"ألمـظ و سـي عـبده"
يتناول العمل السيرة الذاتية لـ ألمظ وعبده الحامولي،
وذلك من خلال تسليط الضوء على تاريخهما الفني والغنائي،
الذي كان بمثابة أيقونة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
ألمظ وعبده الحامولي.. أشهر مطربان في القرن التاسع عشر
.
ألمظ وعبده الحامولي فيلم مصري أنتج للسينما بالألوان عام 1962.
تتحول (ألمظ) من عاملة بسيطة إلى واحدة من ألمع كواكب الغناء في عهد الخديوي إسماعيل، يشجعها المطرب الكبير (عبده الحامولي) ويقدمها إلى الأوساط الراقية، فيريد الخديوي أن يحتفظ بها لنفسه، تقبل ألمظ أن تمنحه صوتها من دون جسدها، فيوافق الخديوي أن تتزوج من عبده الحامولي.
يمنعها عبده الحامولي من الغناء بعد الزواج؛ فتحدث مشاكل بين القصر والمغنيين جميعا بشكل عام، مما يؤدي إلى انضمامهما إلى الحركة الشعبية الثورية التي بدأت تقوى في ذلك الوقت، وينتهي الحال بمواجهة نهائية مع الخديوي والقصر.
فيلم ألمظ وعبدو الحمولي كامل
ألمظ وعبده الحامولي.. أشهر مطربان في القرن التاسع عشر
ولدت “ألمظ” في الإسكندرية 1860 وماتت وهي في عمر 36 عاما في 1896، اسمها الحقيقي “سكينة” وكانت أشهر مغنية مصرية في القرن التاسع عشر.
في كتابه (فيض الخاطر) يقول “أحمد أمين”: “من عبده؟ ومن ألمظ؟ ولماذا كان لهما هذا الصوت الجميل والفن البديع؟ الله يعلم أين يضع سره من غير قانون معروف، ولا نظام مألوف، فعبده فتى من عامة الناس، وأبوه من سواد الناس، لم تعلمه مدرسة ولم يهذبه كتاب، ولم يتلق دروسا في “النوتة” والعود والكمان.
ولم يعرف أبوه بفن ولا صوت، ولكن الله منح عبده صوتا رخيما، آية في الجمال، لفت إليه الأنظار. أما ألمظ فهي فتاة فقيرة يضطرها فقرها أن تشتغل “فاعلة” مونة الجير والتراب في “قصعة” لتناولها للبنائين، ثم تلهمها نفسها وحسها أن تغني للعمال فيسمعوا منها صوتا بديعا يخفف عنائهم ويزيد نشاطهم، ويشاء القدر أن تسمع صوتها وهي تغني “عالمة” من أكبر عوالم مصر اسمها “الست ساكنة” كانت تقطن حي السيدة سكينة بالقاهرة، فتأخذها وتربيها تربية فنية، فتتفوق “ألمظ” على معلمتها، ويكون منها أكبر “عالمة” أي مطربة وفنانة بلغة ذلك العصر، فسبحان ربي القدير يهب ما يشاء لمن يشاء.
بدأت القصة بين”ألمظ” و”عبده الحامولي” بالمنافسة، حيث كانت “ألمظ” تغني أغنية فيرد عليها “عبده الحامولي” بأغنية أخرى، ومن ذلك أن غنت ألمظ أغنية تقول فيها، وكان كلامها موجها إلى الحامولي:
حرم “عبده الحامولى” على زوجته “ألماظ” أن تغنى لتطرب أيا كان.
أقام مرة الخديوى إسماعيل حفلة سمر دعا إليها بعض الأمراء وأرسل إلى “عبده الحامولى” يأمره بأن يرسل زوجته لتغنى وتطرب المدعوين، وكان أمر إسماعيل لا يدفع ولا يرد، وجاء الرسول والجند يبلغون عبده أمر ولى النعم ولكنه أجابهم “ أبلغوا أفندينا أن عبده مستعد لأن يحضر ويغنى ثمان ليال دون أن يغمض له جفن، ولكن زوجته لا تغنى أمام أي كان ولو كان أفندينا المعظم”.
حاولت “ألمظ” أن تثني زوجها عن قراره في إبعادها عن ساحة الغناء وكانت تتوسل إليه ولكنه بقي متمسكاً بقراره، حتى عندما أطلق بعض حساده شائعة تقول إنه تزوج “ألمظ”وأبعدها عن الغناء غيرة منها ومن شهرتها ولكن الأمر لم يكن كذلك فقد كان يغار عليها لا منها، وكانت “ألمظ” تثق بذلك فنفذت رغبته بحب وبمنتهى الرضا.
اكتفت “ألمظ” بأن تتحول إلى سميعة لزوجها وكان يصطحبها إلى حفلات الأسر الصديقة فتجلس بين المستمعين له ولا يسمح لها تحت أي ظرف أن تغني، وانقطعت “ألمظ” تماماً للقراءة وجودت في أدائها بحيث أصبح صوتها الساحر أحلى الأصوات المرتلة للقرآن الكريم.
ووصل صيت “ألمظ” المطربة التي تحولت إلى مقرئة إلى الخديوي إسماعيل فرغب في سماعها مطربة أولاً ثم مقرئة، وأرسل وراءها ووراء زوجها الرسل من حاشيته يبدون له رغبة ولي النعم فثار “عبده الحامولي” في وجوههم ورفض أن تدخل زوجته القصر مطربة أو مقرئة وكانت نتيجة هذه الثورة غضبة شديدة من الخديوي إسماعيل، أوشكت أن تعصف به ومكانته في دنيا الطرب، وقد انتوى الخديوي أن يبطش به ونجح أصدقاءه ومحبوه في بلاط الخديوي في تخفيف غضب الخديوي إسماعيل فغفر له وهو يقهقه ضاحكاً من الفلاح الذي يرفض أن تدخل زوجته قصر الخديوي.
كان “عبده الحامولي” حريصاً على أن تسمع ألمظ أدواره الجديدة قبل أن يسمعها الناس وكان يطلب رأيها وقد كانت أبداً صاحبة الرأي النافذ والمشورة السديدة.
وكان عبده ينفذ آراءها في أغانيه دون تردد وقبل أن ترحل عن عالمها، شب بينهما خلاف عارض كاد يعصف بحياتهما رغم كل هذا العشق الذي جعل منهما أشهر زوجين في ساحة الطرب لولا أن “ألمظ” كانت سباقة إلى التسامح والمغفرة فقد كانت ترى في حبها ل”عبده الحامولي” قمة العطاء والتفاني.
“عبده الحامولي”..
ولد “عبده الحامولي” بالقاهرة عام 1836 في قرية الحامول بمحافظة كفر الشيخ بمصر.
حفظ الكثير من تراث الموسيقى العربية من الموشحات والقدود الحلبية التي بدأ بغنائها، وكان نجما دائما في حفلات مقهى عثمان أغا بحديقة الأزبكية بالقاهرة، حيث عمل مع المعلم “شعبان” أحد حفظة الموشحات وتلقى عنه الكثير منها.
كما انضم إلى فرقة “أبو خليل القباني” المسرحية ثم كون فرقته الخاصة. وبدأ بتنقيح التراث وتثبيت أشكاله وإضافة إبداعات جديدة إليه، ساعده في ذلك إمكانياته الصوتية الهائلة، إلى أن تولى الشيخ “محمد عبد الرحيم المسلوب” و”محمد عثمان” مهمة تلحين الدور فاستقر على ما أصبح عليه حتى مقدم “سيد درويش” في أوائل القرن العشرين.
كون “عبده الحامولي” مع ملحن الأدوار الفذ “محمد عثمان” ثروة هائلة من الأدوار التقليدية مازالت تسمع لليوم، وبفضلهما تطور قالب الدور العربي القديم إلى القالب الأساسي الذي بنى عليه “سيد درويش” أدواره العشرة الشهيرة.
غير أن “سيد درويش” أضاف إلى الدور إمكانيات وأشكال جديدة كما أضاف إليه البعد التعبيري.
ويرجع إلى “الحامولي” و”محمد عثمان” فضل تمصير الغناء أي أداء المقامات التركية على درجات المقامات المصرية التي تلقى قبولا أكبر لدى المستمع العربي..
استخدم “الحامولي” مقامات موسيقية جديدة لم تكن معروفة في مصر قبله منها الحجاز كار، النهاوند، الكرد، العجم، قام “عبده الحامولي” بتلحين الشعر العربي القديم، وتعرف إلى العديد من شعراء عصره ومثقفيه مثل “محمود سامي البارودي”، “إسماعيل صبري باشا”، و”الشيخ عبد الرحمن قراعة”، و”عائشة التيمورية”، وكان يطلب منهم الكتابة له.
لحن “الحامولي” القصيدة التقليدية مثل “أراك عصي الدمع” ل”أبي فراس الحمداني” لكنه اشتهر بأداء الأدوار.
أعجب بصوته “الخديوي إسماعيل” واصطحبه للغناء في الآستانة (استانبول) عاصمة الدولة العثمانية، فانتهز الفرصة للتعرف أكثر على الموسيقى التركية ومقاماتها وأشكالها. كما سافر إلى البلاد العربية فتعلم نغمات استخدمها في أدواره الجديدة فأضاف لها مذاقا جديدا.
وعلى غير ما توقع فإن النغمات المصرية التي مزجها بها جعلت أدواره ذات مذاق جديد على الأتراك أيضا فراجت في تركيا كما في مصر.
... حكــايتى مع الزمــان ...
فيلم ليلة الزفــاف
فيلم المتسـول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق