الاثنين، 31 مايو 2021

هل المناقشات حول "الإبادة الجماعية" في إقليم تيغراي الإثيوبي حرف للإنتباه؟

 

هل المناقشات حول "الإبادة الجماعية"
 في إقليــم تيغــراي الإثيــوبي حــرف للإنتبــــاه؟



أثار بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الجدل مؤخراً عندما قال إن عملية إبادة جماعية تُرتكب في إقليم تيغراي الواقع في شمالي إثيوبيا.
وأوضح صاحب القداسة أبونا ماتياس، وهو نفسه من أبناء تيغراي، أنه منذ اندلاع النزاع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير شعب تيغراي "كان فمه مغلقاً وغير قادر على التحدث بسبب الخوف".
ولاقت التصريحات العاطفية لماتياس صدى لدى العديد من سكان تيغراي الذين أصيبوا بصدمة شديدة بسبب العنف في منطقتهم. وقد نزح أكثر من مليوني شخص بسبب الصراع.
وقد اتحد التيغراي في الشتات للقيام بحملة ضد ما يصرون على أنها إبادة جماعية من خلال الاحتجاجات في العواصم في جميع أنحاء العالم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حقائق ومعلومات أساسية عن أثيوبيا
الجيش الإثيوبي يعتقل مراسل بي بي سي في تيغراي
مراهقة من تيغراي: فقدت يدي عندما حاول جندي اغتصابي
وترفض الحكومة الإثيوبية التقارير عن الفظائع الجماعية باعتبارها مبالغات ذات دوافع سياسية. و نأى السينودس الأرثوذكسي (مجلس الأساقفة) بنفسه عن بيان البطريرك، وذلك في تعارض مع التسلسل الهرمي التقليدي للكنيسة الإثيوبية.
وتعد الإبادة الجماعية، في اللغة الشعبية، جريمة الجرائم وهي أسوأ الجرائم الموجودة في الكتب، وهي تثير غضبا خاصاً. ويدعو النشطاء ضد الإبادة الجماعية إلى ردود دولية استثنائية، بما في ذلك التدخل العسكري، لوقفها.
واخترع ذلك المصطلح رافائيل ليمكين، وهو محام بولندي من أصول يهودية، لوصف الجرائم الفظيعة الفريدة من نوعها التي ارتكبها النازيون ضد شعوب بأكملها.
وقد حاز المصطلح على مكانة خاصة في كتب القانون الدولي عندما قامت الأمم المتحدة بإضفاء الطابع الرسمي على اتفاقية الإبادة الجماعية في عام 1948.
خطــاب كراهيـــة
وفي محاكمات مسؤولين نازيين رفيعي المستوى في نورمبرغ، وجه المدعون اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تُعرّف بأنها انتهاكات واسعة النطاق ومنهجية ترتكب من قبل دولة أو كيان يشبه الدولة.
وتعد الإبادة الجماعية نوعاً مختلفاً من الجرائم تحددها نية الجاني في: "التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بصفتها تلك".
وأعربت بعض وسائل الإعلام الإثيوبية عن العداء العرقي تجاه التيغراي مع استخدام لغة مهينة بشكل عشوائي لتشويه سمعة جميع أبناء التيغراي بالأفعال السيئة المزعومة لجبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت في السلطة على المستوى الفيدرالي لأكثر من 25 عاما والتي دخلت في خلاف مرير مع رئيس الوزراء أبي أحمد بعد أن تولى منصبه في عام 2018 ، مما أدى إلى انتقال الصراع إلى معقلها في تيغراي.
وتُستخدم الكلمات لاإنسانية مثل "ضباع النهار" و"الآخرين غير المألوفين" لإثارة الكراهية.
وهناك تقارير عن عمليات تطهير انتقائية ضد أبناء التيغراي في المؤسسات الحكومية وفرض قيود على سفرهم وأعمالهم وإقامتهم.
وتلك الانتهاكات ليست في حد ذاتها شنيعة مثل القتل أو الاغتصاب أو التجويع لكنها ستكون مهمة لبناء قضية للإبادة الجماعية.
زعيم إثيوبي سابق أدين بارتكاب إبادة جماعية
والاحتمال الآخر هو محاكمة إثيوبي يحمل جنسية دولة أخرى، ربما بسبب تصريحات في وسائل الإعلام يمكن اعتبارها تحريضا أو قد تكون هناك مذكرة توقيف صادرة عن قاضٍ من دولة ذات اختصاص قضائي عالمي مثل فرنسا أو بلجيكا.
وقد سبق أن قامت إثيوبيا نفسها بعقد محاكمة بسبب الإبادة الجماعية. ويحظر قانون العقوبات الخاص بها لعام 1957 الإبادة الجماعية مع اختلاف مهم أنه يشمل "الجماعات السياسية" من بين المجموعات المحمية.








ليست هناك تعليقات: