السبت، 3 مارس 2012

التصعيد الأمريكي والمفاجأة المصرية والمنظمات غير الحكومية



هل الولايات المتحدة تملك اوراقا عديدة 
في أزمة المنظمات على خلاف الجانب المصرى ؟
الادارة الامريكية تصر علي وجود سوء قصد 
... من جانب اطراف في الحكومة ...
  ماحدث في الساعات الاخيرة اعادة تأكيد من العسكر
علي امساكه بمقدرات العملية السياسية




قراءة في اجواء الساعات الأخيرة التصعيد الأمريكي والمفاجأة المصرية سياق الازمة بين القاهرة وواشنطن حول نشاط المنظمات غير الحكومية التي تتلقي تمويلا امريكيا شديد التعقيد في الاسابيع الاخيرة‏. وبقدر التعقيد جاءت الأنباء المتواترة عن مفاجأة رفع حظر السفر عن سبعة من الموظفين الامريكين في ثلاث منظمات معروفة وبالتالي امكانية عودتهم للولاليات المتحدة لتنتهي مرحليا احد فصول الازمة التي ربما تطل برأسها من جديد في المستقبل, في البداية رصدت الأهرام نشاطا دبلوماسيا واتصالات مجموعة في واشنطن ـ علي مستويات عدة ـ قبل الاعلان عن خبر ر فع حظر السفر وهو مايعني ان الشق السياسي في الازمة قد تصاعد, وبات من الانسب العثور علي مخرج فوري وبالطرق القانونية الشرعية لصيانة العلاقات الثنائية في توقيت بالغ الدقة.
 وقد لعب الكونجرس الامريكي دورا كبيرا في تصعيد محسوب للازمة فور تسلمه مقترحات الموازنة العامة الجديدة ومن بينها ميزانية المساعدات الخارجية, حيث من المقرر ان تبدأ لجان الاعتمادات في مجلسي الشيوخ والنواب في عقد جلسات استماع بشأن موازنة2013 والتي طالب الرئيس باراك اوباما والخارجية منح مصر قرابة1.5 مليار دولار.
 وهناك اربعة دوافع رئيسية وراء التصعيد الامريكي, وربما رد الفعل المصري, في الساعات الاخيرة.
*الاول: حالة من الغضب علي مستوي الادارة الامريكية والكونجرس من استمرار منع سفر الامريكيين وتسجيل سابقة في عمل المنظمات الامريكية في الخارج عبر عنها نواب الكونجرس صراحة باعتبارها اساءة لمستقبل تلك المنظمات عالميا, وقيام الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب بالربط بين اداء الادارة الأمريكية وانفاقها مئات الملايين في دعم دول الربيع العربي وهو ماشددت عليه رئيس لجنة العلاقات الدولية إيلينا روز ـ لينتين في كلمتها لافتتاحية قبل شهادة هيلاري كلينتو ن الاربعاء الماضي.. وزارة الخارجية طلبت زيادة قدرها2.6% في موازنة المساعدات الخارجية بنحو54.7 مليار دولار, و من بينها تمويل الوكالة الدولية للتنمية الدولية, مقابل خفض موازنة وزارة الدفاع البنتاجون.
* الثاني: التلويح بقطع المساعدات العسكرية عن مصر البالغة1.3 مليار دولار في موازنة العام المقبل ودخول البنتاجون طرفا في الدفاع عن مصالحها مع المؤسسة العسكرية المصرية في الكونجرس وتهديدها بأن اي اجراء ضد المساعدات في الوقت الراهن سوف يعني خسارة علاقة استراتيجية تحصل واشنطن بموجبها علي امتيازات كبيرة علي مستوي الامن الإقليمي وتهديد اسس معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل, وحسب مصادر مقربة من المشاورات لم يكن البنتاجون راغبا في استمرار الخلاف مع الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب حتي لايتحول الامر الي مواجهة لالزوم لها.
 في الوقت نفسه, استخدمت الادارة الامريكية ضغوط الكونجرس لتوصيل رسالة واضحة للسلطات المصرية ان النواب الامريكيين سيصعدون بشأن استمرار احتجاز مواطنيهم في القاهرة وبالقطع, كانت الولايات المتحدة تملك اوراقا عديدة في الازمة, علي خلاف الجانب المصري, فقد بحث نواب الكونجرس في جلستي الاستماع في الاسبوع الماضي في الخيارات المتاحة في حال الاصرار علي منع الامريكيين من المغادرة ومن ضمن البدائل الامريكية استخدام سلاح الدعم الامريكي للموقف المصري في المفاوضات الدائرة بشأن الحصول علي قروض مالية بمليارات الدولارات من الموسسات المالية الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها; كما ان الادارة الامريكية تصر علي وجود سوء قصد من جانب اطراف في الحكومة المصرية تريد اظهار شعبية للحكومة الحالية و تنتقد واشنطن مسار الازمة من واقع ان الحرج السياسي كان يمكن تجنبه لو طلبت السلطات المصرية مغادرة الموظفين الامريكيين في وقت سابق او حصلت تلك المنظمات علي تراخيص رسمية ولم تمارس السلطات السياسة القديمة في التعامل مع المجتمع المدني.
* الثالث: استخدام ورقة الاوضاع الحرجة والسيولة السياسية والامنية في الشرق الاوسط في الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية بإعتبارها دليل فشل ادارة باراك اوباما في صيانة مصالح الولايات المتحدة وسقوطه في فخ علاقة مضطربة مع المجلس العسكري والاسلاميين في الحالة المصرية وغياب الوضوح عن عمليات التحول الديمقراطي في دول اخري مثل ليبيا وتونس واليمن. وجميع المرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يتهمون اوباما بعدم فهم مايحدث في مصر, وكلما تزايدت الانتقادات علي ادارة/ اوباما بشأن منطقة الشرق الاوسط كلما ار تفعت درجة حملته لانتخابات الفترة الثانية في نوفمبر المقبل. ومن مظاهر التوتر الاستقطاب الحاد في الاعلام الامريكي بين اليمين واليسار وهو يتجسد في نقد متواصل وتهكم مستمر علي سياسات الادارة في العالم العربي بدعوي لتضحية بالاصدقاء والحلفاء التقليديين لحساب قوي متطرفة. الرابع: هناك اشارات من مسئولين امريكيين الي فهم ماحدث في الساعات الاخيرة علي انه اعادة تأكيد من المؤسسة العسكرية, المتمثلة في المجلس العسكري علي امساكه بمقدرات العملية السياسية الانتقالية في البلاد وان ادارة العلاقة مع الولايات المتحدة هي مسئولية مباشرة, وفي تلك المرحلة الحرجة للمؤسسة المصرية المرتبطة بمصالح قوية مع المؤسسة العسكرية الاقوي في العالم علي مدي ثلاثة عقود.


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: