الأربعاء، 17 فبراير 2021

كشف الستار عن ما حدث للأمة الاسلامية في عهد عثمان بن عفان..فيديو

 

.. من تمارض مَرِض ومن تفاقر افتقر.. 
ومن تذلل ذُل ومن تهاون هان ومن اعتز عُز 
ومن استحصن حُصن .. ومن استعصم عُصم.
... فأنت حصيلة نفســك ...
ما حدث للأمة الاسلامية في عهد عثمان بن عفان ! 
محمود سعد .. يستعين بالحكمـــة في كشف الستار والجـــدل
 عن ما حدث للأمة الاسلامية في عهد عثمان بن عفان .


فتنة مقتل عثمان أو الفتنة الكبرى وتُعرف كذلك بـالفتنة الأولى هي مجموعة من القلاقل والاضطرابات والنزاعات أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ، ثم تسببت في حدوث نزاعات وحروب طوال خلافة علي بن أبي طالب. 
وكانت المعارضة تشتد في الولايات وتصل أصداؤها إلى المدينة، وتشتد في المدينة فيصل أصداؤها إلى الولايات البعيدة فتزداد جرأة، حتى كتب أصحاب الرسول المقيمين في المدينة إلى أصحابهم خارج المدينة بالقدوم إليها لتصحيح ما اعوج من أمور الخلافة.
 فتكاثر الناس واجتمعوا في المدينة سنة 34 هـ، ولاموا عثمان على سياسته، ثم كلفوا الإمام علي بن أبي طالب أن يدخل على عثمان فيكلمه. 
فدخل عليه وقال له بعد أن مدحه كلاماً منه: "تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل، هُدي وهَدى، فأقام سنة معلومة، وأمات بدعة متروكة، فوالله إنَّ كُلّاً لبَيِّن، وإن السنن لقائمة لها أعلام، وإن البدع لقائمة لها أعلام، وان شر الناس عند الله إمام جائر، ضَلَّ وضُلَّ به، فأمات سنة معلومة، وأحيا بدعةً متروكة". 
 خطب بعد هذه المقابلة عثمان في الناس ينذرهم ويحذرهم ثم ذهب إلى بعض من اللين، ولكنه بقى على موقفه، ورغم أن علي بن أبي طالب لم يكن راضياً على ما كان يفعله عثمان، إلا أنه وضع في ذلك اليوم ولديه الحسن والحسين أمام بيت عثمان ليقوموا بحمايته.
 أرسل بعدها عثمان يطلب قدوم معاوية وعبد الله بن أبي سرح وعبد الله بن عامر وسعيد بن العاص إلى المدينة للاجتماع بهم. 
 فاستشارهم عثمان عند قدومهم في كيفية التعامل مع المعارضة، فأشار له معاوية بأن يترك التعامل مع المعارضة على عاتق العمال (حكام الأقاليم) وأشار له سعيد بقتل قادة المعارضة وأشار له عبد الله بن أبي سرح بأن يرشوهم من المال ليسكتوا، وأشار إليه عبد الله بن عامر أن يشغل المسلمين في الحرب والفتوحات الإسلامية. 
فعمل عثمان براي عبد الله بن عامر. 
 وما إن دخل عام 35 هـ ثار أهل الكوفة على حاكمهم سعيد (كما ذكرنا) وطلبوا أن يولى عليهم أبو موسى الاشعري. وظهر للناس بأن الثورة هي الطريق الوحيد لتنفيذ مطالبهم.



ولم يكن للمصريين حل سوى أن يرسلوا وفداً إلى المدينة يطلبون فيه من عثمان كف عماله عن التسلط على رقاب المسلمين ومُقدّراتهم. فخرجوا ب 35 وفداً ضخماً في رجب من عام 35هـ يظهرون أنهم يريدون العمرة. فأرسل لهم عثمان جماعة من المهاجرين والأنصار على رأسهم علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري ليلتقوا بهم في قريةٍ خارج المدينة. فخرج لهم علي ومن معه فوعدهم على لسان عثمان أن ينفذ مطالبهم، وقدم وفد منهم إلى عثمان في داخل المدينة، فخطب بهم وأثنى عليهم وأعطى التوبة واستغفر الله، وبكى وبكى الناس ورضوا بما قطعه عثمان على نفسه من عهود. وغادر وفد المصريين المدينة عائدين إلى ديارهم. 
 وما إن عادت وفود المصريين إلى مصر حتى تلقاهم عبد الله بن أبي سرح بعد أن عرف بأمرهم، فضرب رجلا منهم فقتله (كما قدمنا) ومرت الأيام بدون أن يعزل عبد الله بن أبي سرح فتواعد المصريون مع أهل الكوفة والبصرة للقدوم إلى المدينة بعد أن استيأسوا من وفاء الخليفة بعهوده. 
فتحركوا في شوال من نفس السنة صوب المدينة. وما إن وصلت وفود المعارضين إلى ضواحي المدينة، طلب عثمان من علي أن يخرج لهم فأبى، وأبى كذلك محمد بن مسلمة وقال: لا أكذب الله في السنة مرتين. 
 وانتهى الأمر بعزل ابن أبي سرح، وتولية محمد بن أبي بكر، فأرسله إلى مصر، ومعه جمع من الصحابة، وعندما كان محمد بن أبي بكر ومن معه في الطريق إلى مصر.
 فأزعجهم رجل يركب بعيراً فأوقفوه بعد أن شكُّوا فيه، وظهر أنه مبعوث من عثمان إلى والي مصر، ويحمل معه كتاباً له، ففتحوا الكتاب المختوم، وفي الكتاب أمراً من الخليفة إلى عبد الله بن أبي سرح يدعوه فيه إلى قتل المعارضين الذين قدموا إلى المدينة، وقيل ان حامل الرسالة هذه هو أبو الأعور السلمي.
 فأرسل المصريون إلى أهل العراق الذين تفرقوا عنهم يرجعوهم إلى المدينة، ودخلوا المدينة بسرعة حتى فاجئوا من فيها، فذهبوا إلى عثمان وقالوا له: هل هذا غلامك (يقصدون حامل الكتاب)؟ فقال: نعم إنه غلامي انطلق بغير علمي. قالوا: هل هذا جملك؟ قال: أخذه من الدار بغير أمري. قالوا: هل هذا خاتمك؟ فقال: نقش عليه. 
فقالوا له إن لم تكتب أنت الكتاب فسلمنا من كتبه. 
 وهنا ارتفعت مطالب المعارضين الذين تحولوا إلى ثوار فطالبوا بأن يعزل عثمان نفسه، وأن يولي كبارُ صحابة المسلمين خليفةً جديداً بدلاً عنه. 
فرفض عثمان ذلك، وما كان من الثوار إلا الاعتصام في المدينة حتى تنفذ مطالبهم، وكانوا خلال ذلك لا يضايقون عثمان وكانوا يصلون وراءه. حتى كتب عثمان إلى عماله كتاباً يدعوهم فيه إلى إرسال مقاتلين حتى ينصروه على الثوار، فعلم الثوار بأمر الكتاب، فبدأ الحصار، وتغيرت معه سيرتهم مع عثمان. 
فخرج عثمان على المنبر يلعن الثوار، فتشاجر القوم بالأيدي، حتى ضُرِب عثمان، فسقط مغشياً عليه، وحمل إلى بيته، وضرب الثوار حصاراً على بيته ومنعوه من الخروج منه. 
 ثم أخذت الأمور تصل إلى حدتها بالتأزم عندما قُتل أحد الثوار وهو "نيار بن عياض الأسلمي" عندما رمى أحدُ المحاصَرين من داخل دار عثمان سهماً نحوه. 
فقالوا لعثمان عند ذلك: ادفع إلينا قاتل نيار بن عياض فلنقتله به، فقال: لم أكن لأقتل رجلاً نصرني وأنتم تريدون قتلي. 
حتى بلغ الأمر ذروته فاقتحم الثائرون الدار، وتشابكوا مع أهله، فأصابوا عبد الله بن الزبير بجراحات كثيرة، وصُرع مروان بن الحكم حتى اعتقدوا أنه مات، ودخلوا على عثمان فقتلوه. في يوم الجمعة 18 من ذي الحجة سنة 35هـ، ودفن بـالبقيع.
عبقــرية عثمان - العقــــاد - كتاب مسموع

 


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

..

ليست هناك تعليقات: