الأربعاء، 20 يوليو 2011

الإستحقار و الإستحمار فى إختزال معنى الديمقراطية


هل لابد أن أكون منتمياً إلى حزب أو حركة 
أو فكر أو إئتلاف ما 
حتى يحق لي الكلام في السياسة



بدون مقدمات وجدته يقول لي بعد حوار ونقاش دام لمدة نصف ساعة "على فكرة يا أستاذ مصطفى... حضرتك منافق جداً"، أعجبتني العبارة وظللت لفترة طويلة هادي الطباع ولم تنقصني سوى تلك الإبتسامة الصفراء التي ألقيها في وجه من هم على شاكلته، ربما لأنه رغم الهجوم مازال يتحدث بطريقة محترمة للغاية، لا أدري لماذا تخيلت أنه يقول لي "بعد إذنك يا فندم ممكن أشتمك وأبهدلك وأطلع عينك؟؟
"... إحترام إحترام يعني.
في أول حواري مع هذا الشخص الإرجواني الفكر كنت أعتقده من (العارفين) ببواطن الأمور ربما لأنه واحد مسؤول، لكن في منتصف الحوار علمت أنه من (العازفين) عن إدراك معاني الكلام ربما لأنه كان واقف مزنوق، وفي النهاية تأكدت أنه من (العازفين) على واحدة ونص لأنه كان واقف مش على بعضه، وإرقصي يا جارية طبل يا سيدي.
السبب في كلامه هذا أنه يجدني يوماً أهاجم الإخوان، ويوماً أهاجم السلفيين، ويوماً أهاجم الليبراليين، ويوماً أهاجم المجلس العسكري، ويوماً أهاجم الحركات الشبابية، ويوماً أهاجم حزب الكنبة، ويوماً أهاجم الحكومة، ويوماً... قاطعت كلامه العجيب الفسفوري المعنى لا لشيء، بل لأني كأي موظف حكومي أصيل أحتاج إلى يوم راحة في الأسبوع، وربما يومان، ده غير التزويغ، وما ذكره يتطلب جهد لسبعة أيام كاملة.
أسوء ما يمكن أن نقابله الآن هم هؤلاء الأشخاص الذين يصرون على أنهم هم فقط من يعلمون الحقيقة، ومن يتصرفون بطريقة صحيحة، ومن يفكرون بأسلوب منظم، الكارثة الأكبر عندما يتولى هؤلاء مناصب قيادية، ستضاف لكل تلك الصفات صفة أخرى ألا وهي الإصرار على أنهم أذكى من الجميع، وهنا تبدأ عملية متبادلة بين الطرفين، الطرف الأول -المسؤول- سيبدأ في (إستحقار) كل من هم دونه، والطرف الثاني -المواطن- سيبدأ في (إستحمار) كل من هو مسؤول، النتيجة سقوط البلاد من الدور العشرين وتقييد الجريمة على أنها إنتحار مع سبق الإفطار والترصد.
لماذا الإصرار على التقسيم؟؟ هل لابد أن أكون منتمياً إلى حزب أو حركة أو فكر أو إئتلاف ما حتى يحق لي الكلام في السياسة، أو حتى في البطيخ اللي من غير بذر، ألا يكفي أنه على ظهر الرقم القومي مكتوب أنني مصري!!!، أم يجب كتابة مصري وبين قوسين يتم تحديد إسم البزرميط اللي أنا منتمي ليه؟؟ على ما يبدوا إنها آفة الكثيرون منا، إختزال معنى الديمقراطية في محاولة إقناع الطرف الآخر بالرأي الخاص بنا مع الإصرار أنه الرأي الصحيح... على حسب ما نتوهم...




ليست هناك تعليقات: