السبت، 14 يناير 2012

أكذوبة المساعدات..عملية نصب على شرف الثورة..



الدول العربية أخلفت وعودها عندما تراجعت «القاهرة» عن التحالف مع إيران 
التراجع الذى حدث من بعض دول الخليج غرضه 
تركيع مصر ومعاقبتها على ثورة 25 يناير


«لا مساعدات دون مقابل» هذا الشعار رفعته دول العالم العربية منها والأجنبية فى وجه مصر، رغم وعودها الكثيرة بعد الثورة مباشرة بإغراق مصر فى المساعدات والمليارات، ويبدو أن هذا التسابق على إعلان المساعدات كان دافعه إما دعائى أو تحفيزى أو حركة الخوف من امتداد الربيع العربى إلى دول الخليج العربى، لأن هذه المساعدات ما لبثت أن عادت إلى أدراجها مرة أخرى فور هدوء الأوضاع نسبياً وبدء محاكمة مبارك، وكأن دول الشرق والغرب، قالت لمصر فى نفس واحد اعتمدى على نفسك فلن يساعدك أحد، والغريب أن الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء، مازال يطالب هذه الدول بالوفاء بتعهداتها رغم أن الصورة باتت واضحة تماماً، فلن ينفع مصر إلّا فأسها ورأسها.
بعض دول الخليج تسعى لتركيع مصر ومعاقبتها على ثورة 25 يناير
أعلنت كل من السعودية وقطر والإمارات عن رصد مبالغ مالية ضخمة لمساعدة مصر اقتصادياً بعد ثورة 25 يناير، خاصة أن مصر الثورة أعلنت عن خطوات ملموسة للتقارب مع إيران، مما أصاب دول الخليج والغرب بالهلع.
وفى الوقت الذى أعلنت فيه السعودية عن عزمها منح مصر 4 مليارات دولار وإعلان قطر عن منح 500 مليون دولار أخرى تراجعت الدولتان عن تنفيذ وعودهما لعدة أسباب كما يؤكد المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، حيث يقول: يجب أن نؤكد أن العلاقات بين الدول تقوم على قاعدتين هما المصلحة والقوة، فليس للأخلاق ولا الخطب الرنانة أى تأثير على تلك العلاقة، وكان لابد أن تلتزم الدول العربية بما وعدت به بعد ثورة 25 يناير، لكنها وجدت عدم وجود مصلحة سياسية أو اقتصادية مع مصر.
وأضاف: قطر والإمارات والسعودية ليس لديها تلك المصلحة وتقف موقف المراقب بعد الثورة، ويبدو أن ما طالبت به النيابة العامة من إعدام مبارك أثار تلك الدول ضد مصر وهذا من دوافع عدم تقديمها المساعدات التى وعدت بها، مشيراً إلى أن دول الخليج تخشى أن يصل النموذج المصرى إليها، غير مدركة أن ما حدث نتيجة فساد نظام، وكان من الأجدى عدم ربط المساعدات الاقتصادية بما يحدث فى البلاد لأن هذا من شأنه التدخل فى شئون البلاد الداخلية وهذا مرفوض.
"* فيما يرى الدكتور عبدالله حسين، الخبير الاقتصادى، أن التراجع الذى حدث من بعض دول الخليج غرضه تركيع مصر ومعاقبتها على ثورة 25 يناير التى أطاحت بأهم حليف لهما وهو الرئيس السابق مبارك، مضيفاً أن التقارب المصرى الإيرانى بعد الثورة أزعج الدول العربية التى تعتبر إيران «شرطى الخليج» وتسبب لهم إزعاجاً وعندما قامت دول الخليج الدولارية بالمسارعة لتقديم المساعدات والمنح من أجل مصر، وعندما تراجعت مصر عن التقارب مع إيران وتم «نسيان» هذا الملف تنفست تلك الدول الصعداء، ورأت أن الأموال التى ستذهب إلى مصر قد لا ترضى شعوبها ومن الأولى توجيه هذه الأموال لإخماد الثورات داخل هذه البلدان، التى خرجت لمرات متعددة للمطالبة بالتغيير، وأبرز دليل على ذلك ما قامت به السعودية والإمارات وقطر من ضخ ميزانيات ضخمة تقدر بمئات المليارات من أجل إخماد ثورة شعوبهم.



ليست هناك تعليقات: