السبت، 14 مايو 2011

السعادة وتقلباتها من المراهقة حتى الشيخوخة


الكبار في السنّ لا يستعيدون روح يفاعتهم. 
فهم بكلّ بساطة تعلموا كيفية الاكتفاء بنصيبهم.


تتّبع السعادة خطًّا على شكل الحرف الإنكليزي يو U في خلال حياة الإنسان, بحسب ما جاء في بحث يظهر أن متوسطي العمر هم الأقل سعادة. وفقًا لصحيفة التلغراف، يبدأ الشعور بالرضى بالتراجع في أواخر عشرينيّات الفرد ويدوم حتّى ما بعد عمر الخمسين بأشواط، بحسب ما جاء على لسان برت فان لندغم, عالم اقتصاد في جامعة ماستريخت في بلجيكا. 
ففي حين يكون اليافعون في السنّ مرتاحي البال ويضجّون بالأمل في المستقبل وفي حين تقبّل الأفراد ما فوق الخمسينيّات اختبارات الحياة, يشير البحث إلى أنّ كل من هم متوسطّي العمر تثقلهم المطالب الملقاة على عاتقهم.
وجاء في الدراسة أنّ "الانخفاض البالغ للسعادة في خلال حياة متوسّطي العمر يعود إلى فكرة البطالة أو خسارة أحد أفراد العائلة". كما جاءت الاستنتاجات في دراسة حول كيفيّة إدراك الرفاه في حياة الناس. 
لا بدّ من الإشارة إلى أنّ فان لندغم البالغ من العمر 29 عامًا سيقدّم دراسته في المؤتمر السنوي لجماعة الاقتصاد الملكيّ في جامعة لندن في بحر هذا الأسبوع. وبينما يقول إنّ السعادة تعود مع التقّدم في العمر، إلا أنّه حذّر من أن الكبار في السنّ لا يستعيدون روح يفاعتهم. فهم بكلّ بساطة تعلموا كيفية الاكتفاء بنصيبهم. في هذا السياق، أضاف لندغم أن "خط السعادة المنحني على شكل الحرف الإنكليزي يو U لا يدل بالضرورة على أنّ الفرد البالغ 65 عامًا يفضّل حياته على حياة البالغ 25 ربيعًا. إلا أن كلاهما يتّفقان على أنّه محبّذ أن يبلغ الفرد 25 ربيعًا على أن يبلغ 65 عامًا.
إلا أنّ الفرد البالغ من العمر 65 عامًا هو أكثر اكتفاءًا ذلك أنّه تعلم كيفيّة الاكتفاء بما لديه". من جهته، يقول لندغم أنّ الدراسات حول العالم أظهرت أنّ السعادة معرضة للانخفاض في متوسّط الحياة وأنّ ذلك ليس بالظاهرة المختصّة بالعالم الغربيّ وحسب.
وفي الشهر الماضي، قال البروفسور المخضرم في علوم الحياة في جامعة "يونيفرسيتي كولدج لندن"، لويس ولبرت، إنّ السعادة قد تبلغ أوجها في عمر الثمانين. وفي كتابه "تبدو بحال خلاّبة"، قال البروفسور ولبرت إنّ معظم الناس يكونون "سعيدين باعتدال" في أيام المراهقة وفي العشرينيّات ولكنّ السعادة تتراجع حتّى أوائل العمر المتوسّط حين يحاول الأفراد إعالة عائلتهم وإنجاز سيرة مهنيّة محترمة. وأضاف: "يميل الناس إلى أن يكونوا أكثر ابتهاجًا وتفاؤلًا ابتداءًا من منتصف الأربعينيّات, وربّما يبلغون الأوج في أواخر السبعينيّات والثمانينيّات".
ويشير إلى أنّ التقليل من المسؤوليات في العمر المتوسّط والنضوج والتركيز المتزايد على الأمور التي نتمتّع بها هي عوامل تسهم في إبراز هذه الميول. ففي عصرنا هذا، يتمتّع الكبار في السنّ بصحة وفرص أحسن من تلك التي كانت الأجيال السابقة تتمتّع بها علمًا أنّ البحث أشار إلى أنّ معرفتنا للغّة وقدرتنا على اتّخاذ القرارات والتركيز على أقسام الحياة والنشاطات التي نستسيغها والتخفيف من تلك التي لا نستسيغها، كلّها أمور تتزايد مع العمر. وأخيرًا، تعني شيخوخة السكّان ازدياد عدد متوسّطي العمر الذين يتخبّطون بمسؤوليات تربية الأطفال والعناية بذويهم الكبار..



ليست هناك تعليقات: