الجمعة، 1 يونيو 2012

كابوس الثورة الرومانية يتجدد فى مصر. فيديو


ولكى لا يضحك علينا العالم كما سبق وضحك على رومانيا، 
كل بداية لا بد وأن يعقبها نهاية 
..وكل نهاية يعقبها تكرار للبداية الأولى ..
 مليونية العزل السياسى وتطبيق القانون بشكل صارم 
على كل من أسقطتهم ثورة يناير 2011
 إرادة وسلطة وسيادة الشعب هى السلطة العليا 
التى لا يفوقها سلطات أخرى


إن نظرية التعاقب الدورى فى تفسير التاريخ هو اتجاه يرى ( أفلاطون – ابن خلدون – فيكو) أن "التاريخ يسير فى دورات متتالية ومتشابهة، بحيث تعود الأحداث السابقة من جديد بأشكال متقاربة، وتترتب عليها النتائج نفسها"، فالتاريخ من هذا المنطلق يثبت أن كل شىء يختفى من الوجود يعود مرة أخرى من جديد، وهى حلقات متشابهة، كل بداية لا بد وأن يعقبها نهاية، وكل نهاية يعقبها تكرار للبداية الأولى، ويرى هذا الاتجاه أيضاً أن التاريخ يسير فى صيرورة وديمومة دائرية يخضع لها الإنسان والشعوب والحضارات. وبالتالى من أهم دروس التاريخ لثورة يناير 2011 فى مصر هى ثورة ديسمبر 1989 فى رومانيا. 
 فقد بدأت سلسلة من التظاهرات شديدة الوطأة على النظام الديكتاتورى الفاسد فى رومانيا، واقتلعت الثورة رأس النظام بعدد 25 يوما وذلك بإعدام الرئيس نيكولا شاوشيسكو وزوجته إيلينا رميا بالرصاص. 
وطبعا أسباب الثورة الرومانية مماثلة تماما لنفس أسباب ثورة يناير 2011 فهى تتلخص فى أوضاع اقتصادية سيئة وإدارة غبية لموارد البلاد فى مشاريع فاشلة أو غير ذات جدوى تعود على الشعب بالخير والأهم من ذلك جيش من القوات الأمنية تسيطر على مقاليد الأمور فى البلاد واتهامات الخيانة والعمالة تطال كل من لا يتعاون معها فى ظل حكم شمولى لحزب واحد فقط هو الحزب الاشتراكى الرومانى. وبعد اندلاع الثورة أمسك بالحكم بعد شاوشيسكو جهة سياسية جديده اسمها "جبهة الخلاص الوطنى"، هذه الجبهة تكونت من قيادات الصف الثانى فى الحزب الشيوعى الرومانى بمساعدة من جنرالات الجيش، قائد تلك الجبهة هو إيون إيليسكو، العضو السابق بالحزب الشيوعى وأحد حلفاء الديكتاتور المعدوم، بدأت سلسلة من الأحداث الإرهابية واتهمت فيها القوات الموالية لشاشيكسو والتى ترفض الاعتراف بالوضع الجديد للبلاد، وتم إجهاض معظم تلك الهجمات، وقام إيليسكو وجنرالات الجيش يشحنون الرأى العام ويصورون لهم أن الثوريين عملاء "يقبضون من الخارج" وتشوية صورة المعارضه الديمقراطية التى خرجت أخيرا للعلن بعد أكثر من 50 عاما من العمل السرى خوفا من النظام الشيوعى. 
 مما أشعر الثوريين بأن الثورة سرقت، فقاموا بثورة شهيرة أخرى فى عام 1990 على إثرها قام إيليسكو بمساعدة جنرالات الجيش ورجال الشرطة بتسليح عمال المناجم فى محاولة لقمع أى معارضة سياسية حقيقية فى البلاد حتى نجحوا فى إسكات المعارضة الديمقراطية، واكتساح إيون إيليسكو انتخابات الرئاسة بأغلبية الأصوات، وأعيد انتخاب نفس الرجل ثلاث مرات حتى عام 2000، وبذلك حكم رومانيا رجل من النظام الديكتاتورى الفاسد القديم لمدة عشر سنوات. ومن الواضح جليا بعد إعلان اللجنة العيا للانتخابات نتائج الجولة الأولى لانتخابات رئاسة الجمهورية، أن ثورة رومانيا 1989 هى كابوس يتجدد فى مصر. 
ما أريد أن أقوله الثورة المصرية اليوم على مفترق الطرق، نجد الشريك الرسمى للحزب الوطنى فى حكم البلاد والإخوان المسلمين يكررون أخطاء ماضيهم. ولكى لا يضحك علينا العالم كما سبق فى رومانيا، إن تكاتف الشعب المصرى هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة – وإطلاق مليونية جديدة تحمل اسم مليونية العزل السياسى الجمعة 1 يونيو وتطبيق القانون بشكل صارم على كل من أسقطتهم ثورة يناير 2011. إن المقصود ليس الفريق شفيق أو غيره وإنما تطبيق قانون العزل السياسى على كل شخصية كانت من ذيول النظام السابق لأن الشعب قام بثورته لينعم بحياة جديدة وليس مع أتباع نظام زائل تحت شعارات زائفة..... وقتها تكون إعادة الانتخابات الرئاسية بين "محمد مرسى وحمدين صباحى"، إن إرادة وسلطة وسيادة الشعب هى السلطة العليا التى لا يفوقها سلطات أخرى..




ليست هناك تعليقات: