الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

الرئيس يستعين بجهاز مخابرات خاص لحمايته من الاغتيال


الرئيس يستعين بجهاز مخابرات خاص 
لحمايته من الاغتيال


القوات المسلحة ظلت دوماً وعلي مر التاريخ جزءاً مهماً وعزيزاً علي قلب الشعب المصري الذي يثق فيها وتثق فيه خاصة في أوقات الأزمات.. ولا توجد في مصر أسرة أو بيت إلا قدم شهيداً من أبناء الجيش المصري ضحي بحياته من أجل تراب الوطن. أيضاً في الثورات كانت ثقة الشعب المصري بلا حدود في جيشه العظيم ففي ثورة 52 انطلق الشعب المصري يدعم ويساند قواته المسلحة والضباط الأحرار وأسس معهم للجمهورية الأولي .. وأعاد التاريخ نفسه في ثورة 25 يناير ليرد الجيش المصري الجميل للشعب ويساند الثورة الشعبية ويحميها وتتواصل مسيرة العطاء من الجنود البواسل والتي لا يستطيع أحد أن يزايد عليها. 
وفي السطور التالية سنرصد عن قرب جزءاً مهماً ويعد النخبة في الجيش المصري وهو «الحرس الجمهوري» الذي تحوم حوله العديد من التساؤلات المسكوت عنها والتي تحمل شعار «ممنوع الاقتراب». 
في البداية لابد أن نؤكد أن الحرس الجمهوري هو أحد فرق النخبة بالجيش المصري ولكنه لا يتلقي تعليماته بشكل مباشر من قيادة القوات المسلحة وهذا ما تسبب في إثارة الجدل أثناء أحداث الثورة وفي أعقابها ودار التساؤل الذي لم يستطع أحد الإفصاح عنه أو تناوله وهو من يحكم دولة الحرس الجمهوري وما هو مصير هذا الجزء المهم والعزيز علي قلوبنا من الجيش المصري وهل ولاء هؤلاء البواسل سيكون للرئيس مرسي .. أم للمشير طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري.. أم أن بعض قادة الحرس الجمهوري الذين نالوا قسطاً وفيراً من الامتيازات والترقيات في عهد المخلوع ونجله جمال مبارك مازالوا يعتقدون أن عهد المخلوع هو العهد الذهبي الذي لا يعوض لهم؟! 
الحقيقة المؤكدة أن الحرس الجمهوري يتلقي تعليماته من قيادته المباشرة التي تتلقي تعليماتها من رئيس الجمهورية ولكن هذا لا يعني أن قوات الحرس الجمهوري مسئوليتها تقتصر فقط علي تأمين وحماية الرئيس كما يعتقد البعض. 
وقائد الحرس الجمهوري في العادة لواء أو فريق وهو مسئول مسئولية تامة وقواته عن حماية النظام الجمهوري بأكمله لأن المسئول عن تأمين الرئيس هي الحراسات الخاصة للرئيس وهي جزء أو مجموعة من أفراد الحرس الجمهوري. 
 إذن فالحرس الجمهوري مسئول عن تأمين المنشآت الحيوية في أوقات الأزمات والمطارات ومراكز القيادة والمجالس النيابية والمحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة وبذلك فإن مهمة رجال الحرس الجمهوري في غاية الأهمية والخطورة لذلك فإن اختيار أفراد الحرس الجمهوري يتم بعناية شديدة ويطلق عليهم قوات النخبة. أما بالنسبة للحراس الشخصيين للرئيس مرسي فهم من القوات الخاصة ووحدات النخبة وبعض أفراد الشرطة الخاصة وهم يتبعون جهاز رئاسة الجمهورية وهو جهاز تخابري أمني رفيع المستوي وهو يعتبر أيضاً رابع جهاز مخابرات مصري بعد المخابرات العامة والمخابرات الحربية والأمن الوطني وتم إنشاء هذا الجهاز عام 1989 وله سلكه الخاص وتنظيمه المستقل من ضباط المخابرات وضباط الأمن. 
 * موكب الرئيس أما موكب رئيس الجمهورية فيتم تغطية تحركاته بمجموعة عمل تتكون في الأساس من جنود الأمن المركزي التي تؤمن خط السير والطرقات التي يمر بها الموكب ومحيط مكان تواجده ثم مشاة الحرس الجمهوري لتأمين المكان المتواجد به ومركبات الحرس الجمهوري وهي 4 سيارات جيب محملة بـ16 جندياً من صاعقة الحرس الجمهوري وهي مجموعات خاصة منتقاة من جنود الصاعقة يتم إلحاقهم بقوات الحرس الجمهوري ويمكن تمييزهم بملابس الصاعقة الصفراء ذات البقع البنية وبريهات الحرس الجمهوري الزرقاء وهذه المجموعة مزودة برشاشات HK5 القصيرة. ويتقدم الموكب 8 دراجات بخارية من قوات الشرطة ومؤخراً أصبحت مكونة من وحدة خاصة من قوات الشرطة العسكرية مخصصة لتأمين الرئيس ومدربة علي أعمال القتال التلاحمي من علي الدرجات البخارية. وإلي جانب سيارات الجيب الخاصة بالحرس الجمهوري توجد عدة سيارات منها واحدة أمام الموكب وواحدة أخري في مؤخرة الموكب مزودتان بقوات خاصة من الوحدة «س777» وفي كل سيارة من 4 إلي 5 أفراد ثم أربع سيارات مرسيدس تحيط بسيارة الرئيس من جميع الجهات وتحتوي كل واحدة منها علي 3 ضباط من الحراسات الخاصة ثم يوجد الحارس الخاص بالرئيس وهو الحارس الشخصي الذي يرافقه في سيارته إلي جانب السائق وأمين رئاسة الجمهورية وغالباً ما يكون هذا الشخص ومعه 3 آخرين من طاقم حراساته الذين يرافقون الرئيس في زياراته للخارج. وقبل رحيل مبارك أمر بانضمام دورية من المروحيات الـ Mi8TPK وهي طائرات تصوير واستطلاع ميداني لرصد أي تهديد جوي أو صاروخي من أعلي أسطح المباني المتواجدة في خط سير الموكب. وهذا الطاقم لا يتبع بالكامل لرئاسة الجمهورية ولا الحرس الجمهوري ولا حتي القوات المسلحة أو الشرطة بل تتعاون العديد من الأجهزة في عملية تأمين الرئيس إلا أن الحرس الجمهوري يضع نفسه تحت تصرف الرئاسة في أوقات الأزمات لحماية المنشآت حيث شارك بأوامر من المخلوع في تأمين البلاد في أحداث 25 يناير وأسندت إليه مهمة تأمين مبني الإذاعة والتليفزيون وبعض المنشآت الحيوية. وتلاحظ وقتها أن قوات الحرس الجمهوري لم تتلق أوامرها من المشير طنطاوي ورجاله بل تلقت أوامرها من رئيسها المباشر وهو قائد الحرس الجمهوري ثم رئيس الجمهورية ولكن يكتب لهذه القوات الفضل في أنها لم توجه رصاصة واحدة في صدر أي مواطن مصري وانحازت للشارع المصري ونداء الوطن وهذه المواقف ليست غريبة علي رجال الحرس الجمهوري الذين كلفهم الرئيس الراحل أنور السادات بوضع أنفسهم تحت تصرف الجيش المصري أثناء حرب أكتوبر المجيدة. 
 * الحرس القديم 
 ورغم كل هذه الإجراءات التأمينية التي زادها مرسي أو زادت رغم أنفه حرصاً من الجهات التأمينية المختلفة علي تجنيب الرئيس الجديد أي محاولات تلهب المشهد السياسي أكثر مما هو عليه الآن إلا أن موكب الرئيس مرسي وجميع تحركاته محفوفة بالمخاطر لأن الرئيس الجديد معني بترتيب أوراق اللعبة السياسية بشكل معين لكنه تناسي ترتيب بيته «قصر الرئاسة» من الداخل باعتبار أن هناك رموزاً من الحرس القديم الذين عملوا لسنوات طويلة تحت مظلة النظام البائد مازالوا يتقلدون الأمور داخل الرئاسة وقد تعرضنا لبعض منهم في ملفات سابقة. «عسكرة» مؤسسة الرئاسة كانت هي السمة الغالبة طوال السنوات الماضية فقد شملت هذه العملية ضم أسماء كبيرة مثل اللواء مصطفي شاهين وحسين محمد وهما ضابطان سابقان تم ضمهما إلي السكرتارية مع الضباط إبراهيم بدرة وهشام العيسوي وإبراهيم فتحي ورغم أن جميعهم اقتصر عملهم علي السكرتارية فإنهم ملقبون جميعاً بـ«جنرالات الحرس الحديدي» الذين يدينون بالولاء للمخلوع وأسرته والذين يخشي الجميع أن يقودوا الثورة المضادة داخل القصر الجمهوري. 
 تنوع الأجهزة داخل مؤسسة الرئاسة يؤكد أنها ستشهد صراعاً محتدماً ربما ينعكس بالسلب علي قرارات الرئيس ويؤدي إلي ارتباك المشهد من الداخل. أيضاً من النيران التي تختبئ تحت الرماد الصراع الدائر علي الساحة وربما ينتقل لمؤسسة الرئاسة بل إن بوادره بدأت تظهر وهو الصراع بين استمرار عسكرة الرئاسة وأخونتها. المصادر المطلعة أكدت أن مرسي يعتمد في الفترة القادمة علي دعم جهاز المخابرات الرابع داخل الرئاسة وجهوده المكثفة لضبط إيقاع الرئاسة وضمان استقرار المؤسسة الرئاسية في الفترة القادمة خاصة أن الرئيس مرسي لمس في أفراد الجهاز وقياداته حرصاً شديداً علي حياته منذ اللحظة الأولي لوصوله لقصر العروبة.


ليست هناك تعليقات: