غضب النساء المكسيكيات
يقض مضجع ساكن القصر الرئاسي
يقض مضجع ساكن القصر الرئاسي
شهدت العاصمة المكسيكية مظاهرة واسعة، قامت خلالها مئات النساء الغاضبات بمسيرة أمام أبواب القصر الرئاسي لمطالبة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بوضع حدّ للعنف ضد النساء على خلفية مقتل شابة ناشطة هذا الأسبوع.
وطالبت المتظاهرات بتحقيق العدالة وإنهاء ما وصفنه بـ "المجازر النسائية" التي ترتكب بحق الناشطات في البلاد، اللواتي يتعرضن للتهديد والمضايقة بسبب التعبير عن آرائهن.
.. غضب المرأة ومرض الاكتئاب ..
خُدعت المرأة في العصر الحديث أكثر مما خُدعت في العصور القديمة؛ ذلك أن حقيقة وضعها الأدنى وسلبها من حقوقها أصبح مغلَّفًا بالاحترام الظاهري، والإتيكيت والمعاملة الرقيقة أمام الناس؛ وبسبب هذا الغلاف الخارجي لم ترَ المرأة أن وضعها لا زال هو الأدنى، وأن زوجها وإن كان يفتح لها باب العربة أو يجعلها تدخل من الباب قبله فهو لا زال الوصي عليها (كما لو كانت طفلًا قاصرًا) بحكم قانون الزواج، ولا زال من حقه أن يعاشر أي امرأة يشتهيها، ويتزوج غيرها في أي وقت، ويطلقها في أي وقت، ويتحكم في دخولها وخروجها وسفرها وجسدها وكل شيء. أمَّا هي فلا تستطيع أن تفعل أي شيء من هذا، وليس لها أن ترفض أو تتذمر وإنما تطيع وتستكين وتهدأ؛ لأن الطاعة والاستكانة والهدوء صفات الأنوثة الكاملة، أمَّا الرفض والتذمر فهي صفات ذكرية عدوانية تُسيء إليها في نظر الناس، وتشوه أنوثتها، وتجعلها من هؤلاء النساء غير الطبيعيات أو المريضات نفسيًّا؛ ولهذا السبب تستكين معظم النساء، ويكبتن في أعماقهن الكراهية للرجال وللحياة ولكل شيء بما في ذلك أنفسهن، وبسبب كراهية أنفسهن فإنهن يكرهن النساء الأخريات أيضًا، وبالذات أولئك النساء اللائي يكشفن الظلم الواقع عليهن، فكأنهن يكشفن عن الجرح العميق المؤلم الذي ينزف كل يوم وببطء. وبسبب الألم والذعر والكراهية تمقت معظم النساء أولئك القلة القليلة من بنات جنسهن اللائي يرفضن الظلم ويحاولن الإصلاح، أو ينادين بالمساواة والحرية للمرأة.
وإنها لقصة قديمة معروفة في التاريخ، فأصحاب السلطة متى حصلوا على السلطة فليسوا على استعداد أبدًا للتفريط فيها إلا بالقوة والضغط المفروض عليهم من ثورة المحكومين والمظلومين.
ولم تمثل النساء أبدًا تلك القوة الثورية التي يمكن بها أن تفرض على الرجال رفع الوصايا عنهن. لماذا لم يصبح النساء قوة ثورية في أي مجتمع من المجتمعات الأبوية الحديثة رغم شدة الظلم الواقع عليهن؟! لماذا لم تصبح النساء قوة رافضة وغاضبة وثائرة؟ … السبب في ذلك ليس هو أن النساء سعيدات راضيات بحياتهن وألمهن، وليس هو أن النساء بطبيعتهن سلبيات عاجزات عن التغيير؛ ولكن السبب الحقيقي هو أن القهر الذي وقع على المرأة لم يكن قهرًا قانونيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وجسديًّا فحسب، ولكنه كان قهرًا نفسيًّا أيضًا. ويتمثل القهر النفسي في أن المرأة (عن طريق علماء النفس الرجال من أمثال فرويد) عجزت عن الغضب، والغضب عند الإنسان ثلاث مراحل:
(١)أن يشعر الإنسان بالإساءة.
(٢)أن يكره الإنسان الشخص الذي أساء إليه.
(٣)أن يعبر الإنسان عن كراهيته بفعل خارجي أو عدواني ضد ذلك الشخص الذي أساء إليه. إن الثورة ليست إلا هذا الغضب بصورة جماعية يشترك فيها أغلبية المظلومين أو المقهورين، لكن النساء عجزوا عن الغضب، والسبب في عجزهم عن الغضب ليس لأن النساء بطبيعتهن البيولوجية لا يغضبن، لكن السبب هو أن الرجل حين قهر المرأة لم يسلب منها النسب والشرف فحسب، ولكنه سلب منها الغضب أيضًا، وجعل الغضب من نصيب الرجال، والغضب صفة الذكورة، أمَّا الأنوثة فمعناها أن تظل المرأة باسمة مهما حدث لها. إن المرأة التي لا تبتسم دائمًا يُشكُّ في أنوثتها ورقتها ودعتها، أمَّا المرأة التي تكشر أو تقطب جبينها فهي ليست امرأة.
إن التكشيرة أو التقطيبة يجب ألا تظهر على وجه الأنثى، وتتعلم البنت الصغيرة أن تبتسم، وأن يشرق وجهها بالابتسام دائمًا؛ فهذا يزيد من جمالها الأنثوي، أمَّا التكشيرة فهي تعطي وجه الرجل ذكورة ورجولة.
وهكذا تعلمت المرأة كيف تخفي غضبها، وكيف حين يُساء إليها تكبت الكراهية في قلبها، وحين تتراكم الكراهية يومًا بعد يوم تتعلم كيف تكبتها أكثر وأكثر، وحين تضغط الكراهية على قلبها وصدرها وأحشائها وتكاد تخنقها فهي تفضل أن تختنق داخليًّا عن أن يخرج جزء من هذه الكراهية على شكل فعل خارجي أو عدواني.
إن العدوانية أقبح صفة يمكن أن توصَف بها المرأة، وهي ليست صفة فحسب، إنها مرض أو شذوذ، وإذا أصبحت المرأة عدوانية فهي في حاجة إلى عقاب أو علاج نفسي، أو جلسات كهربية لتعود إلى طبيعتها الأولى الهادئة الراضية المكبوتة.
ولم تمثل النساء أبدًا تلك القوة الثورية التي يمكن بها أن تفرض على الرجال رفع الوصايا عنهن. لماذا لم يصبح النساء قوة ثورية في أي مجتمع من المجتمعات الأبوية الحديثة رغم شدة الظلم الواقع عليهن؟! لماذا لم تصبح النساء قوة رافضة وغاضبة وثائرة؟ … السبب في ذلك ليس هو أن النساء سعيدات راضيات بحياتهن وألمهن، وليس هو أن النساء بطبيعتهن سلبيات عاجزات عن التغيير؛ ولكن السبب الحقيقي هو أن القهر الذي وقع على المرأة لم يكن قهرًا قانونيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وجسديًّا فحسب، ولكنه كان قهرًا نفسيًّا أيضًا. ويتمثل القهر النفسي في أن المرأة (عن طريق علماء النفس الرجال من أمثال فرويد) عجزت عن الغضب، والغضب عند الإنسان ثلاث مراحل:
(١)أن يشعر الإنسان بالإساءة.
(٢)أن يكره الإنسان الشخص الذي أساء إليه.
(٣)أن يعبر الإنسان عن كراهيته بفعل خارجي أو عدواني ضد ذلك الشخص الذي أساء إليه. إن الثورة ليست إلا هذا الغضب بصورة جماعية يشترك فيها أغلبية المظلومين أو المقهورين، لكن النساء عجزوا عن الغضب، والسبب في عجزهم عن الغضب ليس لأن النساء بطبيعتهن البيولوجية لا يغضبن، لكن السبب هو أن الرجل حين قهر المرأة لم يسلب منها النسب والشرف فحسب، ولكنه سلب منها الغضب أيضًا، وجعل الغضب من نصيب الرجال، والغضب صفة الذكورة، أمَّا الأنوثة فمعناها أن تظل المرأة باسمة مهما حدث لها. إن المرأة التي لا تبتسم دائمًا يُشكُّ في أنوثتها ورقتها ودعتها، أمَّا المرأة التي تكشر أو تقطب جبينها فهي ليست امرأة.
إن التكشيرة أو التقطيبة يجب ألا تظهر على وجه الأنثى، وتتعلم البنت الصغيرة أن تبتسم، وأن يشرق وجهها بالابتسام دائمًا؛ فهذا يزيد من جمالها الأنثوي، أمَّا التكشيرة فهي تعطي وجه الرجل ذكورة ورجولة.
وهكذا تعلمت المرأة كيف تخفي غضبها، وكيف حين يُساء إليها تكبت الكراهية في قلبها، وحين تتراكم الكراهية يومًا بعد يوم تتعلم كيف تكبتها أكثر وأكثر، وحين تضغط الكراهية على قلبها وصدرها وأحشائها وتكاد تخنقها فهي تفضل أن تختنق داخليًّا عن أن يخرج جزء من هذه الكراهية على شكل فعل خارجي أو عدواني.
إن العدوانية أقبح صفة يمكن أن توصَف بها المرأة، وهي ليست صفة فحسب، إنها مرض أو شذوذ، وإذا أصبحت المرأة عدوانية فهي في حاجة إلى عقاب أو علاج نفسي، أو جلسات كهربية لتعود إلى طبيعتها الأولى الهادئة الراضية المكبوتة.
صوت العصافير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق