الأربعاء، 25 يوليو 2012

ماذا بعد قطع الرؤوس الخمس الكبار؟ المؤامرة الصهيو غربية تتواصل


نذر حـــروب كبري يتوقــع معهــا أن تتهـــاوي
 ما تبقي من قوي تقليدية عفا عليها الزمن

 وتبقي أبواب جهنم مرشحة بقــوة
 لأن تنفتح على المنطقة التي لن تعـود أبدا كما كـانت



على مدي 96 ساعة فقط تمت الإطاحة برؤوس خمس من أكبر رجال المخابرات فى المنطقة: هم على الترتيب: اللواء عمر سليمان – رئيس الاستخبارات المصرية – وعوزير شومير – رئيس استخبارات "إسرائيل" – وهشام باختيار – رئيس جهاز الأمن القومي السوري – وهاكان فيدان – رئيس استخبارات تركيا – إلي جانب الإطاحة بـ"مقرن بن عبد العزيز" – رئيس الاستخبارات السعودية، ومن هذا الأخير يمكن الإمساك بطرف الخيط فى محاولة لتفسير هذه الموجة العملاقة من الاغتيالات التى تبدو وكأنها دليل على إنهاء "خدمات" كبار خدم الكيان الصهيو – غربي فى منطقة الشرق الأوسط، لصالح بدء عهد جديد من مواجهة أو استثمار نتائج الربيع العربي، الذي أطاح دوره – ومازال يطيح - بعدد من أكثر الأنظمة الشمولية والديكتاتورية وأيضا العميلة للكيان ذاته، من على وجه الأرض، إلى مزبلة التاريخ.
 ... بنـــدر بـوش ...
ففي حين تمت الإطاحة بمقرن، تم إحلال "بندر بن سلطان"، الشهير بـ"بندر بوش" محله، وذلك بتوصية سرية من رئيس وكالة الاستخبارات الأميريكية "دايفيد بترايوس"، وهو – أي "بندر" - الشهير بعلاقاته الوطيدة بـ"آل بوش" ذوي الخلفية الاستعمارية الكارهة للعرب والمسلمين، وفى ذلك السياق تؤكد صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميريكية، أن "التعاون" السعودي – الأميريكي المشترك خلال المرحلة المقبلة يحتاج لتغييرات دراماتيكية، تتناسب ومواجهة مرتقبة مع روسيا، فى ديار الشام، على غرار سابقتها التى وقعت فى ثمانينات القرن الماضي، ودارت رحاها على الأراض الأفغانية، حيث أدارت الاستخبارات الأميريكية وقتها حربا بالوكالة، عندما فتحت أنظمة مصر والسعودية واليمن والأردن وباكستان وغيرها الأبواب على مصراعيها أمام مواطنيها "للجهاد" ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، قبل أن يتحول هؤلاء المجاهدين أنفسهم – فجأة وبعد أن سقط الاتحاد السوفييتي – إلى "إرهابيين" فى نظر أمريكا وأنظمتها الموالية لها فى الدول ذاتها..!

FACE OFF
تحركت أصابع الكيان "الصهيو – غربي" سريعا إذن، عبر عملية "نزع وجه"، ومن ثمَّ "تركيب" وجوه جديدة غير معروفة وغير محروقة كالتى انتهت مهمتها وأثبتت عجزها عن حماية مصالح الكيان فى المنطقة، وهو ما أشار إليه الخبير الأميريكي الاستراتيجي فى تحليل له بمجلة "فورين بوليسى"، قائلا: أن اللواء عمر سليمان قد فشل فى التعامل مع الثورة المصرية، عندما لجأ إلى سياسات القمع الدموي والاعتقالات العشوائية، التى راح ضحيتها عشرات الآلاف من شباب الثورة ما بين شهيد ومصاب ومعتقل عسكري.
المبدأ ذاته يمكن تعميمه على رؤساء الاستخبارات السورية والمصرية و"الإسرائيلية"، حيث فشلوا فى احتواء الثورة السورية ضد ثاني أهم نظام موالي للصهيونية العالمية فى الشرق الأوسط، وهو نظام "آل الأسد"، ذي التاريخ المشهود فى التخاذل أمام العدو الصهيوني، منذ حرب يونيو 67، مرورا بحرب أكتوبر 73، وحتى لحظتنا الراهنة، حيث لم يرد ما يثبت – على أرض الواقع رفضه للوجود الصهيوني على أرضه المحتلة "الجولان"، ناهيك عن الأرض المحتلة فى فلسطين.
وتبقي أبواب جهنم مرشحة بقوة لأن تنفتح على المنطقة التي لن تعود أبدا كما كانت، ويتسابق المحللون الاستراتيجيون والخبراء السياسيون وحتى رجال الدين من كل صنف ولون، على استشراف نذر حروب كبري، سواء بالوكالة أو بشكل مباشر، يتوقع معها أن تتهاوي ما تبقي من قوي تقليدية عفا عليها الزمن، لصالح قوي جديدة ونظام جديد، يفرض وجوده على البلاد والعباد، إلى متي؟ ... لا أحد يعلم.





ليست هناك تعليقات: