تحرشات ومضايقات لبائعات محلات وسط البلد
على الرغم من أن الكثير من المصريين ينتظرون قدوم عيد الفطر بشوق بالغ .. إلا إن الأمر يختلف كثيراً لدى بائعات المحلات التى لا تستطيع إغلاق أبوابها في وجه المواطنين في هذه المناسبة .
فبائعات محلات وسط البلد يتعرضن لكثير من المواقف المحرجة مع قدوم تلك المواسم, بالإضافة لنظرات الغمز واللمز والمضايقات التى يتعرضن لها من المجتمع أثناء رحلة العودة إلى منازلهن فى ساعات متأخرة قد تصل إلى بعد منتصف الليل, سواء لمن كانت تسكن قرب مكان عملها أو التى تسكن فى أماكن بعيدة عنها .
قامت "بوابة الوفد" بجولة بمحلات وسط البلد للتعرف على أكثر المشكلات التي تواجه البائعات في المحلات خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك. اعتماد على النفس فاطمة محمد -30 عاماً- تسكن في حى بولاق، تعمل بائعة في أحد محلات الملابس منذ أن كانت فى الفرقة الأولى بكلية الآداب جامعة القاهرة, فبعد حصولها على الثانوية العامة قررت أن تعتمد علي نفسها في تدبير الأموال التي تحتاج إليها دون الاعتماد على أسرتها، خاصة أن كليتها نظرية لا تتطلب الحضور الكثير.
وتضيف: "قمت بالبحث عن عمل في محلات وسط البلد حتي استطعت الحصول علي وظيفة بأحد محلات الملابس، وكانت مواعيد العمل تبدأ من الساعة العاشرة صباحاً حتى العاشرة ليلاً, وبعد حصولى على الليسانس, بدأت رحلة البحث عن وظيفة بمؤهلي إلا أن الحظ لم يحالفنى, ووجدت نفسى أعود مرة أخرى إلى العمل بمحلات الملابس .
تحرش ومضايقات وتؤكد فاطمة أن المشكلة تكمن في مواعيد الانصراف خاصة فى مواسم الأعياد, فأحياناً تعود إلي بيتها بعد منتصف الليل فى فترة المواسم خاصة عيد الفطر, فبعد انتهاء أول عشرة أيام من رمضان يبدأ الازدحام في المحل، ويرفض صاحب العمل خروجهن في ميعاد الانصراف المحدد في الساعة العاشرة إنما يجبرهن علي البقاء بالمحل حتي الساعة الواحدة صباحا، مشيرة إلي أنه في بعض الأحيان يجدن أنفسهن يعودن إلى المنزل بعد صلاة الفجر مما يعرضهن لمضايقات وتحرش أثناء العودة إلي المنزل سواء من الزبائن أو سائقي سيارات الأجرة.
أما صابرين - 25 عاماً - من سكان حلوان فتقول: "تعرضت الكثيرات منا لمشكلات ومضايقات وتحرش فى وقت ما قبل الثورة .. فما بالك بما نتعرض له خاصة فى ظل حالة الانفلات الأمنى الذي نعيشه حالياً"!
.
فقر وبطالة وتضيف صابرين: "فالفقر وشدة الحاجة وقلة فرص العمل هى الأسباب التى دفعتني للاستمرار فى تلك الوظيفة, فبعد رسوبى فى شهادة الإعدادية ذهبت أمى للبحث لي عن فرصة عمل فى أحد محلات الملابس,
ونجحت في الزج بى فى أحد هذه المحلات, ووافقت على الفور هرباً من الخدمة في المنازل, فأبى عامل فى الصرف الصحى لا يقوى على الإنفاق علي أسرتنا المكونة من 7أطفال أنا أوسطهم, وبدأت رحلة العمل وكنت سعيدة بها بالرغم من المضايقات التى حدثت لى من أصحاب تلك المحلات الأمر الذى جعلنى أتنقل من محل إلي آخر".
وتتابع صابرين: "بالرغم من ساعات العمل الطويلة التي نقف فيها علي أقدامنا محرومين من الجلوس سوى فى ساعة الغذاء فقط, إلا أن صاحب العمل لا يخجل من بقائنا في المحل حتى بعد منتصف الليل وأحيانا بعد الفجر فى موسم الأعياد, ومن تعترض يكون مصيرها الطرد".
وعلي جانب آخر، تقول منى، بائعة بأحد محلات التجميل والعطور بوسط البلد وتسكن بشارع العهد الجديد بالقرب من منطقة مسطرد: إنها اعتادت فى تلك المواسم أن يأتى خطيبها فى ميعاد الانتهاء من العمل ليقوم بتوصيلها إلى منزلها, وتروي أنه فى إحدى المرات كانت الساعة تعدت الواحدة ليلاً فى عيد الأضحى الماضي, وقد اقترب موعد زفافها فحدثت مشادة بينها وبين خطيبها لاختلافهما على أجرة الكوافير, وتركها خطيبها بمفردها فى الشارع فاضطرت إلي استقلال سيارة ميكروباص لتعود إلي منزلها بعد أن كانت الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل، لكنها فوجئت بعد نزول الركاب وتركها بمفردها بصحبة السائق واثنين آخرين علمت بعد ذلك أنهما من أصحاب السائق بمحاولة تغيير اتجاه السيارة ومنعها من الصراخ بالقوة فى محاولة منها لإيقاف السائق .
وتستطرد: "فى هذه اللحظة قررت أن أموت وأنا أدافع عن شرفى ولحسن حظى رأيت من بعيد شعاع ضوء منبعثا من كشك سجائر وكنت بجوار الباب الخلفى, وكان الشابان الآخران بجوار السائق فى المقعد الأمامى واستطعت فتح الباب ورميت نفسى أمام الكشك, وتحطمت أسنانى الأمامية, وهرب السائق من الخوف, وتركت خطيبى بعدها, لكن أمام الفقر لم أجد أمامى سوى الرجوع للعمل فى هذا المحل مرة أخرى خاصة أن هناك روابط إنسانية تربط بينى وبين أصدقائي في المحل .
فقر وبطالة وتضيف صابرين: "فالفقر وشدة الحاجة وقلة فرص العمل هى الأسباب التى دفعتني للاستمرار فى تلك الوظيفة, فبعد رسوبى فى شهادة الإعدادية ذهبت أمى للبحث لي عن فرصة عمل فى أحد محلات الملابس,
ونجحت في الزج بى فى أحد هذه المحلات, ووافقت على الفور هرباً من الخدمة في المنازل, فأبى عامل فى الصرف الصحى لا يقوى على الإنفاق علي أسرتنا المكونة من 7أطفال أنا أوسطهم, وبدأت رحلة العمل وكنت سعيدة بها بالرغم من المضايقات التى حدثت لى من أصحاب تلك المحلات الأمر الذى جعلنى أتنقل من محل إلي آخر".
وتتابع صابرين: "بالرغم من ساعات العمل الطويلة التي نقف فيها علي أقدامنا محرومين من الجلوس سوى فى ساعة الغذاء فقط, إلا أن صاحب العمل لا يخجل من بقائنا في المحل حتى بعد منتصف الليل وأحيانا بعد الفجر فى موسم الأعياد, ومن تعترض يكون مصيرها الطرد".
وعلي جانب آخر، تقول منى، بائعة بأحد محلات التجميل والعطور بوسط البلد وتسكن بشارع العهد الجديد بالقرب من منطقة مسطرد: إنها اعتادت فى تلك المواسم أن يأتى خطيبها فى ميعاد الانتهاء من العمل ليقوم بتوصيلها إلى منزلها, وتروي أنه فى إحدى المرات كانت الساعة تعدت الواحدة ليلاً فى عيد الأضحى الماضي, وقد اقترب موعد زفافها فحدثت مشادة بينها وبين خطيبها لاختلافهما على أجرة الكوافير, وتركها خطيبها بمفردها فى الشارع فاضطرت إلي استقلال سيارة ميكروباص لتعود إلي منزلها بعد أن كانت الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل، لكنها فوجئت بعد نزول الركاب وتركها بمفردها بصحبة السائق واثنين آخرين علمت بعد ذلك أنهما من أصحاب السائق بمحاولة تغيير اتجاه السيارة ومنعها من الصراخ بالقوة فى محاولة منها لإيقاف السائق .
وتستطرد: "فى هذه اللحظة قررت أن أموت وأنا أدافع عن شرفى ولحسن حظى رأيت من بعيد شعاع ضوء منبعثا من كشك سجائر وكنت بجوار الباب الخلفى, وكان الشابان الآخران بجوار السائق فى المقعد الأمامى واستطعت فتح الباب ورميت نفسى أمام الكشك, وتحطمت أسنانى الأمامية, وهرب السائق من الخوف, وتركت خطيبى بعدها, لكن أمام الفقر لم أجد أمامى سوى الرجوع للعمل فى هذا المحل مرة أخرى خاصة أن هناك روابط إنسانية تربط بينى وبين أصدقائي في المحل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق