الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك - فيديو


عندمـــا تنتهـــى حـــدودى تبــدأ حـــدودك




(مصـر اليـوم)



جورج غالاوي : سيترحم العربلى اتفاقيات سايكس- بيكو 
بعد ان تتقسم بلدانهم الى امارات طائفية

  



سياسية ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك
مشكلة الحدود بين الشعوب , ومشكلة الحدود بين الاشخاص , مشكلة قديمة عمرها هو عمر الحرية والملكيات الخاصة ... فعندما تقول لشخص ما : هذا لى . وهذا لك , فانت تعنى : تلك حدودى , وهذه حدودك ... او بمعنى آخر عندما تنتهى حدودى تبدأ حدودك .... لذلك فى الاعراف السياسية والقانونية , القانون هو تنظيم لهذه الحدود , لان القانون هو الحق الذى تسانده القوة ومتى كانت هناك قوى طامح كان هناك اعتداء على حدود الآخرين او على حقوقهم ... لذلك اذا وقع العدوان والاعتداء نوقشت قضية ( الحدود ) بين الناس او بين الدول والشعوب .... الجدير بالذكر ان الصورة الساذجة للحدود والأمن فى العصور القديمة هى عندما تحاط المدينة او الدولة بسور ضخم عظيم ... وكانت الدول المعادية تقف امام هذا السور تريد تحطيمه عن طريق رشقه بالحجارة او النيران او تضع سلالم على السور لتسلقه وفتح ابواب او حدود المدينة او الدولة ... ووراء هذه الاسوار كان الاغنياء الاقوياء يحيطون قصورهم او قلاعهم بالمياه ويمدون عليها جسورا فاذا حدث عدوان فانهم يرفعون هذه الجسور , وبذلك يصبح القصر او القلعة جزيرة وسط بحر من الماء او الامان ... تلك هى الحدود قديما .. الى ان اصبحت الحدود ألوانا .. اسود وابيض واصفر الى جانب حدود لغوية , مع قيام الدول المستقلة الحديثة والمتمردة على التبعية وعلى الاحلاف والتكتلات السياسية والاقتصادية تغيرت الحدود وتعدلت وتبدلت !!.. وعلى الحدود تقف الدول الكبرى تلعب بالنار .... حيث تبيع احدث انواع النيران للشعوب النامية حيث ثقف امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا تبيع النيران بيد , وباليد الاخرى تقوم بدور رجل الاطفاء ... فى الماضى كانت الحدود آمنه , لكن بعد ان ابتدع الانسان المدافع والاسلحة والصواريخ والطائرات سقطت الاسوار والقلاع والتحصينات ايضا ... حرب اكتوبر اسقطت الحدود الآمنة , فلم تكن قناة السويس مانعا او عائقا صعبا مستحيلا , ولا السواتر الرملية ولا خط بارليف , ولا خط فردان على الحدود الفنلندية مع الاتحاد السوفيتى , ولا خط ماجينو الفرنسى على الحدود الالمانية , ولا خط ميربت الذى اقامه الالمان فى شمال افريقيا , ولا خط سيجفريد الذى اقامه الالمان على امتداد حدودهم مع فرنسا فى الحرب العالمية الثانية ... فدروس التاريخ تقول : الخطوط الدفاعية لاتنجح فى وقف المهاجمين ابدا ...فقد اجتازتها جميعا الصواريخ والطائرات والدبابات وظهرت حدود عائمة متحركة : هى حاملات الطائرات الامريكية والروسية التى تعتبر اجزاءا من امريكا وروسيا او حدودا للدولتين تسبح بالنيران فوق الماء .
وبذلك لم تعد هناك حدودا فى مأمن من ضربها او العدوان عليها لاى سبب !!.. نحن فى زمن لايعرف فيه الانسان وجهه من قفاه !!.. او نحن فى عصر لايعرف فيه الانسان رأسه او رجليه او لايدرى فيه الانسان شيئا عن نفسه !!.. ربما كانت النفس صعبة ومعقدة ولذلك فقليلون جدا من الناس الذين يستطيعون ان يلمسوا أعماق النفس او اغوارها !!!..
وعندما طلب سقراط من الناس ان يعرفوا انفسهم , فقد طلب منهم شيئا صعبا ... وعندما طلب اليهم ان يعرفوا انفسهم بأنفسهم طلب أصعب مافى قدرة الانسان !!... لذلك اصعب شىء فى الوجود ان يعرف الانسان نفسه بنفسه ... مما لاشك فيه ان الاغريق هم اساتذة التعذيب فى الأدب القديم لذلك اخترعوا اشكالا واحجاما ودرجات من التعذيب لأناس تركوهم وحدهم يحترقون ويصرخون دون ان تمتد اليهم يد او تصطدم بهم عين او تمتلىء بهم أذن ... انهم هناك وحدهم مع العذاب !!!..
لذلك يعتبر الكورد من إحدى أكبر القوميات المعذبة التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً..... وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكوردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسي.... وفقاً لتقرير أصدرته مؤخراً "مجموعة الأزمات الدولية" عاد "حزب العمال الكردستاني" إلى المشهد في تركيا بصورة دموية... وأسفرت أعمال العنف التي قام بها "حزب العمال الكردستاني" منذ صيف 2011 عن مقتل نحو 700 شخص.... وتذكِّر هذه الحصيلة من عمليات القتل، أعمال الرعب التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي عندما قُتل الآلاف من المدنيين في هجمات قام بها "حزب العمال الكردستاني" والحرب الوحشية التي دارت في شرق تركيا بين الحكومة والمقاتلين الأكراد...وليس من قبيل الصدفة أن يعود العنف الذي كان يقوم به "حزب العمال الكردستاني" إلى الظهور من جديد... فهو يرتبط ارتباطاً مباشراً بموقف تركيا المتحدي الداعم للانتفاضة السورية والمعادي لنظام الأسد ورعاته في إيران.... وتشكل عودة أنقرة إلى احتضان أصدقائها القدامى في واشنطن الاتجاه الإيجابي العام بالنسبة للغرب....لقد بدأ الانهيار في العلاقات التركية السورية في صيف عام 2011.... ومنذ ذلك الحين سمحت دمشق لـ "حزب العمال الكردستاني" بالعمل ثانية في سوريا.... وفي الوقت نفسه ومن أجل معاقبة أنقرة حيال سياستها تجاه سوريا، توصّل قادة إيران إلى [اتفاق] سلام مع المتمردين الأكراد الذين كانوا يقاتلونهم، مما سمح لـ "حزب العمال الكردستاني" تركيز طاقته ضد تركيا.... ولم تكن هذه خطة أنقرة!!...
فعندما بدأت الانتفاضة السورية في ربيع 2011 شجع القادة الاتراك في البداية نظام بشار الأسد على إجراء إصلاحات في بلاده... وفي أغسطس 2011 اجتمع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في دمشق لمدة ست ساعات مع الأسد وطلب منه وقف قتل المدنيين...إلا أن الرئيس السوري لم يتجاهل مناشدات تركيا فحسب بل أرسل أيضاً دبابات الى حماة بعد ساعات من مغادرة داود أوغلو العاصمة السورية.... وبعد ذلك، عملت أنقرة على توتير وتعكيرعلاقاتها مع الأسد وأخذت تدعو إلى الإطاحة به.... كما بدأت تركيا توفير ملاذات آمنة لجماعات المعارضة السورية، وأشارت تقارير وسائل الإعلام أن أنقرة عملت على تسليح المتمردين السوريين...وقد ردّ الأسد على ذلك بالسماح لـ "حزب العمال الكردستاني" بالعمل في سوريا بعد أن كان يحد من أعمال الجماعة لمدة دامت أكثر من عقد من الزمن..... ففي عام 1998 كان والد الأسد قد اتخذ إجراءات صارمة وضيّق الخناق على وجود المتشددين الأكراد في سوريا الذي دام فترة طويلة، بعد أن هددت تركيا بغزو سوريا إذا واصلت هذه الأخيرة إيواء "حزب العمال الكردستاني".... وفي الربيع الأخير سمح الأسد لـ "حزب العمال الكردستاني" بنقل حوالي 2,000 مسلح اإلى سوريا من جيوبهم الجبلية في شمال العراق.... وفي الواقع أشار الأسد إلى أنقرة: "ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك"... وتحدث النظام الإيراني بنبرات مماثلة.... ففي سبتمبر 2011 بعد بدء أنقرة بمواجهة نظام الأسد مباشرة أنهت طهران خلافاتها مع "حزب الحرية والحياة في كردستان" - وهو الفرع الإيراني لـ "حزب العمال الكردستاني".... لقد كانت طهران تقاتل متمرديها الأكراد منذ عام 2003، وذلك كجزء من استراتيجية تعمل على الاستفادة من الصدع بين تركيا والولايات المتحدة في بداية "حرب العراق".... فمن خلال مساعدتها لتركيا على هزيمة الميليشيات الكردية كانت ايران تأمل في الحصول على بعض المزايا في علاقتها مع أنقرة على حساب عدوتها اللدودة واشنطن.... ولكن إيران قلبت هذا الموقف في العام الماضي رأساً على عقب، بتوصلها إلى [اتفاقية] سلام مع المقاتلين الأكراد منحت طهران حرية العمل لـ "حزب العمال الكردستاني" لكي يقوم باستهداف تركيا...ولا يمكن للموقف الجديد المتعلق بـ "حزب العمال الكردستاني" أن يكون قد عمل ضد تركيا بهذه الصورة الجيدة لو لم تؤدي الانتفاضة السورية إلى تحمس الأكراد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في تركيا... وحيث نجح المتمردون السوريون في تقويض سلطة النظام في شمال سوريا هذا الصيف، بدأ الأكراد يسيطرون على المدن هناك - عبر الحدود مع تركيا... وحيث تشجع "حزب العمال الكردستاني" من هذا التطور، فقد حاول انتزاع السيطرة على المدن التركية باستهدافه المناطق غير الحصينة بصورة كافية - خاصة في مقاطعة هاكاري الوعرة والمنعزلة في أقصى جنوب البلاد على الحدود مع العراق وإيران.... وعلى الرغم من عدم ضمان "حزب العمال الكردستاني" [السيطرة على] أي إقليم حتى الآن، فقد أودت المعركة على هاكاري بوقوع مئات الضحايا خلال الأشهر الأخيرة....ويبدو أن إيران متورطة في هذا الاعتداء الجديد الذي قام به "حزب العمال الكردستاني" - على الأقل جزئياً..... وفي الشهر الماضي قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج للصحفيين بأن الحكومة "تلقت معلومات تفيد بأن إرهابيي [حزب العمال الكردستاني] قد تسللوا من الجانب الإيراني من الحدود" قبل شنهم هجوماً واسعاً على بلدة سيمدينلي في مقاطعة هاكاري... وتنفي طهران ذلك!!!...
وباستعادة "حزب العمال الكردستاني" الترحيب الذي حصل عليه في سوريا وإيران، ومن تعثر "الإنفتاح تجاه الأكراد" من قبل أنقرة أيضاً - تلك المحاولة التي أُحبطت في عام 2009 والتي كانت تهدف إلى تحسين حقوق الأكراد في تركيا - يقوم "الحزب" الآن بنقل التوترات إلى ما هو أبعد من المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرق تركيا..... وفي 20 اغسطس، قتلت الجماعة تسعة اشخاص في انفجار سيارة ملغومة في غازي عنتاب - مدينة تركية كردية مختلطة ومزدهرة كانت قد نجت من عنف "حزب العمال الكردستاني".... ويلقي المحور السوري الإيراني ظلاله من جديد على الهجوم : فقد زعم مسؤولون أتراك بوجود تواطؤ سوري في الهجوم الذي وقع في غازي عنتاب، وعندما التقى المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي برئيس الوزراء التركي في اسطنبول في 18 سبتمبر، ورد في الأنباء بأنه قد عاتبه.... وترتكز سياسة أنقرة في الشرق الأوسط على فرضية أساسية واحدة وهي: أن كل من يدعم "حزب العمال الكردستاني" هو عدواً لتركيا.... ويترتب على ذلك قيام مشكلة لأنقرة مع دمشق إلى أن يسقط الأسد، ومشكلة طويلة الأمد مع طهران حتى بعد سقوط الأسد....ووفقاً لذلك، تؤدي أيضاً هذه التحولات السياسية-الأمنية في الشرق الأوسط إلى حصول تقارب أكبر بين أنقرة وحليفتها منذ فترة طويلة وهي الولايات المتحدة.... فقد وافقت تركيا على استضافة نظام الدفاع الصاروخي لمنظمة حلف شمال الأطلسي الذي يهدف إلى حماية أعضاء التحالف الغربي من التهديدات النووية الإيرانية وغيرها....وبعد أسابيع من قيام هجمات وأعمال شغب ضد سفاراتهم في أماكن أخرى في الشرق الأوسط من المحتمل جداً أن يتساءل الأمريكيون إذا كان "الربيع العربي" قد أسفر عن أي نتائج إيجابية على الإطلاق بالنسبة للولايات المتحدة.... إن قطع العلاقات التركية الإيرانية يمكن على الأقل اعتباره واحداً منها..



ليست هناك تعليقات: