الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

الانتخابات البرلمانية أكبر رشوة سياسية في تاريخ مصر


تجديد شيخوخة النظام الفاسد 
وإدخال أكبر قدر ممكن من القوى السياسية
 ضمن هذه المنظومة 
الانتخابات ستكون أكبر رشوة سياسية 
في تاريخ مصر السياسي المعاصر


- إنها تهدف إلى إدخال أكبر عدد ممكن من التيارات السياسية والوطنية المصرية للمساهمة في مشروع تجديد شيخوخة النظام المصري، وليس تغييره، وربط مصالح أكبر عدد ممكن من الأفراد والجهات والجماعات والتيارات بمنظومة النظام المصري الحالي والآيل للسقوط
 - هذه الرشوة السياسية تغلف بغلاف المشاركة الوطنية وتغلف بغلاف الانتخابات وإتاحة الفرصة للتيارات لكي تشارك في الإدارة، ولكنها ستنتج مجلس شعب ومجلس شورى "منزوع الدسم" .. غير قادر على التغيير الذي ينشده المرشحون الوطنيون .. وعندما تكتشف اللعبة متأخراً .. يكون المرشح قد أصبح متورطاً ضمن منظومة نظام فاسد لا يستطيع بسهولة الانفكاك عنها. وحينها فقط يتم اكتشاف حجم الرشوة السياسية وأبعادها .. وحقيقة أن متلقي هذه الرشوة لم يعرف أنه قد تلقى رشوة لوأد ثورة مصر.
 - انا لا أتهم أي من القوى السياسية المشاركة في الانتخابات بأي شكل من أشكال الخيانة أو العمالة .. ولكني أثق تماماً أنها تتعرض حالياً لمحاولة رشوة ضخمة مقابل الانقلاب على ثورة مصر من أجل ترسيخ فكرة تجديد شيخوخة النظام الفاسد الذي حكم مصر طوال عقود مضت.
 - ما يحدث في التحرير جاري إدارته حالياً من قبل أجهزة سيادية ترى مصلحة النظام الحالي في وجود "إنفجار محكم" .. أو "تدمير جزئي تحت السيطرة" وهو مخطط لتفتيت التعاطف مع القوى السياسية العامة في مصر (الدينية والوطنية) حتى ولو كانت الأعراض الجانبية لهذا التدمير الجزئي هو تشويه مؤقت لسمعة المجلس العسكري، بحيث تتفتت القدرة التفاوضية لهذه القوى مع النظام، وتصبح الانتخابات بالنسبة للجميع هي الملاذ الآمن والوحيد للمشاركة في تغيير مصر.
 - هناك تصادم متصاعد في الرؤى داخل مصر ويجري محاولة تجنبه من السلطة الحاكمة لأنه تصادم مدمر لها. الرؤية الأولى التي تتبناها الدولة المصرية العسكرية مؤيدة من الخارج هي رؤية "تجديد شيخوخة" النظام .. وإدخال أكبر قدر ممكن من القوى السياسية ضمن هذه المنظومة. أما الرؤية الثانية التي تتبناها القوى الثورية وشباب الثوار فهي ترى رؤية "التغيير الكامل" للنظام .. وهي رؤية تهدف إلى تغيير نظام الحكم والشخصيات الحاكمة في مصر بعيداً عن كل من ارتبط بالنظام القمعي التسلطي الذي ثار عليه الشعب في 25 يناير.
 - بين الرؤيتين لا توجد مساحات كافية للتقارب .. ولابد لرؤية منهما أن تقصي الأخرى عن ساحة العمل السياسي في مصر. الانتخابات القادمة هي أكبر رشوة سياسية للتيارات الثورية لكي تتخلى عن الرؤية الثانية التغييرية لحساب الرؤية الأولى التصحيحية كما تسمى والتي ترى الخلاص في "تجديد شيخوخة" القهر والظلم. - يمكنني أن أدلل على كل فقرة من الفقرات السابقة بالكثير من الأدلة والبراهين، ولكني أريد أن أدعو العقلاء لتفهم خطورة قبول تلك الرشوة السياسية التي يتم تقديمها في غلاف ذهبي جميل من الحديث حول المشاركة السياسية والحريات، وهي في الحقيقة ستتحول إلى مشروع فاسد ينتج عنه كيان هش ودولة هامشية ومجتمع مطحون .. وورطة لكل القوى السياسية المصرية التي ستشارك في هذه الرشوة لكي تشنق نفسها بحبل من صنعها هي. - أرجو الله تعالى ألا تمر تلك الصفقة .. وأن ينصر ثورة مصر، وأن تنهض مصر من كبوتها المعاصرة. وستذكرون ما أقول لكم .. وأفوض أمري إلى الله.


ليست هناك تعليقات: