الخميس، 16 يونيو 2011

وقعن في غرام الاستبداد.. نساء الديكتاتور



"نساء الديكتاتور" 
المـــوت أو الهـــروب مع العشيق


ما بين ثورة تونس وثورة مصر وظهور ديكتاتورية السيدات الأول سوزان وليلي عادت إلي الأذهان صورة زوجات الديكتاتور علي مر التاريخ ،إيفا براون وكلارا موسوليني وإلينا شاوشيسكو، علي ضوء ذلك ظهر كتاب فرنسي جديد يحمل اسم" نساء الديكتاتور" للكاتبة ديان ديكري و الصادر عن دار النشر بيران، ترسم فيه بورتريهات لقادة وسموا التاريخ باستبدادهم و جعلوا من النساء جزءا من لعبتهم السياسية وقد تصدر الكتاب قوائم أعلى المبيعات ، وراحت الصحف وبرامج التلفزيون تتسابق على استضافة مؤلفته، ثم جاءت أنباء تنحي الرئيس المصري وما تبعها من تقارير عن سيطرة عائلته على مرافق الاقتصاد في البلد، لتزيد من رواج الكتاب، رغم أنه لا يتطرق إلى أي من زوجات الحكام العرب.
من لينين إلى بوكاسا، ومن هيتلر إلى سالزار، تحاول الكاتبة الفرنسية ديان ديكري أن تجيب جمهور القراء الفرنكوفونيين، في ظل ثورة تونس التي عرفتها ، مؤخرا وجعلت الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الموصوف بالديكتاتور يتنازل عن الحكم ويغادر البلاد هو وزوجته ليلى الطرابلسي، وفي سياق ثورة مصر وتنحي مبارك وظهور مدي استغلال عائلته لنفوذه كرئيس للدولة ، حاولت ديان ديكري أن تجيب في كتابها "نساء الديكتاتور" عن وضع تسع ديكتاتورات خلال القرن العشرين عددا من النساء ضمن لعبتهم وفي قلب سياق مخططاتهم.
مصير زوجة المستبد ديان ذكرت في كتابها نساء مثل نادية، كلارا، ماجدة، جيان كينغ، إلينا، كاثرينا وميرا.. وعن رجال بصموا تاريخ الانسانية مثل لينين، موسوليني، ستالين، هيتلر، سالازار، ماو، تشاوسيسكو، بوكاسا وميلوزوفيتش الذين اتخذوا لأنفسهم من هؤلاء النسوة نساء إما زوجات لهم، رفيقات، مشيرات أو معجبات قاسمهن المشترك أنهم عشقن هؤلاء القادة، الذين في الآن ذات وحشيون، عنيفون ومستبدون، منتصرات لهم، بل قادرات على التضحية من أجلهم والبقاء إلى جانبهم إلى اللحظات الأخيرة حتى الموت. الكتاب، الصادر عن منشورات بيران، يرصد مصير نساء ارتبطت حياتهن بقادة وصفوا بالإستبداد والوحشية والعنف الذي مارسوه في حق شعوبهم معتمد على استرجاع للتاريخ ومسارته المتداخلة التي وسمت محطات من حقب زمنية من حكم هؤلاء للدول التي ينتمي إليها هؤلاء القادة مثل إيطاليا، ألمانيا، الصين، روسيا، البرتغال، رومانيا وإفريقيا الوسطى........... وضعت ديان ديكري في مقدمة الكتاب في شكل متقاطع نماذج من رسائل لهتلر وموسوليني كانت عبارة عن بداية تأثيت لمضامين الكتاب التي ستتضمنها فصول الكتاب، رسائل تترجم مشارعر متنوعة مثل مشاعر الإعجاب غير المحدود والتعبير المفرط بالحب للمعشوقات وطلب الزواج......... موسوليني والاغتصاب كارلا عشيقة موسوليني "إن جوقة الناس مثلها مثل النساء لم تخلق إلا للاغتصاب"، هكذا كتب موسوليني الذي لم يتوانى في اسنتهاض الشعب وأيضا التملي بتنورات النساء. يصف كتاب "نساء الديكتاتور" كيف يحدث أن يمس الاستبداد ويضر بالقيم ويساهم في تعذيب الشعوب، وكيف إن السلطة المطلقة قد تتحول إلى مهيج وكيف يكون منطلق قصة الحب بين هؤلاء النسوة والقادة جميلا وينتهي بشكل سيء تراجيدي، لا تترد الكاتبة ديان ديكري في تقريبه من القراء من خلال رسمها لبورتريهات جميلة لهؤلاء النساء الحنونات اللاتي وقعن في حب العنف والاستبداد.
نساء مستبدات وصفت ديان نساء كتابها بالوديعات اللاتي وضعن حياتهن رهن هؤلاء القادة، وكيف عانين من التعذيب حالما يتم التخلص من هذا القائد أو ذاك، الأمر الذي حدث مع كارلا باتاتشي، التي تم اغتصابها وثم شنقها بتكبيل رجليها عوض رأسها من قبل مواطنين إيطاليين خلال الحرب. وحسب المؤلفة، فإن آخر ما همست به كلارا لموسوليني هو "هل أنت سعيد لأنني لحقت بك حتى النهاية؟".. ولم تسمع جوابه لأن طلقات فرقة الإعدام كانت أسرع. هكذا يجد القارئ أن الكاتبة ديان ديكري خصصت لكل شخصية من القادة المستبدين فصلا، بدءا من موسوليني، هيتلر، ماو، لينين، سالزار، ستالين، بوكاسا وتشاوسيسكو، وهي الفصول التي توضع بشكل جلي الكم الهائل من النساء اللاتي تعلقن بهؤلاء القادة و اللاتي لم يكن في كثير من الأحيان على علم بتفاصيل السياسة التي يتخذها هؤلاء و التي يطبقونها على أرض الواقع.
وكيف بالمقابل حاولت إي?ا برون ، التي بالرغم من إبعادها من الواقع الساسي، حاولت الالتحاق بهتلر بالرغم من آنها كانت تعلم كما العديد بقرب نهاية عهده. ويبدو أن "نساء الديكتاتور" يعتبر اضافة جديدة في مجال مقاربة حياة الشخصيات، وذلك كونه يمنح أفقاً آخرا في كتابة البوجرافية لعدد من الديكتاتورات الذين كانوا دائما موضوع دروس التاريخ في المدارس، وذلك عبر الابحار في حياتهم الشخصية وتفاصيلها و نتوقف عن بعد محذذات شخصيتهم و ايضا عن بعض ما يمكن اعتباره "حس انساني" مقبل شعورنا بالعنف والاستبدا» الذي عانت منه شعوبهم. إذا يجعلنا الكتاب أمام عاشقين متيمين رومانسيين مثل موسوليني الذي وصفه الكتاب بالدون جوان، وأزواج مستبدين مثل ماو، ستالين وبوكاسا، وهيتلر الذي لا يظهر إحساسا له للعيان كان الموت مصير إيفا براون، عشيقة الزعيم الألماني هتلر الذي أخذ معه، إلى الموت، سيدة ثانية تولهت به هي ماجدا جوبلز، زوجة وزير دعايته الشهير التي حقنت أطفالها الستة بالمنوم قبل أن تدس في فم كل منهم جرعة من سم السيانور.

كان حبيبها هتلر قد أنهى حياته في اليوم السابق بعد أن قلدها وسام الحزب الذهبي، في آخر اعتراف منه بتضحياتها.
وكان ذلك التكريم، بالنسبة لها، بمثابة التتويج لحياتها الماضية كلها والإشارة إلى الانتقال لحياة ثانية. ولما جاء دورها في الخضوع لنهاية اللعبة، ذهبت إلى مكتب زوجها جوزيف جوبلز، ووقفا متقابلين، تاركة له أن يقتلها برصاصة في القلب قبل أن يدير مسدسه نحو رأسه.
وتركت ماجدا وراءها مذكرات جاء فيها :أحب زوجي أيضا، لكن حبي لهتلر أقوى، وفي سبيله أنا مستعدة لبذل حياتي. لقد أدركت أنه بخلاف جيلي، ابنة شقيقته، فإنه لا يستطيع أن يحب امرأة، وأن أمانيا كانت حبه الأوحد. لهذا وافقت على الزواج من الدكتور جوبلز لكي أبقى قريبة من الفوهرر.
الرصاص نهاية إلينا...................... نهاية إلينا، زوجة ديكتاتور رومانيا السابق لم تكن بأفضل. لقد اقترنت به أواخر عام 1947 بعد أن زورت تاريخ ميلادها في عقد الزواج وطرحت من عمرها أربع سنوات، لتصبح أصغر من زوجها في حين أنها تكبره، في الحقيقة، بسنتين. كما تخلت عن اسمها السابق "لونيتا" ومعناه الجميلة لأنه اسم شعبي لا يليق بطموحات زوجة القائد. وفي ما بعد، لم يعد اسم إلينا تشاوشيسكو يلفظ إلا مسبوقا بعدة ألقاب مثل "الدكتورة" و"العالمة" و"أُم الشعب"، بحيث إن الصحافة المنافقة، أو المرتعدة، رسمت حول رأس الرفيقة إلينا هالة القداسة. لقد تصورت أن ألقابها الأكاديمية كفيلة بأن تقطع دابر الإشاعات التي لاحقتها عندما كان اسمها "لونيتا" واتهمتها بأنها كانت بائعة هوى، لا أكثر. هكذا بدأ نجمها في الصعود منذ أواخر الستينات باعتبارها رئيسة قسم الكيمياء في المجلس السوفياتي الأعلى للاقتصاد والتنمية في رومانيا.
وكان كل منصب يجر وراءه منصبا: فهي عضو في اللجنة البلدية للعاصمة بوخارست التابعة للحزب الشيوعي، ثم رئيسة للجنة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، وهي لجنة فصلها زوجها من أجلها. وصارت لها اليد الطولى في كل خطط البحث العلمي والتنموي، وصار ظلها يهيمن على كل المعاهد ومراكز الأبحاث في رومانيا. فهي التي تختار المدرسين والباحثين، وهي التي توزع المنح الدراسية. ولم تكن تعرف أنها تعرض نفسها للسخرية ولعداوة العلماء الحقيقيين.
فقد كان المكلفون بكتابة خطاباتها يتعمدون أن يدسوا فيها مصطلحات وهمية، لمجرد الإيقاع بها وكشف جهلها عندما تتفوه بعبارات لا معنى لها. لكن الويل لمن يضبط وهو يسخر منها. فكم من وزير اختفى من المشهد لأنه لم يقدم لها الفروض الكافية للطاعة، وكم من سفير فقد منصبه ولفقت له تهمة كيدية لمجرد غيرة "أُم الشعب" من زوجته الجميلة.
أما هي فقد صدقت الكذبة التي ابتدعتها بنفسها وتقدمت بأطروحة دكتوراه في موضوع كيميائي شديد التعقيد. وتسابق علماء البلد لحضور جلسة المناقشة في الجامعة لكي يروا، بأُم أعينهم، الرفيقة إلينا وهي تدافع عن نظرياتها الوهمية. لكنها لم تفسح لهم مجال الشماتة بها، لأنهم عندما قصدوا الجامعة في الموعد المحدد وجدوا على باب القاعة ورقة تشير إلى أن مناقشة الأُطروحة جرت في اليوم السابق. حلمت إلينا بأن ينال زوجها جائزة نوبل للسلام، ودفعته إلى رعاية التقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيقا لهذا الهدف، وكذلك شجعته على المضي في مبادرات للحد من التسلح النووي. كما سعت للحصول على الجائزة لنفسها من خلال مشاريع عالية الكلفة للأبحاث الطبية تقوم على معالجة السرطان بخلاصة الثوم.
لكن لجنة الجائزة لم تجدها، ولا زوجها، جديرين بها. صعدت زوجة الديكتاتور الروماني إلى مراتب الثراء على مراحل، بالتناسب مع الإمكانيات المتواضعة لبلد يقع في المعسكر الشيوعي. ففي عام 1975 صعدت سيدة رومانيا الأولى، لأول مرة في حياتها، على متن يخت أنيق مجهز بكل ما يلزم. وكان ذلك في خليج العقبة، حين حلت مع زوجها ضيفين على العاهل الأُردني الراحل الملك حسين. وبعد العشاء، وبينما كانت تتمشى مع تشاوشيسكو على رمال الشاطئ، بدأت تنق عليه «أُريد يختا.. ولن أُغادر من دونه». ويبدو أن الفكرة راقت للزعيم الروماني الذي كان عاجزا عن مخالفة أوامر زوجته.
لماذا لا يكون له يخته الخاص الراسي في موانئ البحر الأسود؟
وكيف تكون رومانيا دولة شيوعية كبرى إذا كانت عاجزة عن تلبية أُمنية مثل هذه لقائدها؟
وفي الصباح التالي كان على مترجم الزعيم الضيف أن يقوم بمهمة محرجة تتمثل في إقناع ملك الأُردن بإهداء يخته إلى ضيفيه.
وكان رد الملك أن اليخت هو هدية كان قد قدمها، شخصياً، إلى كريمته الأميرة عالية.
وحسب مؤلفة الكتاب، فإن الأمر كاد ينتهي بقطيعة دبلوماسية بين البلدين لولا التوصل إلى حل وسط: أن يوصي الملك باستقدام يخت من الولايات المتحدة الأميركية لضيفه القائد الشيوعي، وأن يسمى "الصداقة".
وفي العام التالي، وصل إلى اسطنبول تحت حراسة مشددة يخت مشابه ليخت الأميرة عالية، رسا في القاعدة السرية في مانجاليا. راحت طلبات السيدة الأُولى تتواتر وتتفاقم ولم يعد يردعها شيء بحيث إنها صرحت، ذات يوم، بأن رومانيا صارت بفضلها أشهر من برج إيفل، وأنها أهم من ملكة بريطانيا.
لقد تذوقت لذة المنازل الفخمة والبضائع الراقية، وشيدت لنفسها قصرا ذا قبة مذهبة، وتملكها هوس النظافة بحيث كانت تطلب تعقيم كل ما تلمسه يداها، وزودت منازلها العديدة بالكثير من صالات الاغتسال. وعندما كانت تسافر مع زوجها في رحلاته الخارجية، فإن المضيفين كانوا يفعلون ما في وسعهم لإرضاء نهمها. وكانت طلباتها لا تنتهي: لا بد من تجديد محتويات خزانة ثيابها، ولا بد من شراء سيارة سباق جديدة للأولاد. ولم تكن إلينا تخجل من أن تطلب ذلك من مسؤولي البروتوكول مباشرة، في فرنسا أو في ألمانيا، فقد كانت قد أقرت الالتزام بقاعدة مفادها ألا تلبس إلا الثياب الفرنسية، وألا تركب إلا السيارات الألمانية. ويذكر الجنرال إيان باسيبا، المستشار الخاص للزعيم والمسؤول عن الأمن، أنه سمعها تقول لزوجها «هل رأيت كيف أنك بمجرد أن تلفظت بكلمة سيارة، عرضا، أمام الألمان، انهالت علينا السيارات؟».
وهي كانت بدورها توزع الهدايا على المقربين منها، لأهداف في نفسها، فقد منحت الوزير جورج بانا، وهو مناضل ريفي ارتكب هفوة لم ترق لها، منزلا في أرقى ضواحي بوخارست، غير أن الحجرات كلها كانت مزروعة، مسبقا، بأجهزة التنصت.
ولم تكن تلك عادة غريبة من امرأة تجسست على زوجها نفسه وضربت حوله ستارا يبعد عنه كل الشابات الجميلات. وبلغ بها الأمر أن تجسست على ابنتها زويا، عندما بلغت سن الشباب. ولما أخبرها جواسيسها بأن البنت تحب صحافيا شابا يعمل في مجلة «لومينا» المتخصصة في السياسات العالمية، وبعد أن أجرت تحرياتها عنه أبعدته عن ابنتها لأنه من أصل متواضع ووالداه لا يحملان شهادات مرموقة. ولم تقتصر اهتمامات الزعيمة على مواطنيها، بل تعدتهم إلى الشأن العالمي. ويذكر مسؤول أمني سابق أنها طلبت إعداد ملفات عن شخصيات مثل رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي، ورئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير، على أمل أن تتمكن من منافستهما.
كما أنها كانت تحمل عدوانية خاصة ضد زوجة الرئيس الأميركي جيمي كارتر، بسبب حكاية تتعلق بمعطف من الفرو. فقد كان كارتر متشددا في بعض القضايا المبدئية. وهو رفض أن تمنح جامعة واشنطن الدكتوراه الفخرية إلى العالمة الرومانية الكبيرة إلينا تشاوشيسكو. وردت «الرفيقة» على الرفض بتصريح ساخر من كارتر، صاحب مزارع الفول السوداني السابق، بأن أطلقت عليه تسمية «مستر بينت». وكان من نتيجة ذلك أن دخلت العلاقات بين البلدين في فترة من الجمود. ثم عادت إلينا وركزت هجومها على زوجة كارتر، فقد كانت قد طلبت منها، كعادتها في إحدى الزيارات، عددا من معاطف «الفيزون»، لكنها تلقت بدلا منها، على سبيل الهدية، كتاب الرئيس الأميركي المعنون «لماذا ليس الأفضل؟»، ومجلدا لصور رومانيا كما التقطتها الأقمار الصناعية الأميركية. ولم تتورع إلينا عن التشنيع بروزالين كارتر، قائلة إنها لا تفقه ما هو «الفيزون»، ولم تكن تتوقع منها هدية سوى سلة من الفول السوداني. كل تلك السطوة انتهت برصاصات قضت على إلينا ونيكولاي تشاوشيسكو، بعد انقلاب الشعب الروماني على حكمه في العشر الأواخر من ديسمبر (كانون الأول) 1989. لقد دخلا يدا بيد إلى غرفة تمت فيها محاكمتهما بشكل وجيز أمام "أولاد عاقين".
وكانت "أُم الشعب" تخفف عن زوجها بالقول "إنهم لا يستحقونك"................................... بوكاسا وجيسكار ليست كل زوجة لديكتاتور مستعدة للمضي معه حتى الموت. لقد طارت كاثرين بوكاسا، الزوجة الرسمية من بين عشرات المحظيات، إلى باريس لتحل في ضيافة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، بينما كان زوجها، حاكم جمهورية أفريقيا الوسطى، يتلقى خبر الانقلاب عليه وهو يحل ضيفا على العقيد الليبي معمر القذافي، عام 1979. هل كانت هناك مغامرة عاطفية بين مدام بوكاسا ومسيو جيسكار؟ هذا ما أشار إليه الكتاب ونقل عن أندريه لومينيان، أحد مستشاري زوجها، أن كاثرين كانت تتعمد إثارة غيرة بوكاسا بالقول إنها رضخت لغواية الرئيس الفرنسي الذي طاردها بالهدايا والنقود. هل كانت تنقصها النقود بعد فضيحة أحجار الماس التي قدمها زوجها إلى الرئيس الفرنسي وزوجته؟ وتنقل المؤلفة عن عمر، سائق العائلة، قوله إن كاثرين أقسمت أمامه بأنه لا شيء بينها وبين جيسكار، لكن بوكاسا كان دائم الشكوى، وهو في منفاه في ساحل العاج، من وجود كاثرين في باريس، حيث تعيش مع جيسكار، الرجل الذي كان مجرد ذكر اسمه يخرج سيده من طوره. لقد هربت زوجة الإمبراطور بوكاسا الأول، محملة بحقائب من العملة الورقية والمجوهرات، وفوقها صولجان الإمبراطورية والتاجان المرصعان بأكوام من الأحجار الكريمة. واستقدمت لتفكيكها خبيرا يعمل لدى الصائغ الشهير «آرتوس بيرتران»، وباعتها بالمفرد، مثلما باعت الأثاث الثمين الذي كان موزعا في عدة قصور اشتراها زوجها في فرنسا. ولا عزاء للسيدات خارج قصور الحكم .


ليست هناك تعليقات: