قصة اليوم خمر وغدًا أمر
ذاكرة العرب مليئة بالكثير من الأمثال العربية القديمة ،
ومثلنا اليوم يضرب عند انشغال الشخص بعمل شيئًا ما وانهماكه الشديد فيه
حتى وأن جاءه أمرًا أخر أشد أهميه فلا يعطيه الاهتمام حتى يكمل ما هو يقوم بفعله .
وقائل هذا المثل هو الشاعر الجاهلى أمرؤ القيس ، كان أمرؤ القيس من قبيلة يمنيه اسمها قبيلة كندة ، وكان أباه هو الملك حُجرا ، قد طرده أباه وأقسم بألا يقيم معه ، فذهب أمرؤ القيس وهام بوجهه فى أحياء العرب هو ورفاقه ، فكان إذ صادفه صيد ذبحه وأكله هو ومن معه ، وعند الانتهاء من الصيد وأكله كان يشرب الخمر مع رفاقه حتى أتاه خبر مقتل أبيه.
وكان والده قد أوصى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ، أن يعطى الملك من بعده لمن يأخذ خبر موته دون أن يجزع ، ولما سمع أبناؤه خبر قتل أبيهم ،جزعوا جميعًا إلا أمرؤ القيس ، فقد كان فى مجلس مع رفاقه يلعب النرد ويشرب الخمر ، وعندما قيل له خبر وفاة أبيه لم يهتم لما قيل وأكمل لعبه وطلب من رفيقه أن يرمي النرد ، فلما لعب قال له ما كنت لأفسد عليك لعبك ، ثم نظر إلى الناعي وقال : ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا ، لا صحو اليوم ولا سُكر غدًا ، اليوم خمر وغدًا أمر
.
وأخذ أمرؤ القيس يشرب الخمر كثيرًا حتى فاق وأخذ على نفسه عهدًا ألا يأكل ولا يشرب خمرًا ولا يقرب من النساء حتى يثأر لأبيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق