الجمعة، 13 أبريل 2012

ما لم يعلمه الرئيس متلقي التمام - موجة عاتية من ثورة شعبية


  إجهــــــــاض الموجــــــة الأولــــــــي 
من ثـــورة شعـــب مصر 


د. نادر فرجاني :هذا مقال خيال علمي في السياسة ..
 وقف محمد حسين طنطاوي، منتصب القامة بصعوبة ومرتعد الفرائص، أمام محمد حسني السيد مبارك، رافعدا يدا مرتعشة بالتحية العسكرية “تمام يافندم، حسب الأوامر، خلاص ما بقاش فيه ثورة في البلد إحنا في غاية الأسف على المضايقات التي حصلت لك والأسرة، لكن كل ده كان خارج السيطرة. والله كان على عينينا، الضغط علينا كان شديد قوي لكن الحمد لله. الدولة رجعت تمام زي ما سبتها. نائبك اللي عينته سيكون هو الرئيس، ورئيس الوزراء سيكون آخر من عيّنت أنت في المنصب وأول قرار جمهوري سيصدر من الرئيس سيكون بالعفو الشامل عن سيادتك والأسرة الكريمة يعني كده جمال يثقدر يترشح المرة الجاية ونفرّح الهانم؟............. طبعا يا افندم وأحوال الناس والبلد إيه دلوقت؟ الأمن مفقود، والسياحة ضاعت، والاقتصاد مازال محطم كما تركته لنا، ولكننا صرفنا كل الاحتياطي النقدي فأصبحت البلد على الحديدة لكن مشروعات القوات المسلحة الاقتصادية فبخير، ونصيب حضرتك حيوصلك بانتظام كالعادة على البنك إياه في ليخشنتين والمهم إن الشعب اتأدب. الحريات معدومة، ماحدش من ولاد الشعب لاقي شغل محترم والفقر زاد وعاد، والغلا شاويهم، والعيال الثورجية اتبهدلو على الآخر وعملتوا إيه مع الإخوان؟ الإخوان والسلفيين تعبونا شوية بس الله ينوّر، عاملين كل اللي يقدروا عليه في مجلس الشعب والشوري لاستمرار النظام ولمنع أي ثورة تاني تقوم، بالقوانين طبعا الإعلام مُكمم، والمظاهرات مُجرّمة وباقي المؤسسات؟ رجالتنا في الداخلية والمخابرات والشرطة العسكرية على أتم استعداد لقمع أي أحداث زي شغب يناير، ولتوضيب نتائج أي انتخابات ورجالتنا في القضاء جاهزين علشان يُسبّكوا أي موضوع لمصلحة النظام بأحكام قضائية ما تخرّش الميه... ما لم يعلمه الرئيس متلقي التمام ومرؤوسه، أن موجة ثانية عاتية من الثورة الشعبية ستندلع بعد شهور قليلة وسينتهيان مع جميع من تسببوا في إفساد المرحلة الانتقالية بعد الانتصار الأولي لثورة الفل العظيمة بتنحي الطاغية المخلوع، إلى قفص الاتهام في محاكمة ثورية ناجزة على جرائم قتل المتظاهرين وانتهاك حقوق المواطنين وإفساد الحياة السياسية في مصر والإضرار بمستقبل البلد...


ليست هناك تعليقات: