الأربعاء، 8 فبراير 2012

أطلقت لاظوغلى لحيتها وقدم نواب الأخوان دليل براءة مبارك



لماذا إذن يطالب النواب الأفاضل بحق الشهداء
 وقد قلتم ان الداخلية من حقها 
أن تدافع عن نفسها وها هى قد دافعت
وقلتم إن الذى يذهب إلى الداخلية
 ومن ثم إلى أقسامها ومديرياتها بلطجية
فلماذا تدعون أنهم كانوا ثوارا ومتظاهرين
... فى جمعة الغضب؟ ...



يبدو فعلا أن الذين قبعوا طويلا فى سجون مبارك قد أصابهم من فرط القهر والتعذيب مرض «استكهولم»، وهى عقدة مشهورة فى علم النفس وهى أن يقع المخطوف فى غرام الخاطف وإعجاب المسجون بسجانه ومحاولة تقليده والتمثل به واستحضار شخصيته والتصرف كما يتصرف تماما!! … نظرية النائب الترامادولى!! نائب أخوانى:بيأجروا المتظاهر بمئتى جنيه وشريط ترامادول كى يذهب إلى مبنى الداخلية هل يضم محامو الرئيس السابق ووزير داخليته شهادات الإخوان والسلفيين فى البرلمان أدلة براءة لمبارك والعادلى من قتل المتظاهرين؟
 قدم نواب الإخوان بمنتهى الإخلاص والحماس أدلة براءة حسنى مبارك وحبيب العادلى فى برلمانهم أول من أمس! السؤال فعلا الآن: هل سيضم فريق دفاع مبارك والعادلى شهادات وأقوال وآراء وأحكام النواب الإخوان والسلفيين فى جلسة مجلس الشعب التاريخية ضمن أوراق الدفاع عن مبارك ووزير داخليته، لتكون تلك هى الضربة القاصمة التى تجلب لموكليهما البراءة، حيث أتت من خصوم للرئيس السابق ولوزير داخليته وليس هناك دليل أهم من ذلك الذى يأتى من خصومك إلى حد باب البيت. لقد وقف الإخوان والسلفيون ليقولوا بمنتهى الوضوح إن: -
 وزارة الداخلية لو سقطت سقطت مصر.
 - الداخلية من حقها الدفاع عن نفسها فى حال محاولة اقتحامها من المتظاهرين ومن حقها إطلاق الرصاص.
 - المتظاهرين أمام الداخلية ليسوا ثوارا، بل بلطجية.
 - البلطجية مأجورون ويعملون بمخططات ومؤامرات دولية. طيب بذمة أبيكم، هل قال محامو مبارك والعادلى شيئا غير ذلك وهم يترافعون دفاعا عنهما فى المحكمة أمام اتهامات قتل المتظاهرين فى جمعة الغضب؟
 إذا كانت وزارة الداخلية عزيزة على الإخوان والسلفيين، فإن أقسام الشرطة ومديريات الأمن ومقرات مباحث أمن الدولة كلها داخلية أيضا، وهى التى تعرضت للهجوم فى جمعة الغضب وللحصار ولمحاولات الاقتحام من بلطجية، كما وصفهم دفاع مبارك والعادلى، ولم يكونوا أبدا ثوارا. الثوار كانوا فى ميدان التحرير كما يريد لهم الإخوان أن يبقوا هناك (لاحظ أن الداخلية كانت تتهم الإخوان بأنهم من كانوا يحاصرون ويقتحمون ويحرقون أقسام الشرطة.. لكن هذا الاتهام اختفى الآن بعد أن أطلقت لاظوغلى لحيتها!!)، ثم إن الداخلية -كما أكد نواب الإخوان والسلفيين- من حقها الدفاع عن نفسها، وهكذا فعلا فعلت الداخلية فى جمعة الغضب فأطلقت الرصاص على البلطجية الذين حاولوا حرق واقتحام الأقسام، وكما أذاع النواب الإخوان والسلفيون الذين كشفوا فى الجلسة عن مواهب مخابراتية مذهلة ولا شرلوك هولمز فى زمانه، أن المحيطين بالداخلية يعملون وفق مخطط دولى، وهم عملاء لجهات أجنبية، فإن هذه النتيجة توصل إليها نظام مبارك من أول ثانية يوم 28 يناير 2011، فقد قال العادلى ورجاله نفس الكلام بالحرف والله العظيم تلاتة، وذهب محاموهم فى المحكمة إلى أن عناصر خارجية من حماس وحزب الله هى التى شاركت فى اقتحام الأقسام والسجون! وأن عناصر مدربة فى صربيا ووجوهًا قوقازية فى ميدان التحرير قادت المظاهرات التى تم تخطيطها فى المخابرات الأمريكية، مثلما قال أحد نواب برلمان ما بعد الثورة حين استشهد بكتاب فرنسى لم يترجم ولم يقل لنا النائب الفرنساوى عنوانه ولا مؤلفه ثم ليه الكتاب فرنسى وليس أمريكيا، ومن قال إن الكتاب صادق ومهم؟
 فلماذا لا يكون هرتلة ونصبا مثلا؟
 لكن النائب طمأننا أن الكتاب اللوذعى يكشف خطة لـ«سى آى إيه» لتفجير الثورات، لاحظ طبعا أن هذه تهمة للثورة التى جاءت به على مقعده بأنها أمريكية عميلة، كما أن نوابا آخرين اتهموا فى عصبية مهووسة مصحوبة بتصفيق حار أسماء عملاء أمريكا الذين أشعلوا الثورة، على اعتبار أن المخابرات الأمريكية والصهيونية العالمية لا يمكن أن تنام بالليل قبل أن تتصل بهؤلاء النواب كى تقدم لهم قائمة عملائها، وأول حاجة يعملها الصبح رئيس المخابرات الأمريكية قبل أن يحتسى النسكافيه بتاعه هو الاطمئنان من سكرتيرته:
هل أرسلتم الفاكس اليومى بأسماء العملاء لنواب البرلمان المصرى؟!
 نائب آخر تجلى - كما لم يتجل أحد - وقال إن عندهم فى الدائرة بيأجروا المتظاهر بمئتى جنيه وشريط ترامادول كى يذهب إلى مبنى الداخلية فى لاظوغلى، خصوصا طبعا أننا نعرف أن الداخلية توزع ورودا وشيكولاتة بالمكسرات على المتظاهرين فى شوارعها وليس قنابل وخراطيش، ومن ثم هى نزهة بسيطة ممتعة بمئتى جنيه، يا بلاش، حيث يصدق نائب برلمانى جهبذ أنه يمكن أن تفقد عينك أو حياتك بهذا المبلغ الهائل، إنها نظرية النائب الترامادولى!! عموما عرضت جلستا الإثنين والثلاثاء رؤى استراتيجية باذنجانية مريخية عن المؤامرات التى لا يعرفها إلا نواب الشعب طبعا لأنهم ناس بركة وأصحاب خطوة ومكشوف عنهم الحجاب. إذن كل ما قاله الإخوان والسلفيون فى الجلستين تقريبا هو تأكيد لكل حرف ولفظ وجملة قالها محامو مبارك والعادلى فلماذا إذن يطالب النواب الأفاضل بحق الشهداء، شهداء إيه يا حاج إنت وهوه، بعضمة لسانكم قلتم إن الداخلية من حقها أن تدافع عن نفسها وها هى قد دافعت، وقلتم إن الذى يذهب إلى الداخلية ومن ثم إلى أقسامها ومديرياتها بلطجية، فلماذا تدعون أنهم كانوا ثوارا ومتظاهرين فى جمعة الغضب؟ ولماذا تعتبرونهم شهداء وتطالبون بحقوقهم وتدمعون من أجلهم وتولولون على ذكراهم بينما تتهمون من فعل نفس فعلتهم بذات غضبهم أنهم بلطجية مجرمون مأجورون؟ هل هى جت على داخلية العادلى وكأنها تستحق الحرق، وهدمها ليس هدما للدولة، والتخريب فى مقراتها ليس سيناريو للفوضى، بينما داخلية محمد إبراهيم هى الدولة والمتظاهر ضدها يستحق الضرب بالرصاص؟ إن الإخوان يتعاملون بمنتهى الفصام فى الشخصية للفصام فى المصالح، فبينما كانوا يريدون لداخلية العادلى أن تسقط وتنهار كى يركبوا فوق ركامها ويفسحوا لأنفسهم طريقا مفروشا للسلطة، فإنهم الآن يستخدمون نفس منهج حبيب العادلى فى وصم من يفعل نفس ما فعله الإخوان أمام مقرات أمن الدولة وما فعله المتظاهرون الذين يعتبرهم الآن الإخوان والسلفيون بلطجية يوم جمعة الغضب!! وربنا يتمم بخير.



ليست هناك تعليقات: