السبت، 29 ديسمبر 2012

التيار المدنى والاستئناس بالعمل تحت بيادات جنرالات الجيش؟!


حبيب: العلمانيين مع الكتل المسيحية المؤيدة لها  
تحاول توسيع حشدها حتى يبدو المجتمع منقسم لنصفين  


السفيرة الأمريكية: البرادعي مخطئ في تصوره
 لعلاقة أمريكا بالإخوان
 الثورة .. لم تصل إلى التيار المدنى ..

قال رفيق حبيب، نائب رئيس حزب الحريه والعداله السابق، ان القوي العلمانيه مع الكتل المسيحية المؤيده لها يحاولون توسيع مشهدها الجماهيري، وتوسيع حشدها الجماهيري، من خلال التحالف مع انصار النظام السابق، حتي يبدو المجتمع منقسمًا الي نصفين، مضيفًا انها بذلك تخدع نفسها اولا، وكذلك تخدع الكتل المسيحيه المؤيده لها». الثورة.. لم تصل إلى التيار المدنى بعد .. الحديث عن التيار "المدني" فى مصر، عملية "شاقة" لأننا ـ والحال كذلك ـ نكون قد دلفنا إلى منطقة "شبحية" أو على الأقل "منتحلة" لا وجود لها فى الواقع الموضوعي ......

القوى المدنية، التى ما زالت موجودة فى المنطقة "الإعلامية" من المشهد السياسى المصري، قادت التيار المدنى ـ على افتراض وجوده ـ إلى سلسلة من الانهيارات والهزائم السياسية، ويكفى أنها منيت بهزيمة كبيرة أمام مرشح الفلول أحمد شفيق، قبل أن يعود من بوابة التصدى للإخوان، ليقود التيار المدنى المحسوب على قوى الثورة.. فى واحدة من أبرز عمليات تدوير مخلفات مبارك، على حد تعبير الزميل وائل قنديل فى الزميلة "الشروق". لقد سحق "شفيق" مرشحى التيار المدنى فى انتخابات الرئاسة، وتخطى بفروق واسعة، عمرو موسى وحمدين صباحي، وخالد على وأبو العز الحريرى وغيرهم.. قبل أن يوقفه مرشح الثورة والتيار الإسلامى د. محمد مرسي. المدهش أن من فشلوا أمام الجنرال الهارب أحمد شفيق، لم يعتذروا للثورة، والثوار وللشعب المصري، وينسحبوا بـ"نبل" من المشهد بعد هزيمتهم المخزية، وليفسحوا الطريق أمام "جيل مدني" جديد، غير ملوث بجينات فساد عصر مبارك، بل تصرفوا ـ بكاريكاتورية مضحكة ـ وكأنهم فازوا فى الانتخابات، وتبجحوا فى طلبهم بمشاطرة الرئيس المنتخب فى حكم مصر، من خلال ما سمّوه بـ"المجلس الرئاسي"! !!!! هذا الجيل "العجوز" والمهزوم سياسيًا من مرشح مبارك
، لم يبرح بعد تمسكه بالاستيلاء على المشهد المدنى المصري، وانتحال صفة التحدث باسمه، مصادرًا حق الأجيال الجديدة، من خوض التجربة، خاصة الجيل الذى شارك فى صنع الثورة، وربما يكون مؤهلاً من حيث الإبداع والخيال والاجتهاد على تقديم رؤى مبتكرة، تجيد قراءة الواقع الجديد، وفك رموزه ولغته وطلاسمه، والأهم أن يعارض "الإسلام السياسي" ـ كما يصفونه ـ على أرضية "الخلاف السياسي".. وليس بوازع من "الثأر التاريخي" وتصفية الأحقاد الأيديولوجية والعقد السياسية.. والتى بلغت حد استدعاء الجيش للاستيلاء على السلطة واعتقال الرئيس المدنى المنتخب. مصر فى حاجة إلى وجود تيار مدنى حقيقى يتسم بالطهر السياسي، والنقاء التنظيمي، وليس مثقلاً بعبء الأيديولوجيا وأحقادها.. يختلف ويتفق على أرضية سياسية، مهما كان عمق التباين فى الرؤى والأفكار والمعتقدات السياسية.. وهذه الصفات ليست موجودة فى القيادات "المدنية" الراهنة.. وفى عواجيز "جبهة الإنقاذ" ولا فى يسار "هنرى كوريل".. ولا فى التيار الليبرالى الاستئصالي.. ولا فيما تبقى من يسار ناصرى متطرف.. ولا فى العلمانية المصرية بنسختها الانتهازية الفجة.. المسألة تحتاج إلى ثورة داخل التيار المدني.. وإلى مراجعات فكرية يقودها جيل الشباب المدنى الذى لا تزال سترته مخضبة بعبق الدم الطاهر الذى سال فى الميادين أمام وحشية مبارك ومؤسسته الأمنية الدموية. فهلا نسمع قريبًا عن تلك المراجعات التى تحتاج إلى قرار جسور وشجاع ليضع حدًا لهذا العبث والمتاجرة والانتهازية التى بلغت حد التآمر على الشرعية وعلى الديمقراطية وعلى التداول السلمى للسلطة.. والاستئناس فى العمل تحت بيادات جنرالات الجيش؟! 




ليست هناك تعليقات: