الاثنين، 20 أغسطس 2012

تظاهرات 24 أغسطس، "العسكر" وخدامهم السياسيين والإعلاميين،



بدون الدعم "العسكري"
 لن يجرؤ التيار القبطي على النزول إلى الشارع 
فى امتحان 24 أغسطس ... يُكرم الجيش المصري أو يُهان



عندما تعلن الرئاسة المصرية أن المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان واللواء حمدي بدين واللواء الرويني وغيرهم ممن أقيلوا أو استُقيلوا، راضون غير متذمرين من قرارات الرئيس محمد مرسي بإحالتهم إلى التقاعد، فإن ذلك يعد دليلا جديدا على أن شيئا ما يُحاك فى الصدور، وأن غضبا ما تجري محاولة احتوائه، وأن القرارات التى أطاحت بالمجلس العسكري، وفيما لقيت ترحيبا حذرا من جانب الكثيرين داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، إلا أن محاولة "التطمين" الرئاسية تشي بأن هناك مخاوف من رد فعل انتقامي يلوح فى الأفق من جانب الحرس القديم ... والحرس القديم مقصود به بالطبع المجلس العسكري الذي حكم مصر بالحديد والنار لعام ونصف العام، دمر فيها الحياة السياسية، فبدأ بالاستفتاء المهزلة على "نعم ولا" قبل وضع الدستور، وأعلن عن الانتخابات البرلمانية أولا ..... ثم ألغاها بجرة قلم، وقاتل الثورة والثوار بكل طاقاته العسكرية والإعلامية والدعائية والقضائية والسياسية، ففتح المجال للجماعة المحظورة حتى استفردت بالحكم، عبر أحد رموزها والرئيس السابق لذراعها السياسي، حزب "الحرية والعدالة"، عبر انتخابات رئاسية هي الأنزه فى تاريخ مصر، على ما فيها من شوائب.
 ولكن ....... بالتأكيد لم يكن هذا هو السيناريو الذي كان يحلم به "العسكر"، بل كان مخططه مبني على أساس الاستمرار فى الحكم، من تحت عباءة واحد من أضعف الشخصيات السياسية والعسكرية فى الدولة، هو الفريق المهزوم أحمد شفيق، ولولا حالة الاستنفار العارمة التى سادت في ميادين مصر، من جانب قوي السياسية المتأسلمة، وتهديداتها الواضحة والمستترة إذا تم تزوير الانتخابات لصالح "شفيق"، والحقيقة أن الاثنين زورا فى الانتخابات كلٌ بطريقته، سواء "مرسي" أو "شفيق"....... لولا ذلك لسارت الأمور وفق ما كان يشتهيه طغاة العسكر، وهو ما لم يحدث بالطبع، وانتهي الأمر بهزيمتهم تكتيكيا، من جانب خصم يعرف تماما قواعد اللعبة السياسية التى تبدأ من "واشنطن" ولا تنتهي فى دهاليز الدولة العميقة للنظام البائد، التى بدأت تتهاوي سريعا، ليحل محلها دولة الإخوان. دليل جديد إذن بانتظار الإفصاح عن نفسه يوم 24 أغسطس المقبل، ليكشف عن الكثير من خبايا الصدور، منها مدي "رضا" المؤسسة العسكرية عن القرارات الرئاسية الأخيرة، ومنها مدي ولاء الجيش المصري بقياداته الجديدة لمؤسسة الرئاسة، والأهم........ عن حقيقة وجود نوايا انتقامية من جانب الحرس القديم – المجلس العسكري سابقا – تجاه الرئيس بشكل خاص وجماعة "الإخوان المسلمون" بشكل عام.
ولا يخفي على أحد أن معظم الداعين لتظاهرات يومي 24 و25 هم إما من الموالين للحرس القديم، وخدامهم السياسيين والإعلاميين، أمثال "توفيق عكاشة" و"مصطفي بكري" وإما من الموالين للفلول والنظام البائد، أمثال "نجيب ساويرس" و"صبيُّه" ... محمد أبو حامد، و"أحمد سبايدر" ومن وراء ستار "أحمد شفيق" وأمواله الغزيرة التى يتم شحنها ليل نهار من أبو ظبي...!!
 والمؤكد أن نجاح هذه الدعوة لن يتحقق، إلا إذا كانت هناك مساعدة واضحة من جانب الحرس القديم – العسكري سابقا – لأنه وببساطة بدون حضور عسكري مكثف فى الشارع المصري المنهك ثوريا واحتجاجيا فى جانب كبير منه أو فى جانب آخر شبه قانع بإعطاء الفرصة للرئيس المدني المنتخب لأول مرة فى تاريخه، ستبقي التظاهرات ضد الإخوان قاصرة على حفنة من النخبة التى عجزت طوال عام ونصف عن استكمال أهداف الثورة فى ظل افتقادها للقدرة على التواصل مع المواطن العادي.
 كما أنه ومن ناحية أخري، فبدون الدعم "العسكري"، لن يجرؤ التيار القبطي على النزول إلى الشارع، وهذا الأخير كان الوتر الذي لعب عليه "صبي ساويريس" الملقب بأبو حامد، عندما راح يلف على كنائس مصر سعيا وراء الحصول على تأييد الأقباط المتدينين الذين لم يشاركوا فى الثورة بل كانوا ضدها على طول الخط، ودعوتهم لــ"تحرير مصر من حكم الإخوان".....!
 سيكون يوم 24 أغسطس فارقا فى تاريخ مصر بحق، فإما أن تشهد البلاد انقلابا عسكريا لصالح حكم العسكر الذي ربما يحاول الهروب من البقاء تحت مسمي "الحرس القديم"، ومن ثم انقسام القوي والتيارات فى الشارع السياسي ما بين عسكر وأقباط ونخبة، وبين تيارات السياسة المتأسلمة....... وإما أن تنحصر التظاهرات فى مسيرات سلمية تنتهي إلى لا شيئ، إذا لم يشارك فيها العسكر والأقباط.. فى كل الأحوال لا يسعنا سوي أن نتذكر ونُذكر بحديث النبي "صلي الله عليه وسلم": الفتنة نائمة لعن الله من أيقطها..

ليست هناك تعليقات: