الاثنين، 20 أغسطس 2012

"عروس النيل" أسطورة ورسالة عمربن الخطاب غير صحيحة فيديو


.. "عــروس النيــل"..
..إتهــام لقـدماء المصريين .. 
بإلقــاء إحــدى "الفتيــات" في النيــل 
أثنـاء إحتفـالاتهم بعيــد وفـــاء النيـل



مؤرخون يهاجمون عمرو خالد ويتهمونه بتشويه التاريخ المصري.. ويؤكدون: "عروس النيل" أسطورة ورسالة عمر غير صحيحة ولا توجد رسومات أو وثائق تشير من قريب أو بعيد إلى عملية إلقاء أنثى أو مجرد دمية في مجرى النيل وليس هناك دليل قاطع أو حتى مجرد إشارة إلى أن المصريين ألقوا بناتهم في النيل ولا يوجد ما يشير إلى إلقاء دمية
-عبد الحليم نور الدين :
حاولت تصحيح معلومات خالد الخاطئة عن التاريخ المصري فرد علي مسئولي القناة لا يمكن وقف حملة بخمسة ملايين جنية
 في ظل الانشغال باحتفالات عيد الفطر المبارك، قدم الداعية والإعلامي عمرو خالد حلقته الأخيرة من برنامج "عمر.. صانع حضارة" والتي اتهم فيها قدماء المصريين بإلقاء إحدى "الفتيات" في النيل أثناء احتفالاتهم بعيد وفاء النيل. وقد تلى خالد رسالة، تنسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب إلى نيل مصر، مبطلاً بها عادة إلقاء الفتيات في مجرى النيل. وفي استطلاع "البديل" لرأي عدد من المؤرخين والمتخصصين في التاريخ المصري القديم، اتفقوا على عدم صحة هذه الواقعة، مرجحين ذكرها في بعض المصادر التاريخية ككتاب "فتوح مصر وأخبارها" لابن عبد الحكم نتيجة للغموض الذي لف نهر النيل ومصادره؛ حيث كان يسود اعتقاد أن نهر النيل يجري من الجنة، وآخرون اعتقدوا في وجود جن وعفاريت هي مصدر النهر والذي تم تصويره عند العرب بـ"الفحل" الذي يلتهم النساء.
في البداية، أكد الدكتور محمد الكحلاوي، أمين عام الأثريين العرب، أن هذا الحديث عن "إلقاء فتاة مصرية في مجرى النيل" غير صحيح تمامًا، وهو مجرد كلام يمكن عده ضمن باب النقولات، ولا يمكن إدراجه ضمن باب الحقائق، فهو كلام أسطوري، "كأساطير الأولين" والتي امتلئت بها كتب تراثية عديدة، ككتب النوازل مثلاً، والتي تحكي عن من يتحدث مع أسد، أو يحمل فيلاً، إلى آخره.
مشيرًا إلى أن المؤرخين الذين كتبوا مثل هذه الهراءات، كابن عبد الحكم، لم يعاصر تلك الواقعة، ولم يشاهدها، وإنما نقلها نقلا بطريقة العنعنة. 
وشدد الكحلاوي على أنه لم ير رسومات أو وثائق مصرية تشير من قريب أو بعيد إلى عملية إلقاء أنثى في مجرى النيل، في أي وقت، أو في عصر. 
وإنما كان الاحتفاء بالنيل اشبه باحتفالات بعض الهنود، والتي تتمثل في إلقاء الحلوى، والزهور، والانتشاء بالغناء والرقص، كما هناك بعض القرى الهندية، تخرج عن بكرة أبيها، وتقوم بإلقاء نفسها في البحيرات والمجاري المائية من باب الاحتفاء، ويطلقون على تلك البحيرات، بحيرات الإله المقدسة.

وتساءل صاحب كتاب "آثار مصر الإسلامية في كتابات الرحالة المغاربة والأندلسيين" إذا كان المصريون يلقون بناتهم، فلماذا لم تمارس الشعوب الإفريقية، والتي يمر عليها النيل، العادةَ نفسها؟ من جانبه، اتفق الدكتور عبد الحليم نور الدين، أستاذ التاريخ المصري القديم والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، مع الكحلاوي في نفي إدعاء عمرو خالد بشأن احتفالات المصريين بوفاء النيل، مشيرًا إلى عدم تخصص عمرو خالد لا في المجال الديني والفقهي أو في المجال التاريخي، وله سوابق في الإساءة البالغة إلى التاريخ المصري القديم. وأوضح نور الدين أن خالد في برنامج سابق عن قصص القرآن والأنبياء .. قال عندما تذهبون إلى الكرنك ستجدون صورة لألفي طفل من أطفال اليهود المقتلين، فقلت له لابد أنك تقصد معبد الكرنك الموجود في تل أبيب، كما قال في تل العمارنة تجدون اخناتون وطائفته يطوفون حول الكعبة، وهي خرافات لا يمكن قبولها.
وحينها قام نور الدين بالاتصال بمسئولي القناة لتصحيح هذه المغالطات، فكان رد المسئول: "لا أستطيع أن أوقف حملة إعلامية بخمسة ملايين"، على حد قول نور الدين. وأضاف، ليس هناك دليل قاطع أو حتى مجرد إشارة إلى أن المصريين ألقوا بناتهم في النيل، كذلك لا يوجد دليل يشير إلى إلقاء دمية، مجرد دمية، وإنما كان المصريون يلقون الزهور كما يحدث في الهند واليابان وكوريا في بعض الاحتفالات. وشدد صاحب كتاب "موسوعة الديانة المصرية القديمة" على أن المصريين لم يعرفوا العنف لا في حربهم ولا في سلمهم، وإنما كانوا ينشدون للنهر ويحتفون بقدوم الفيضان، وهو ما يعني بداية العام الجديد طبقًا للتقويم المصري القديم.
وبين نور الدين أن المؤرخين العرب لم يكونوا على دراية أو معرفة باللغة المصرية القديمة، وهو السبب الرئيس في ذكر المقريزي لخرافاته عن بناء الأهرامات مثلا، فقبل عام 1822، وهو العام الذي نشأ فيه علم المصريات Egyptology بعدما تم فك رموز حجر رشيد، لا يمكن الحديث عن معلومات دقيقة عن الحضارة المصرية. 
وتابع نور الدين: لا ألقي اللوم على عمرو خالد وحده، وإنما تشترك وسائل الإعلام المختلفة في المسئولية عن نشر هذه المغالطات، فمنذ يومين استضاف التلفزيون المصري، مرشد سياحي، وبث كمية معلومات خاطئة لا يمكن تصورها، وهو نوع من استسهال الإعلام، الذي يبحث عن المتاح والسهل والمشهور، ومن ضمن هؤلاء "المشهورين" شخصيات تتكلم في التاريخ المصري، منها عميد سابق في الجيش، وثان حاصل على دبلوم "صنايع" قسم زخرفة، وثالث متخصص في المسالك البولية ويكتب تحت عنوان "علم المصريات"، وإذا كانت الشهرة هي المعيار، فزاهي حواس كان مشهورًا ونجمًا وكان يردد أخطاء جسيمة عن الحضارة المصرية. مطالبًا بالتدقيق العلمي والبحث الجاد.









ليست هناك تعليقات: