السبت، 9 يوليو 2011

لقيت عيل تايه حد ضايع منه ابنه؟ تائه منذ جمعة الغضب



حتى الأطفال الرضع لم يسلموا من غدر مبارك والعادلى!!!! 
الطفل التائه منذ جمعة الغضب 
أم تجد طفلاً فى «جمعة الغضب» وتبحث عن أهله قبل تغير ملامحه


وسط الدخان المتصاعد من القنابل المسيلة للدموع، ورصاص رجال الأمن الذين يلاحقون المتظاهرين يوم جمعة الغضب الموافق ٢٨ يناير، حاولت أن تنجو بنفسها، وجرت فى كل الاتجاهات، قادتها قدماها من عين شمس إلى مصر الجديدة، وبين مداخل البيوت التى حاولت الاحتماء بها من الأعيرة النارية والقنابل لفت انتباهها صوت طفل رضيع غارق فى دمائه وملقى على أحد الأرصفة.. لم تدر بنفسها سوى وهى تحمله مسرعة من بين الحطام المتناثر فى كل مكان لتحميه بجسدها ويحميهما أى جدار صلب تختبئ خلفه لحظات لتعاود رحلة الجرى من جديد. انتهى اليوم، وانتهت الثورة، ورحل النظام وعاد الهدوء، وظل الرضيع على حاله، بين أبناء عزة العشماوى الثلاثة، تربيه كما تربيهم ولا تبخل عليه بشىء، وتحاول جاهدة أن تبحث عن أسرته الحقيقية، لكن محاولاتها تبوء بالفشل، فيزيد قلقها من أن يكون زياد «الاسم الذى أطلقته على الطفل» ابنا لأحد شهداء الثورة.
لم توقن عزة أن زياد على قيد الحياة يوم جمعة الغضب، فالدماء التى أغرقته بسبب جروح رأسه وكسر يديه وأنفاسه المتقطعة.. كلها أمور أوحت لها بأنه إما أحد ضحايا الثورة أو على الأقل مصابيها.. ورغم الإصابة كان قرارها بالبحث عن أسرته أسبق من قرارها بعلاجه، لذا جرت وراء عدد من المتظاهرين وهى تهتف: «لقيت عيل تايه.. معايا طفل.. حد ضايع منه ابنه؟».. وعندما لم يأتها الجواب على ندائها، أسرعت تبحث عن مستشفى أو عيادة لإسعاف الصغير، لكن المستشفيات كانت خاوية من الأطباء، فقالت: «شلته على كتفى وطلعت على بيتى وهناك عملت له الإسعافات الأولية، وربطت يده المكسورة، وظللت أرعاه بشكل خاص إلى أن عادت العيادات إلى الحياة، فاصطحبته إلى الطبيب الذى طمأننى عليه».
 ٦ أشهر تزيد أياما قليلة، والطفل فى بيت «عزة»، بين أطفالها، ولم يشكل الطفل ضغطا ماديا على الأسرة ميسورة الحال، لكن شعورا بالألم يعتصر «عزة» التى أصبحت أماً بديلة، عبرت عنه: «إيه ذنب أم إنها تتحرم من ابنها.. زياد لازم يرجع لأهله.. لو كان له أهل».
أكثر من قسم ومستشفى ذهبت إليها «عزة» لتفحص بلاغات اختفاء الأطفال وتحديدا فى محيط مصر الجديدة يوم جمعة الغضب، لكنها لم تصل إلى شىء، ففكرت فى نشر إعلانات فى الصحف لكن التكلفة كان مبالغاً فيها، فضلا عن أن الطفل يكبر يوما بعد آخر، وملامحه تتغير، بما يشكل صعوبة فى التعرف عليه بعد شهر من الآن.
 العائق الوحيد أمام استمرار الطفل بين أبناء عزة وتكفل الأسرة برعايته هو عدم وجود أوراق رسمية أو شهادة ميلاد، مما سيحرم الطفل من أدنى حقوقه فى الحياة وهو التعليم.


ليست هناك تعليقات: