الجمعة، 20 يوليو 2012

مابين ثلاثية يوليو وثلاثية يناير كان شعب مصر هو الهدف..فيديو



.. فى ذكراها الـ60 .. 
 ثورة يوليو عزلت فاروق وأنجبت الجمهورية الأولى 
حملت شعار القضاء على الظلم والفساد 
 وامتدت للقضاء على الاستعمار فى أفريقيا.. 
وجاءت 25 يناير بنفس المبادئ وأسقطت مبارك
 وتسعى للنهضـة


تحتفل مصر بالذكرى الـ60 لثورة 23 يوليو عام 1952 فى ظل نسائم الحرية، التى أفرزتها ثورة 25 يناير عام 2011 وانتخاب أول رئيس مصرى فى انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، وهو ما يؤكد عمق التواصل بين الثورتين رغم اتساع الفارق الزمنى بينهما، وهو 60 عامًا. عاشت مصر ثورتين تلاحم فيهما الشعب مع الجيش، والجيش مع الشعب ضد الظلم والطغيان والفساد، وبين ثورتى 23 يوليو و25 يناير شهدت مصر خلالها انتصارات وانتكاسات وإنجازات وإخفاقات، وتغيرت أوضاع ونشأت أجيال خرجت تدعو إلى نفس المطالب والأهداف التى طالبت بها ثورة يوليو، وهى الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم لأبناء الشعب.
الثورة الأم قامت بها نخبة من رجال الجيش وأيدها الشعب، والثورة الوليدة قام بها الشعب كله وحماها ورعاها الجيش.. عظمة ثورة يوليو أن قائدها جمال عبد الناصر وعظمة ثورة يناير أنها بلا قائد.. كان شعار يوليو ارفع رأسك يا أخى عاليا فقد مضى عهد الاستعباد، وكان شعار يناير ارفع رأسك فوق أنت مصرى.. 
رفعت ثورة يوليو ثلاثية الحرية الاشتراكية الوحدة العربية.. 
ورفعت ثورة يناير ثلاثية الحرية الكرامة العدالة الاجتماعية. 
 وإذا كانت حركة الجيش المباركة فى 23 يوليو قد تحولت إلى ثورة شاملة استمدت شرعيتها واستمرارها من الشعب الذى التف حول مبادئها وتبنى أهدافها، فإن انتفاضة الشباب وحركته المباركة فى 25 يناير قد تحولت إلى ثورة شاملة أيضًا استمدت شرعيتها من التفاف الشعب حولها وإيمانه بمبادئها وحماية جيش مصر لها وتبنيه لأهدافها والتزامه بتحقيق هذه الأهداف. وفى كلتا الثورتين كان شعب مصر هو الهدف وكان رفع الظلم عنه وتحقيق طموحاته وآماله فى الحرية والديمقراطية والكرامة على رأس الأولويات للطليعة الثورية، التى تحملت أمانة المسئولية. 
 لقد شكلت ثورة 23 يوليو المرتكز الرئيسى لثورة 25 يناير بأفكارها وتوجهاتها، وهو ما تجلى ليس فقط فى رفع صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بشوارع وميادين مصر خلال الثمانية عشر يوما التى أمضتها الجماهير منادية بسقوط مبارك، بل فى الشعارات التى تبناها المتظاهرون.
ويمكن القول أن المشهد المصرى قبل 23 يوليو كان متقاربًا إلى حد كبير مع المشهد قبل 25 يناير.. لقد انطلقت ثورة يوليو من بين صفوف الجيش المصرى يتقدمها شباب الضباط الأحرار ومن واقع شديد السوء سعت إلى التخلص منه، وتحرير الشعب وقد تمثل ذلك فى النظام الفاسد لحكم أسرة محمد على الذى كان يقوم على الإقطاع والرأسمالية أو ما كان يطلق عليه مجتمع النصف فى المائة الذين كانوا يحكمون وهم الذين كانوا يستولون على كل الثروات فى حماية القوات البريطانية، وكان فساد نظام الملك فاروق وحاشيته وفشله فى تحقيق حلم الشعب المصرى فى التحرر من الاستعمار، ثم هزيمته فى حرب فلسطين عام 48، كما لم يفلح النظام فى دعم حركة الكفاح المسلح التى انفجرت فى القناة، وأخيرًا كان حريق القاهرة فى 26 يناير عام 52، كل هذه التطورات السابقة كانت تؤذن بتفسخ النظام الذى اهتز وتحلل وأصبح الكل يشعر بصوت زلزال الثورة يقترب.. وأيضًا جاءت ثورة 25 يناير بعد أن بلغ الظلم مداه فى ظل حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، والذى لم يتمكن مرة من قراءة بوصلة الشارع التى ظلت تعانى من القهر السياسى والأمنى والاجتماعى، ونخبة سياسية زاوجت بين السلطة والثروة. 
 وإذا كان جيش مصر القوى والقادر على حماية البلاد قد عزل الملك فاروق فى 23 يوليو، ففى 25 يناير أسقط نظام مبارك.
ويرى المحللون السياسيون أنه مهما اختلفت الآراء حول ثورة يوليو 52 وما حققته من انتصارات أو إخفاقات وما أنجزته على أرض مصر إلا أنه لا يوجد خلاف على أنها جعلت مصر لأول مرة منذ أكثر من ألفى سنة يحكمها أبناؤها المصريون وأنها نقلت الحكم من الملكية إلى الجمهورية، كما أنها جاءت كضرورة فرضتها الظروف والتطورات السياسية والاجتماعية فى مصر فى ظل الرفض الشعبى للاحتلال والرغبة فى تحقيق السيادة الوطنية والتطلع الشعبى للحرية والاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية فى ظل حياة ديمقراطية سليمة.
وفى هذا الإطار كان الحرص من جانب ثوار يوليو على صياغة أهدافها فى بيان قيامها واستطاعت تحقيق الجزء الأكبر من المبادئ الستة الشهيرة لأهدافها، والتى شملت التحرر والاستقلال والقضاء على الإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم وتحقيق العدالة الاجتماعية وإقامة جيش وطنى قوى وحياة ديمقراطية سليمة. 
 واتخذت ثورة 23 يوليو العديد من الإجراءات والقرارات لتحقيق أهدافها فنجحت منذ البداية فى طرد الملك وحلت الأحزاب السياسية، وتم إبعاد طبقة كبار الملاك الذين أفسدوا الحياة السياسية بعد صدور قانون تحديد الملكية الزراعية بـ200 فدان للفرد ثم 100 فدان للأسرة فى 9 سبتمبر 52 أى بعد شهرين من قيام الثورة. 
 ثم إعلان الجمهورية فى 18 يونيه 53 وإعادة تشكيل لجنة مصادرة أموال وممتلكات أسرة محمد على فى 8 نوفمبر 53، وتوقيع اتفاقية الجلاء بالأحرف الأولى فى يوليو عام 54 مرورًا بالقرار التاريخى بتأميم قناة السويس فى يوليو عام 56، وهو القرار الذى حقق الاستقلال التام لمصر، وذلك بعد إحجام البنك الدولى عن تمويل بناء السد العالى، وبدء العمل فى مشروع السد العالى عام 1960 الذى يعد من أهم ايجابيات ثورة 52 فى نظر العديد من المراقبين، والذى ظل حلما يداعب خيال المصريين لأنه لم يكن فقط رمزًا لمعركة انتصار ضد الذين أرادوا تحجيم نمو مصر، وإنما أنقذ ملايين الفلاحين فى صعيد مصر من حالات غرق مئات القرى فى كل فيضان، كما ضاعف من التيار الكهربائى لمواجهة حركة التصنيع الكبيرة، التى انتشرت فى بقاع مصر، ثم قوانين يوليو الاشتراكية عامى 1961 و1964 لقطاعات واسعة فى جميع المجالات.
وأقامت الثورة مصانع الحديد والصلب ومصانع الألومنيوم من أجل تطوير الصناعات الثقيلة، وأقيمت المصانع الحربية لسد حاجة الجيش المصرى من الأسلحة والذخائر وكانت نتيجة بناء تلك القلاع الصناعية فتح أبواب العمل أمام الملايين من أبناء مصر فى كل المجالات الصناعية والخدمية، وكانت مصر من أولى الدول النامية التى فكرت فى امتلاك التكنولوجيا النووية، فأقامت المفاعل النووى فى أنشاص الذى تخرج منه علماء مصريون فى مجال الذرة، كذلك نفذت الثورة مشروعات لتصنيع الطائرات فى مصر بعد أن أقامت مصانع السيارات فى وادى حوف.. ثم كان الميثاق الوطنى فى 21 مايو 1962. 
 كما اهتمت الثورة بالتعليم ومجانية التعليم التى فتحت الباب أمام جميع أبناء الشعب المصرى للمشاركة فى بناء نهضة علمية وتعليمية. 
 واهتمت ثورة يوليو بالعلاقات الخارجية فى دوائر ثلاث، عربية وإسلامية، وأفريقية، فانفتحت مصر على العرب وأصبح جمال عبد الناصر رمزا لكرامة العرب من المحيط إلى الخليج وساندت مصر ثوار تونس والجزائر والمغرب. 
 واعتبرت الثورة قضية فلسطين قضية مصرية وعربية ولعبت دورا بارزا ومستمرا فى عرض القضية الفلسطينية أمام المحافل الدولية وساعدت مصر فى إنشاء حركة فتح ثم منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964.. وتبنت الثورة فكرة القومية العربية وحلم تحقيق الوحدة بين شعوب الوطن العربى.
وأصبحت مصر قبلة المجاهدين الأفارقة الأوائل الذين جاءوا إلى القاهرة ليصبح منهم رؤساء للدول الأفريقية الحديثة بعد جلاء الاستعمار، كما كانت الرابطة الأفريقية بالقاهرة ملتقى لشخصيات مثل نكروما، وسيكتورى ولوممبا وغيرهم من الشخصيات التى ترأست دولا فى ذلك الوقت وساندت الثورة الدول الأفريقية فى تحقيق استقلالها. 
 وكان دور مصر الثورة مشهودا له فى قيام منظمة الوحدة الأفريقية عام 63 واستمر دورها أيضًا فى قيام الاتحاد الأفريقى عام 2002. 
 كما أصبحت الثورة رمزا لكل الحركات التحررية فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وحرص جمال عبد الناصر على أحداث تقارب بين دول آسيا وأفريقيا لتوحيد فكرهم نحو الاستقلال والرخاء والتنمية، ومن هذا المنطلق كان الحياد الإيجابى الذى انطلق فى مؤتمر باندونج عام 1955 بحضور 29 دولة آسيوية وأفريقية، وتمخض عن مؤتمر باندونج حركة عدم الانحياز التى عقدت مؤتمرها الأول عام 1964 فى بلجراد.
وكانت نشأة حركة عدم الانحياز لمواجهة تحديات الامبريالية العالمية مثل الولايات المتحدة والكيان الصهيونى المتمثل فى اسرائيل الذى حاول ربط مصر بالأحلاف وانتهاج نظام تابع، ولكن عبد الناصر رفض وتحدى الإمبريالية وخرج منتصرا من مواجهاته مع القوى الكبرى، مما دفعها لضرب الثورة بنكسة 67، ولكن الشعب المصرى وقف خلف عبد الناصر الذى قام ببناء الجيش المصرى من جديد، استعدادا لمعركة الكرامة واسترداد الأرض وتحقق حلمه بعد أن رحل عندما انتصر الجيش فى أكتوبر 73. 
 ويرى المراقبون أن ثورة يوليو استطاعت تحقيق الجزء الأكبر من مبادئها الستة الشهيرة، ولكنها لم تستطع أن تحقق حتى وهى فى ذروة مدها ومجدها إقامة حياة ديمقراطية سليمة لأسباب متعددة بعضها، نتيجة التحديات الخارجية والبعض الآخر نتيجة صراع السلطة بين مراكز القوى فى مختلف مراحل الثورة. 
 لكن من ناحية أخرى أجمع المراقبون على أن الثورة وضعت بذرة الحياة الديمقراطية بإصدار دستور 1956 الذى نص على إقامة الاتحاد القومى ثم حل محله الاتحاد الاشتراكى بعد ست سنوات، ثم إصدار بيان 30 مارس عام 1968، إلا أن الثورة بإنجازاتها العظيمة كانت لها أيضا سلبيات اعترف بها جمال عبد الناصر نفسه بها بعد نكسة 67 وأوردها صراحة فى بيان 30 مارس 1968، وأهمها أن الثورة عجزت عن أن تنشئ تنظيما شعبيا يحمى مبادئها وينتصر لأفكارها ويضمن الاحتفاظ المستقبلى لحلمها المشروع، وبالتالى فعظمة عبد الناصر أنه كان مدركا لهذه الحقيقة، ولكن لم تسعفه الظروف فى أن يستكمل بناء هذا التنظيم. إن ثورة يوليو موجودة ومبادئها مازالت قائمة وأحلامها مازالت ملهمة، ولكن بفكر جديد وصياغة جديدة ومنهج جديد يرتكز على تعدد الرؤى وحرية الإبداع تحت رايات الديمقراطية التى أصبحت الآن متاحة فى ظل ثورة 25 يناير2011.
ثورة 25 يناير ..فيلم وثائقى للتاريخ 
ما لا يقال " يوميات ثورة" 
يوميات ثورة كما عاشها مع صناعها..يسلط الضوء 
على أساليبها المبتكرة وأيامها العصيبة ولحظاتها المفصلية ،

 

ليفتح باب التساؤلات عما أنجزته الثورة عدا إسقاط نظام مبارك ؟. 
عن تمسك الثوار بمسارهم وإحتفاظ المجتمع المصري بوحدته ..
وأخيرا عن تأثير تلك الثورة في بلدان مجاورة تعيش اليوم ظروفا مشابهة لما عاشته مصر قبل ..وبعد الخامس والعشرين من يناير .. 
الفيلم يعقبه نقاش أداره مذيع البي بي سي عمرو عبد الحميد





؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: