السبت، 21 أبريل 2012

هل تحول الثوار إلى مفسدين؟ وأتباع مبارك إلى وطنيين؟


 اعلام :: لم تصله الثورة بعد
الوعي السياسي أهم سبل إنقاذ الثورة
الطابور الخامس فى ميدان التحرير
 هل المجلس العسكرى غير قادر علي إقالة الفوضى وتبديلها بالاستقرار؟


الشعب المصري صاحب "مزاج فرعوني"، لا تزال لديه رواسب من نظام الحكم الاستبدادي السابق؛ وتبدّى ذلك في شباب الثورة واندفاعهم؛ وعدم وجود قيادة تجمعهم؛ حيث إنهم اتفقوا في الميدان علي الهدف، لكنهم لم يتفقوا علي طريقة الوصول اليه، والسبب هو الانغماس في الثأر من الماضي، وعدم النظر إلي المستقبل.

 (1) ما زالت مصر تعانى من اختلاط الأوراق بين الثوار وذيول النظام السابق الذي يستخدم المأجورين؛ مما يشوه صورة الثوار والثورة، ويدعو للالتفاف عليها؛ وهو ما يهدد معه الدولة بأسرها. فالطابور الخامس - وأقصد به مروجي الشائعات والحروب النفسية والذين يعملون في الخفاء خارج المنظومة الشرعية ضد الجماعة الوطنية - كانت ساحتهم ميدان التحرير لتأجيج الفتن والسطو على المنجزات النبيلة للثورة؛ ليبدو النظام السابق وكأنه لم يسقط بعد؛ فعمليات الإحلال والتجديد المستمرة من مختلف الأطراف السياسية، تدل على مؤشرات خطيرة، خاصة مع ارتفاع نبرة الغضب التى لم يعد مفهومها واضحًا. فما إن تنزل ميدان الاعتصام الأول (ميدان التحرير)، حتي تجد قوى سياسة وأطرافًا مختلفة فيما بينها لم تستقر على مطلب واحد، فضلاً عن القلة المندسة التى أعيت مداويها، واختفى مدلولها تحت أرجل الفوضى والعبث؛ فاختلطت أصوات الشباب الثوار مع طعنات البلطجية وأتباع النظام السابق؛ فالمشهد قاتم ومحزن ومخز، وأكثر ما فيه غرابة هو حرق مبني المجمع العلمى الذى يحوى تاريخ مائتى عام، على أثره تحول كتاب "وصف مصر" إلى ذمة التاريخ. فالميدان الذى كان مركزا للثورة تحول بمن فيه إلى ثورة مضادة ضد المصريين، ولم يعد للقوى الثورية وجود، أى أن الكيانات السابقة لم تنتهِ قوتها. فما شهده شارع "قصر العينى"، وأحداث مجلس الوزراء الأخيرة تؤكد وجود أياد خفية، اتخذت من الميدان معقلاً لها، ناهيك عن وسائل الاعلام التي تلقي الزيت علي النار من صحف خاصة ظهرت بعد الثورة غير معروف من يمويلها، وقنوات فضائية تابعة لفلول الحزب الوطنى المنحل، سعت باقتدار إلى تجريد مصر من جزء عزيز من تاريخها، وتحولوا بين غمضة عين وانتباهتها إلى شرفاء يسعون إلى علاج أمراض مصر العضال بأمصالهم التى لم تخلُّ من السم.

فانقلاب المعادلة في مصر - بين احتمالات سياسية،
 واجتهادات ذيول النظام للرجوع إلى دائرة الضوء، ومحاولة إجهاض الثورة
 التى أطاحت برأس النظام، والادعاء بفساد الثوار وحرقهم للبلاد

 – يدعو للتساؤل: 
هل تحولت الأفعال وتبدلت الأدوار؟
وهل تحول الثوار إلى مفسدين؟
وأتباع مبارك إلى وطنيين ودعاة للاستقرار؟

(2) الإجابة عن تلك التساؤلات، تفجر مزيدًا من الغضب من الطرفين؛ فالنظام السابق كان مسجلًا عبر التاريخ بالبلطجة طوال ثلاثين عامًا من الحكم، حتى إنه "شَابَ"، وبلطجيته لم تشب بعد. فأصبح من الحتمي على الثوار أن يثبتوا أنهم الأجدر بالبقاء والاشرف في القيادة، من خلال إعادة عجلة الإنتاج والخوف على مصالح بلدهم؛ حتى يستطيعوا مواجهة طوفان الفساد الراكد فى سائر المجالات والمؤسسات حكومية وغير حكومية، وحتى يتمكنوا من كسر كل أذرع الخارجين على القانون، والرافضين للاستقرار، والداعين إلى الفوضى، وتحطيم الطابور الخامس الذى ظهر مؤخراً على صخرة سماحة ثورتهم وسمو أهدافهم؛ فالتحركات المريبة التى تشهدها مصر تدعو إلى التكاتف ووحدة الصف. فالثورة المضادة - الآن - يقودها محترفو السياسة، ومدعو الوطنية والغضب بـ"الريموت كنترول"، من خارج أرضية الملعب؛ مستغلين أطفال الشوارع والمرتزقة وسكان العشوائيات والخارجين على شرعية مبادئ الثورة التى تنادى بالاستقرار، وتدعمه؛ للخروج من مأزق الحصار الاقتصادى الراهن، وحماية البلاد من هواجس الاضطراب السياسي المقبل، الذى فرضه تناحر القوى الليبرالية وتيار الإسلام السياسى خلال الانتخابات البرلمانية.

 في ظل اعلام – لم تصله الثورة بعد - لم يتناول جهودهم بشكل لائق أو حقيقي؛ لأنه يريد مجاملة رءوسه القدامى على حساب باقى المصريين ولم ينظر إليها نظرة محايدة؛ فالهدف من إشعال الفتن والاشتباكات الراهنة، هو: إفساد الانتخابات التشريعية؛ حتى لا تقوم حياة نيابية، ويغزي الفتن مجموعات وقوى سياسية فشلت سياسيًا فى تعاطف الشارع معها. 

فالحزب الوطنى (المنحل) لم يمت بعد، ولم تنتهِّ مرحلته، مادامت الفوضى هى المسيطر على المشهد العام للدولة؛ حتى تلك المصطلحات التى كانت تصدرها الأجهزة الامنية القمعية مازالت باقية؛ مثل: مخطط، ومؤامرة؛ أى أن الروح القديمة باقية، ومع الأسف فى برلمان الثورة المنتخب نجد الكثير منهم قد حجزوا مقاعدهم بفكرهم القديم، ومعاداتهم الكامنة للثورة الوطنية، التى غيرت مسار حياتهم، التى لطالما ارتاحوا إليها فى عهد كان يرتع فيه الفساد.

 (3) لهذا ترتفع موجة الغضب، وأسبابها، والسؤال الذي يطرحة رجل الشارع البسيط :
 هل المجلس العسكرى غير قادر علي إقالة الفوضى وتبديلها بالاستقرار؟
 الاجابة يملكها المجلس العسكري وحده؛ أليس من الحتمي حدوث تغيير جذرى حقيقى لا يختلف عليه الشارع في طريقة التعامل مع المحتجين السلميين ؟ كذلك بث رسائل اطمئنان على المستقبل السياسى، خاصة بعد سيطرة الإسلاميين - شبه الكاملة - على البرلمان القادم، وهيمنتهم على تشكيل الحكومة المقبلة، وإعداد الدستور؛ من واقع أنهم أغلبية؛ فالدستور لم يكن سببا في تنحي الرئيس السابق حسنى مبارك؛ لأنه لا يوجد في الدستور مسمى بذلك، بل أسقطته الثورة؛ فالشرعية الحالية هي شرعية الشعب..

 أليس من الضروري وقف العبث الإعلامى الذي يخرج من خلاله مدعي الثورية لينظروا لنا كيف تنجح الثورات ؟ هؤلاء الذين لم يكن لهم يد فى يناير وما تلاها، إضافة إلى الغموض حول الذى يصاحب سقوط القتلى والجرحى الذين تمتلئ بأجسادهم ثلاجات المستشفيات.

 فمن المسئول عن قتلهم؟ ولماذا تم قتلهم؟
أليس من الضروري الفصل بين الثورة والقافزين عليها، وضبط وإحضار المندسين والمخربين؟ ساعتها ستعرف الايادي الخارجية التي تزود بالمال والبارود؛ وسنكتشف أيادي فلول النظام السابق، وهي ذاتها التي كان هدفها الترويع وعرقلة مسيرة الإصلاح الديمقراطي، وتحاول إحداث صدام بين الشعب والجيش؛ للعودة للخلف مرة أخري؛ لإعادة إنتاج نظام القمع السابق.

 (4) من أبجديات ثورة "يناير": إسقاط النظام الفاسد، وإحلاله بنظام صالح وعادل، ومفهوم الثورة لكل ذي بصر يختلف عن الانقلاب الذى يعتمد علي تغيير "قمة الهرم" في النظام القائم، والحفاظ علي باقي قواعد النظام؛ وللأسف هذا ما يحاول المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يقوم به. خاصة أن المسافة بين الشباب والكهول واسعة، والمسافة بين صداقة مبارك لأعضاء المجلس العسكري وبين النضال السياسي، تعتبر سباحة عكس التيار، فالكل يعلم – يقينا - أن المصائب التي شهدتها مصر؛ سببها سياسات النظام الفاسد الذي حكم البلاد ثلاثين عاما وأعاق مسيرتها التنموية علي كافة الأصعدة، وليس ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ وللأسف الثوار أنفسهم - بقلة خبرتهم وتشرذمهم - ساعدوا أعضاء مجلس قيادة الثورة المضادة، وجواسيسها، ومنتفعيها، علي التقدم وإحراز مزيد من الأهداف؛
فالوعي السياسي أهم سبل إنقاذ الثورة؛ وهذا من شأنه الحفاظ علي مكتسباتها التي تحققت بالفعل، كذلك مع الوعي بما يقوم به النظام المنهار من ثورة مضادة من أجل إفساد الثورة وحتي نترحم عليه، وأهمية أن يترك شباب الثورة فكرة المظاهرات، وأن يلجأوا للعمل خارج ميدان التحرير من خلال الأحزاب التي لها قاعدة، والاندماج في التيارات والائتلافات لتكوين كتل سياسية وإنهاء المظاهرات الفئوية

وعلي الأحزاب السياسية مسئولية مهمة في توعية الناس؛
 من خلال: النزول للشارع بشكل حقيقي؛ لأنها حتي الآن ليس لها أي تأثير ملموس، سوي كسب المقاعد البرلمانية .

الدكتور محمد مرسي في حوار خاص لصحيفة المصرى اليوم في عهد المخلوع مبارك والخبر صحيح 100%
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ليست هناك تعليقات: