قصة رسامة كرواتيا ولوحتها لجارة القمر "فيروز"
لم يعرف الكثيرون، أن جارة القمر الفنانة القديرة السيدة "فيروز"، تعشق الفن التشكيلي، وبالأخص فن الرسم، فقد انتشرت لقطة فوتوغرافية للقاء فيروز بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك لتقلد ماكرون لها بوسام ”جوقة الشرف“ الفرنسي، الذي أنشأه نابليون بونابرت عام 1802، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، بينما أهدت السيدة فيروز الرئيس الفرنسي لوحة فنیة، عبارة عن مجسم من خشب الأرز محفور عليه اسم ماكرون.
وظهر بخلفية اللقطة، لوحة فنية للسيدة فيروز مرسومة بألوان زيتية وبثلاث إطلالات مختلفة، ولان لوحة فيروز كانت طاغية الحضور فى تلك اللقطة، واهتمت السوشيال الميديا بالبحث عن اسم الفنان أو الفنانة التي رسم اللوحة .
وقد أعلنت صفحة معجبي فيروز، عن أن اللوحة رسمتها الفنانة الكرواتية "جوستيا سيسي توماسيو سرسق" عام 1980، بعد 5 سنوات على اندلاع الحرب الأهلية ببيروت.
وقد أهدتها للفنانة فيروز، كما أشاروا إلى أن تلك اللوحة لم تكن الأولى لفيروز بريشة جوستيا، إذ سبق ورسمت اللوحة نفسها عام 1969 بالفحم، ثم رسمتها بعد 11 عاماً بالألوان، ولم تغير فيروز مكانها بمنزلها منذ نحو 3 عقود.
كما نشرت الصفحة العديد من اللقطات، تؤكد وجود اللوحة بمنزل فيروز، كجزء من الديكور الثابت.
وعن الفنانة "جوستيا"، فهي فنانة كرواتية الأصل، ولدت جوستيا في مدينة سبليت بكرواتيا، لأب يعمل في السلك الدبلوماسي اليوغوسلافي، تنقلت كثيراً في طفولتها وشبابها، بسبب عمل والدها، إذ أمضت 4 سنوات في إيطاليا، ثم 5 سنوات في النمسا، والتحقت بمدرسة الفنون في بلجراد، لكنها تابعت تعليمها في أنقرة لمدة 4 سنوات، بعد ذلك انتقل والداها إلى إيران لمدة 5 سنوات، قبل أن يستقر بهما الحال في مصر العام 1945، وكانت تعمل فى إحدى الوظائف بوزارة الإعلام المصري، فهى تجيد العديد من اللغات الأجنبية.
ويتخطى إنتاجها الفنى الـ800 صورة شخصية، من بينها العديد من المشاهير، وليس فيروز فقط، إذ كانت تتخصص في رسم الوجوه، كانت تحب رسم العيون، فكانت غالباً ما تُبرزها دون غيرها من تفاصيل الوجه، لذا كان بإعجابها بعيون "فيروز"، واشتهرت الفنانة بلقب "عاشقة العيون".
تزوجت الفنانة الكرواتية جوستيا من حبيب سرسق في القاهرة، ثم انتقل الزوجان للعيش في لبنان عام 1965، وذلك بعد تأميم جمال عبد الناصر قصر الجزيرة مقر إقامتهم 1962، وتوفيت العام 2015 عن عمر يناهز 92 عاماً.
زوجها حبيب سرسق، هو شقيق كل من "نقولا وإبراهيم سرسق" أسرة لبنانية أرثوذكسية من العائلات الارستقراطية السبعة التي كانت تحكم لبنان، تمكنت العائلة من تأسيس نفوذها وثروتها في عهد الدولة العثمانية، من خلال التجارة والاستيراد والتصدير وامتلاك العقارات .
وعائلة "سرسق"، هم ملاك أهم متحف للفن التشكيلى الحديث بالعاصمة بيروت "متحف سرسق" والذي تم تدميره بالكامل بمقتنياته أثناء انفجار بيروت الشهر الماضى، والتي قد أعلنت قاعة المزاد العالمية "كريستز- دبي" أن مزاد أكتوبر القادم 2020 سوف يخصص نسبة منه لصالح ترميم المتحف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق