الأحد، 8 يوليو 2012

سدنة معبد تقديس الرئيس وصناعة الفرعون فى مصر.فيديو




سدنة معبد تقديس الرئيس
 ليس هناك فرعون يتوج فوق العباد 
الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان 
.. هكذا غرق فرعون .. ونجا موسى عليه السلام ..



ولأن الله أرسل النبى موسى إلى فرعون "لأنه طغى" وظلم فقد إرتبط إسم الفرعون لدى البعض بالظلم، ولكن الله سبحانه وتعالى خص هذه الصفة بفرعون واحد ولم يؤكدها على الفراعنة كلهم....... وحتى كلمة فرعون لا تعنى الظلم فهذا الإسم نسب إلى القصر الذى كان يعيش فيه الملك واطلق عليه بالهيروغليفية إسم الـ"برعا" ونعنى القصر العظيم، وبعد ذلك حرفت إلى اللغة العبرية وأصبحت "فرعو" وفى اللغة العربية عرفت بإسم فرعون أى الملك الذى يعيش داخل القصر......... وكان هذا القصر الكبير موزع على أقسام ففى قسم منه قاعة العرش التى يستقبل فيها الملك الوفود والموظفين وهو قسم منفصل عن الذى يخصصه لإقامته وأسرته وزوجاته، فقد كان للملك عادة أكثر من زوجة.... ومن أشهر الذين تزوجوا كثيرا الملك تحتمس الثالث....
عندما وصل الرئيس البوسنى (على عزت بيجوفيتش ) الى صلاة الجمعة متأخرا !!! وكان معتادا على الصلاة فى الصفوف الامامية ... ففتح له الناس الطريق الى ان وصل الى الصف الاول !!!... ثم استدار للمصلين بغضب شديد . وقال مقولته الشهيرة : ( هكذا تصنعون طواغيتكم !!!)...للأسف الشديد النفاق وتملق السلطة أصبحا ظاهرة وعادة مصرية مستشرية بفجاجة في المجتمع....
تبدأ بتملق رئيس الجمهورية ثم تنتشر وتتوالي في كل المواقع والمؤسسات إلي أن تصل لرئيس أصغر وردية عمال... وقد ساهم في انتشار هذه الظاهرة وتفشيها وسائل الإعلام وبعض القائمين عليها من حملة المباخر الذين يجيدون التلون والتحول مع كل حدث ومناسبة، حتي أصبحت تشكل مدرسة وهو أمر بالغ الخطورة في الجمهورية الثانية التي يجب أن يسود فيها مفاهيم جديدة أولها تحطيم التقليد المصري البالية التى تتقن صناعة الفرعون الجديد...
فبداخل كل منا فرعون صغير ينتظر لحظة التتويج... والإدراك بأننا في دولة مؤسسات وكل رئيس في المؤسسة هو موظف عند الشعب...الفرعون الصغير سيكبر مع الأيام ليصبح ديكتاتورا يملك ويتحكم ويطيح بكل من يختلف معه فى الرأى ... فليس هناك فرعون يتوج فوق العباد الا اذا كان هناك من يلبسه تاج الجبروت والطغيان ... فلنتعلم جميعاً فى كل بلادنا العربية أن للحرية ثمن وأن الحياة الكريمة من حق كل إنسان فى كل زمان ومكان فلا تجعلوا طواغيت الارض وفراعينها تسلبكم الحق فى حريتكم .. صناعة الفرعون فى مصر القديمة والحديثة تبدأ بتدمير كل المعابد القديمة وطمس الإنجازات العظيمة و شطب اسم الفرعون السابق أو الراحل أو المخلوع من علي الجدران والأحجار!!..
ثم تبدأ مرحلة الزهو و الفخر بالفرعون الجديد وهي مرحلة أصحاب المباخر واهل النفاق واعضاء الجماعة و الكهنوت المنتفعين.... حيث تتكون مجموعات منظمة او جماعة منظمة كانت محظورة بذلت الغال والنفيس لايصال مرشحها الى كرسى الرئاسة ويعرفون انفسهم بانهم من أهل الرأي تحيط بالفرعون منهم الكاهن الاعظم او المرشد الاعظم أو رجل دين ثم هامان رجل السياسة والسلطة المحنك العارف ببواطن الأمور والذي لا ينتمي إلي السابق ولكنه نسخة معدلة من كل هامان داهية في الخطط والتدابير وبناء أسوار عالية حول قصر الفرعون تمنع دخول الرعاع والدهماء .... عند ذلك يصبح الفرعون أسيرا في قصره مع الكاهن والهامان إلي أن يظهر قارون صاحب المال والجاه او رجل اعمال الجماعة فتكتمل دائرة الشر كل يلعب دورا في صناعة الفرعون فالكاهن وسيلة الاتصال بين الشعب والفرعون يحمل مباخر الدين و مفاتيح الألوهية ووجوب طاعة الوالي أو ولي الأمر لأنها من الإيمان..... أما هامان فهو سوط الخوف والترهيب ومحرك المفكرين والساسة وواضع الخطط من منظور سياسي أيديولوجي قانوني ودستوري و يأتي دور قارون في التمويل والانفاق وبسط النفوذ عبر أرجاء البلاد....
ثم يأتى دور الإعلام الفاسد الذي يبدأ في مغازلة الفرعون الصغير والنفخ في أبواق التمجيد والتهليل والتسبيح بحمد الفرعون القادم الجديد من خلال الأغانى التى تمجد الطلعة الجوية او ان الفرعون يصلى الفجر مثلا , ورقصات ورسوم وتماثيل وأفلام وبرامج ومقالات كلها تمجد وتعلي من شأن ذلك الفرعون الجديد ....الذي هوالأمل المنشود والإله القادم دون أخطاء أو شوائب أو نقائص كأنه منزه عن الأخطاء أو الزلل ... الغريب فى الامر إن نفس الأصابع والأيادي التي عملت في معابد الفرعون المخلوع الماضي هى التى تنحت وتصنع وتكتب وتتكلم في معابد الفرعون الآتي !!!...
ثم السكوت والصمت والخوف من جانب الرعية والأمل في القادم والرغبة في التغيير والحرية تعمي العيون والأبصار عن كل الأخطاء وعن تكرار السيناريو ويظل الرجاء في أن الجديد مختلف وديمقراطي وحرعن الفرعون المخلوع !!!...
وبصورة عامة فإن الفرعون فى الحياة لا يوجد فقط فى قصر الحاكم وإنما فى مواقع كثيرة حيث يبدأ فيها القادم من المجهول متواضعا ثم سرعان ما تتهيأ له الظروف التى تجعله لا يقاوم الفرعنة فيخرج فى مواكب، ويحيط به الذين يهوون صناعة الفرعون الصغير إلى أن يكبر ويكونوا هم أول من يتخلص منهم، لأن الفرعون عادة لا يحب من رأى بدايته!!! من المهم ان يعرف القارىء انه ليس كل الفراعنة القدماء ظالمين !!!...الفرعون إسم أطلق قديما على الملوك الذين حكموا مصر فى العصر الفرعونى.......
إلا أن الزوجة الرئيسة للفرعون كانت تظهر بجانبه فى المجتمع وبين الشعب..... ومع الأسف ومع مرور الزمن لم تبق آثار لقصور الفراعنة لأنها بنيت من الطوب.... والمكان الوحيد الذى بقيت به آثار للقصور الملكية الفرعونية هو تل العمارنة أو "مدينة إخناتون" بينما بقيت مع الزمن عديد المعابد والمقابر التى كرسوا إهتمامهم بها وملأوها بالأثاث والإحتياجات المختلفة التى يحتاجها المتوفى بعد بعثه من جديد فيجد كل ما يحتاجه حوله.... وقد جاءت فكرة البعث من خلال ملاحظة المصرى القديم لنهر النيل وفيضانه الذى يأتى كل عام فيجلب معه الحياة للأرض.....
كما لاحظ الشمس فرأى أن شروقها يمثل ولادة وغروبها يمثل الموت فكان إن ألهمته هذه الظواهر بأنه بعد الحياة هناك موت ثم بعث من جديد، ومن هنا كان إهتمام الملوك وكبار المسؤلين بحياتهم القادمة بعد البعث.... من المعلوم ان صناعة الفرعون البغيضة قد تؤتى ثمارها العفنة نتيجة لما نشاهده من رفع صور الرئيس الجديد، والهتاف باسمه، والتغنى له، والتدافع الشديد من أجل رؤيته والسلام عليه.....فمعلوم أن أصحاب تلك الصناعة من المنافقين والأفاقين لن يكتفوا بتلك المقدمات التى ربما يتبعونها باستحلال صور الرئيس محمد مرسى محل صور محمد حسنى مبارك , وربما السعى الحثيث لإطلاق اسمه على مدارس ومعاهد ومؤسسات وجمعيات وشوارع وميادين ومدن جديدة ....ثم قبل هذا وبعده قد يأتى التضخيم والتهليل والتكبير لكل حركة يتحركها وكل نفس يتنفسه وكل خطوة يخطوها وكل موقف يتخذه وكل قرار يرتأيه دون معارضة أو مناقشة أو حوار فهو الأفهم والأوعى والأصح والأدق والأعلم والأقوى والأمهر والأحذق والأذكى والأنصح والأحوط والأحرص على مصالح البلاد والعباد..

هكذا غرق فرعون .. ونجا موسى عليه السلام ..




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: