بعض المواقف والتي بمجرد ذكرها ستجعل القاريء يبدأ في التفكير . 
 الموقف الذي تكرر كثيرا هو استخدام بعض الدعاه ويؤسفني انا أقول هذا الوصف ولكن هذا هو المتعارف في اوساطنا عنهم وقد استخدموا اساليب اقل ما يقال فيها انها لا تليق وانها تجرح سامعها كبيرا كان او صغيرا رجلا كان أو إمراة ........... حسنا ..الي هنا قد أكون أنا من المتحاملين او من الذين يقطتعون الكلام او ببساطة غير محايد او حتي قد يكون ما قالوه لا يصل في الدرجة للوصف الذي ذكرته عنهم ؛ قد يكون هذا مقبولا وقد نجد أن هناك من يقول ان تلك كانت أخطاء ولكل إمام ذلاته و ينبغي ألا نعظمها . ولكن الذي جعل الأمر يبدوا كارثيا انهم واقصد من انتهجوا هذا الأسلوب قد خرجوا علينا بأنهم لم يخطئوا وانهم لديهم من الادلة ما يمنحهم المذيد من الحرية في استخدام تلك الالفاظ . 
وسأذكر لكم بعض ما اسموه بالادلة ذكر بعضهم تلك الآية " يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " وبعضهم يستدل بقول سيدنا ابو بكر " فامصص بظر اللات" وبعض المواقف الاخري التي لا اري في ذكرها فائدة ...إلا ان هناك بعض القواعد التي يعلمها الجميع مثل الاية المذكوره أعلاه وحديث الرسول عندما قال" لا يكون الامر منكم إمعة ......" وحديث الرسول ليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البزيء " وقوله " إني لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة " تبدو لي كل تلك الأحاديث والآيات اكثر وضوحا وعمومية من ان تطرح للشرح والنقاش ؛ ربما هي فوق ذلك بالنسبة لي فما بالكم بمن يدعي العلم ! 
 المشكلة الأخري والتي لا تقل خطورة ايضا هي والتي كما ذكرنا ان الخلاف لم يعد بين اشخاص ولكن اصبحت بين تيارين الآن فربما وبسبب هؤلاء الذين يسيؤون لهذا التيار الدعوي يتجه المواطنين المنتمين الي التيار الآخر الي مقاطعة هذا التيار نتيجة هذا الإنطباع السيء مع العلم والتسليم بأن هناك الكثير من الشيوخ الذين يحملون العلم بالفعل وينتمون لهذا التيار السلفي وهم بالفعل المصدر الاول للعلم الديني عند كثير من العامة ويتجهون الي مصادر أخري قد تكون أكثر خطورة . 
 لو بحثنا عن اسباب هذه المحنة ستجد اول ما تجد أنهم اصبحوا ليس فقط اصحاب دور ديني ولكن طغي عليهم الرأي السياسي والإنتماء لفريق سياسي معين وتأييده وبالطبع علي حساب فريق آخر ينتمي إليه آخرون .. فعندما كان الامر قاصرا علي الدور الديني كانت ردود الأفعال لا تذيد عن القبول او الرفض برفق ولكن عندما يقفز هؤلاء الي المجال السياسي فإن اشكال الرفض ستختلف بالطبع نتيجة لهذه الإضافة الجديدة في مضمون دعوتهم والربط بينها وبين الدعوة الدينية . 
 فكيف تحدثني في بداية الخطبة عن أن الليبرالية حرام وفي النصف الآخر تحدثني عن دور تيار الإسلام السياسي !! فكرت كثيرا في اشكال الحلول التي قد تفيدنا في هذه الحالة من التخبط وذيادة الاحتقان وكانت البداية هي الإعتراف بأن اصل هذه المشكلة هو غياب المرجعية التي ينطلق منها الجميع وعندما يحدث الخلاف فإننا نرجع إليها لترجح طرفا و تضعف الآخر . الكل يعلم الخصوصية التي تتمتع بها مصر في هذا الصدد وهي اننا نمتلك مؤسسة هي رائدة علي مستوي العالم الإسلامي ... لدينا الأزهر الشريف وهو المؤسسة التي يشهد لها العالم بانها المعبرة عن الإسلام بوجهه الأصلح والذي يريده الجميع . 
 علي الدولة إن ارادت الإصلاح أن تعيد ألي الأزهر هيبته وعلي علماء الأزهر نفس الدور لا يقل بل يذيد وعلي كل الشيوخ والعلماء أن يفكروا مليا في اسباب ترك قطاع كبير من الشباب لهذا الشكل القديم من الدعوة ... ربما اصبح هذا الاسلوب غير ملائم .. ربما نحتاج الي التجديد ؛ تجديد الاسلوب والطريقة وليس تجديد المضمون ؛ فالمضمون ثابت لا يتغير ولكن الزمن هو المتغير .. ارجوكم احترموا عقول هذا الجيل ؛ هم يحبون الدين وولكنهم ربما يرفضون بعض اشكال الدعوة .. والمبشر انه ولله الحمد قد ظهر من يفهمون تلك الحاجة لدي الشباب ولكنهم لا يزالون في حاجة الي المذيد ... مذيد الفهم والعلم و التجديد..
عبد الله بدر: إلهام شاهين مسلمة و«بنت بلد»





ليست هناك تعليقات: