كيف ظهــر "الإســلام السياسي"
وماهي أهـدافه الحقيقية؟
الإسلام السياسي هو البديل الوحيد
.. للاستقلال الثقـافي والسياسي عن الغـرب ..
وماهي أهـدافه الحقيقية؟
الإسلام السياسي هو البديل الوحيد
.. للاستقلال الثقـافي والسياسي عن الغـرب ..
ما هو مصطلح الإسلام السياسي ... لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالإسلام باعتباره "نظاما سياسيا للحكم"، وأن الإسلام "ليس عبارة عن ديانة فقط وإنما عبارة عن نظام سياسي واجتماعي وقانوني واقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة".
ورغم ربط هذا المصطلح ببعض الأسماء بعينها -مثل حسن البنا- وبعض الجماعات - مثل الإخوان المسلمين - إلا أن للمصطلح تاريخ أبعد من ذلك يقوم على رثاء مجد ضائع قديم. في هذا التقرير المترجم يقدم الباحث مقتدر خان رؤيته لما يسمى بـ "الإسلام السياسي".
- نص المقال
كان العديد من المفكرين والعلماء المسلمين، منذ بداية الحقبة الاستعمارية وبداية هيمنة الغرب على الدول الإسلامية، في رثاء وندبٍ لضياع الإمبراطورية الإسلامية وقوة ومجد الإسلام. وكانت اللحظة الرئيسية التي تبلور فيها الشعور بتراجع السلطة الإسلامية في نفوس المسلمين عندما اختفت الإمبراطورية العثمانية تماما -رغم ما كان فيها من أزمات وتدهور- وذهبت معها الخلافة الإسلامية كمؤسسة عالمية في عام 1924.
وظهرت العديد من الحركات الإسلامية التي تحمل هدفا واضحا يتمثل في إحياء الأمة الإسلامية، وإصلاح المجتمعات المسلمة واستعادة مجدها السابق.
ولا يوجد إجماع تامٌ حول السبب الرئيسي لهذا التخلف والتراجع بعدما كانت الأمة الإسلامية تتسيد العالم، غير أن الجميع يتفق أن هذا التراجع قد بدأ منذ قرون.
حتى أن بعض المفكرين قالوا إن السبب في فقدان المسلمين لقوتهم وسطوتهم هو أنهم هجروا شريعتهم الإسلامية؛ القانون الإلهي الذي يقتضي الدين باتباعه. وهم يفترضون أنه إذا اتبع المسلمون الشريعة الحقيقية، فإنهم سيحظون بالمجد مرة أخرى مثل أسلافهم المسلمين، لذا فإن أفضل طريقة لتنظيم المجتمع هي وفقا للشريعة الإلهية ولأن المسلمين قد هجروا هذا المسار الإلهي للنجاح، تخلفوا عن باقي الحضارات.
وهذه هي الفرضية الأساسية وراء الحركات التي يتم تعريفها بشكل عام تحت عنوان الإسلام السياسي، مثل الجماعة الإسلامية في جنوب آسيا، والإخوان المسلمين في العالم العربي. وفي اعتقاد هؤلاء فإن التنفيذ المنهجي للشريعة سيعيد القيادة العالمية والسيادة الأخلاقية للمسلمين.
ولا يوجد إجماع تامٌ حول السبب الرئيسي لهذا التخلف والتراجع بعدما كانت الأمة الإسلامية تتسيد العالم، غير أن الجميع يتفق أن هذا التراجع قد بدأ منذ قرون.
حتى أن بعض المفكرين قالوا إن السبب في فقدان المسلمين لقوتهم وسطوتهم هو أنهم هجروا شريعتهم الإسلامية؛ القانون الإلهي الذي يقتضي الدين باتباعه. وهم يفترضون أنه إذا اتبع المسلمون الشريعة الحقيقية، فإنهم سيحظون بالمجد مرة أخرى مثل أسلافهم المسلمين، لذا فإن أفضل طريقة لتنظيم المجتمع هي وفقا للشريعة الإلهية ولأن المسلمين قد هجروا هذا المسار الإلهي للنجاح، تخلفوا عن باقي الحضارات.
وهذه هي الفرضية الأساسية وراء الحركات التي يتم تعريفها بشكل عام تحت عنوان الإسلام السياسي، مثل الجماعة الإسلامية في جنوب آسيا، والإخوان المسلمين في العالم العربي. وفي اعتقاد هؤلاء فإن التنفيذ المنهجي للشريعة سيعيد القيادة العالمية والسيادة الأخلاقية للمسلمين.
وسيكون قيام دولة إسلامية وسيلة لإعادة تنفيذ الشريعة في حياة المسلمين وإعادة تأسيس الإسلام بوصفه قوة عالمية.
ثقافة التطبيل.. ومعضلة الإسلام السياسي .
. الإسلام السياسي والحركات المتنوعة.
تنتشر العديد من حركات إحياء الدين في العالم الإسلامي العربي وكذلك في المجتمعات الإسلامية في الغرب-مثل الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية (ISNA) - إلا ان هذه الحركات لا تدخل تحت مسمى الإسلام السياسي حيث ترتكز على الجانب الديني والاجتماعي بشكل كبير وحصري. وحدها تلك الجماعات التي تعتقد أن الإسلام نظام سياسي شامل يدمج الدين بالحكم وأن كل المسلمين يجب عليهم اتباعه وجوبا عقائديا هي من تدخل تحت مسمى الإسلام السياسي.وباختلاف الرؤى والاتجاهات تختلف هذه الحركات؛ فبعضها عالمي ويسعى إلى إقامة خلافة إسلامية عالمية مثل "حزب التحرير"، وبعضها ينحصر عمله في إطار دولة معينة ويسعى إلى إقامة دولة إسلامية فيها مثل حماس في فلسطين أو حركة طالبان في باكستان. بالإضافة للحركات الإقليمية؛ وأبرزها الإخوان المسلمين، الذين يتمثل هدفهم النهائي في إقامة دولة إسلامية عربية.
غير أن جماعة الإخوان مقسمة الآن إلى العديد من الحركات في جميع أنحاء البلاد، وقد ارتضوا في الآونة الأخيرة إما بالحصول على السلطة عبر الوسائل الديمقراطية كما حدث في مصر في عهد الرئيس محمد مرسي في عام 2012 أو تقاسم السلطة مع النخب العلمانية والليبرالية كما كان الحال في تونس بعد الربيع العربي.
تسعى العديد من المجموعات إلى إقامة نوع من النظام السياسي الإسلامي وهو أمر واضح للغاية، وهذا النظام في وجهة نظرهم يمكن أن يصبح أداة لإعادة النهضة الإسلامية العالمية وحتى التوحيد السياسي.
وليست هذه الكيانات السياسية، أو الحركات الإسلامية أو حتى الدول هي نهاية اللعبة والغاية النهائية بل هي مجرد وسيلة لإعادة إحياء مجد الماضي عندما كانت الريادة الإسلامية السياسية على المستوى العالمي.
ويمكن تقسيم الحركات الإسلامية السياسية وفقاً للوسائل التي يرغبون في توظيفها لتحقيق هدفهم الأول وهو الكيان السياسي الإسلامي.
أولا - أولئك الذين يسعون إلى الحكم الإسلامي باستخدام القوة والعنف وحتى الإرهاب،
ثانيا - أولئك الذين يحققون سيعيهم من خلال الوسائل السلمية بما في ذلك العمليات الديمقراطية مثل الانتخابات.
ومن يستخدمون القوة يشار إليهم الآن على نطاق واسع باسم الجهاديين، ولكن تعرفهم الأوساط الأكاديمية والإعلام الغربي خصيصا باسم "الإسلاميون".
ا-لإسلام السياسي والربيع العربي
أدى الربيع العربي في عام 2011 إلى قلب السياسة العربية عن طريق وضع نهايات للحكم الديكتاتوري الذي دام طويلا في تونس ومصر وليبيا، والإصلاحات في الأردن والمغرب وما تحول إلى حرب أهلية في سوريا.
وأبرزت النشوة الأولى للثورة والتحولات المبكرة للحكم الديمقراطي الشعبية الهائلة، والفطنة التنظيمية والجذور العميقة الداعمة للإسلام السياسي وحركاته التي فازت في الانتخابات في تونس ومصر والمغرب.
في عام 2012، بدا وكأن مستقبل العالم العربي يقع تحت حكم الإسلام السياسي وتمكينه بالشرعية الديمقراطية عبر الانتصارات الانتخابية.
حيث كانت الأحزاب الإسلامية السياسية تملك فرصة لتشكيل المستقبل السياسي من خلال كتابة الدساتير وتشكيل الأنظمة في جميع أنحاء المنطقة العربية. وكان الحزب الحاكم في تركيا- حزب العدالة والتنمية- الذي يتزعمه رجب أردوغان ذي الشخصية الكاريزمية ينفي على مدى سنوات أنه حزب إسلامي.
إلا أن الأمر اختلف مع بدء فترة اكتساح الإسلام السياسي للعالم العربي، فبدأت قيادة حزب العدالة والتنمية تظهر علانية ارتباطها بالإسلام السياسي، بل قدمت نفسها باعتبارها نموذجًا للإسلام ما بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط...
أولا - أولئك الذين يسعون إلى الحكم الإسلامي باستخدام القوة والعنف وحتى الإرهاب،
ثانيا - أولئك الذين يحققون سيعيهم من خلال الوسائل السلمية بما في ذلك العمليات الديمقراطية مثل الانتخابات.
ومن يستخدمون القوة يشار إليهم الآن على نطاق واسع باسم الجهاديين، ولكن تعرفهم الأوساط الأكاديمية والإعلام الغربي خصيصا باسم "الإسلاميون".
ا-لإسلام السياسي والربيع العربي
أدى الربيع العربي في عام 2011 إلى قلب السياسة العربية عن طريق وضع نهايات للحكم الديكتاتوري الذي دام طويلا في تونس ومصر وليبيا، والإصلاحات في الأردن والمغرب وما تحول إلى حرب أهلية في سوريا.
وأبرزت النشوة الأولى للثورة والتحولات المبكرة للحكم الديمقراطي الشعبية الهائلة، والفطنة التنظيمية والجذور العميقة الداعمة للإسلام السياسي وحركاته التي فازت في الانتخابات في تونس ومصر والمغرب.
في عام 2012، بدا وكأن مستقبل العالم العربي يقع تحت حكم الإسلام السياسي وتمكينه بالشرعية الديمقراطية عبر الانتصارات الانتخابية.
حيث كانت الأحزاب الإسلامية السياسية تملك فرصة لتشكيل المستقبل السياسي من خلال كتابة الدساتير وتشكيل الأنظمة في جميع أنحاء المنطقة العربية. وكان الحزب الحاكم في تركيا- حزب العدالة والتنمية- الذي يتزعمه رجب أردوغان ذي الشخصية الكاريزمية ينفي على مدى سنوات أنه حزب إسلامي.
إلا أن الأمر اختلف مع بدء فترة اكتساح الإسلام السياسي للعالم العربي، فبدأت قيادة حزب العدالة والتنمية تظهر علانية ارتباطها بالإسلام السياسي، بل قدمت نفسها باعتبارها نموذجًا للإسلام ما بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط...
الإسلام السياسي في عالمنا العربي
قرب نهاية عام 2012، كان الإسلام السياسي يفرض زمامه على الشرق الأوسط، من تركيا إلى إيران باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي. ولكن مع الثورة المضادة في 2013 في مصر التي أزالت جماعة الإخوان المسلمين من السلطة وعرفتها باعتبارها جماعة محظورة قانونيا، والاحتجاجات المستمرة التي أجبرت النهضة على التخلي عن السلطة في تونس لصالح تكنوقراطية مؤقتة، يعود الإسلام السياسي مرة أخرى إلى القبو، ويستعد ليكافح من أجل لعب دور يرى أنه مستحق في تشكيل مستقبل سياسي إسلامي في المنطقة.
ويشعر العديد من المسلمين أن لدينهم ونظامهم السياسي القول الفصل في دور الأخلاق والقيم في المجال العام. وحيث لم تطور التقاليد الإسلامية الفلسفية أبداً اتجاهات أخلاقية علمانية، لذلك فإن كل الأفكار الإسلامية حول الحكم الأخلاقي والعادل تأتي إما من الإسلام أو هي مستوردة من الغرب.
وعندما يبدأ المسلمون بتأكيد هويتهم الدينية والثقافية وتشكيلها لتصل إلى حد الكمال، فإنهم يسعون إلى الأصالة في البنى الاجتماعية، وهذا البحث عن الأصالة هو بمثابة رفض للهيمنة الثقافية والمعيارية الغربية.
وبغض النظر عن نجاح الإسلام السياسي أو فشله، سيسعى المسلمون - عبر حركات الإسلام السياسي - إلى البحث عن الاستقلال الثقافي.
وقد تكون الحداثة الإسلامية وبعض التدخلات الصوفية المحدودة في السياسة بمثابة بدائل قابلة للتطبيق، ولكن في الوقت الحالي بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى الاستقلال الثقافي والسياسي عن الغرب، فإن الإسلام السياسي هو البديل الوحيد.
وعندما يبدأ المسلمون بتأكيد هويتهم الدينية والثقافية وتشكيلها لتصل إلى حد الكمال، فإنهم يسعون إلى الأصالة في البنى الاجتماعية، وهذا البحث عن الأصالة هو بمثابة رفض للهيمنة الثقافية والمعيارية الغربية.
وبغض النظر عن نجاح الإسلام السياسي أو فشله، سيسعى المسلمون - عبر حركات الإسلام السياسي - إلى البحث عن الاستقلال الثقافي.
وقد تكون الحداثة الإسلامية وبعض التدخلات الصوفية المحدودة في السياسة بمثابة بدائل قابلة للتطبيق، ولكن في الوقت الحالي بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى الاستقلال الثقافي والسياسي عن الغرب، فإن الإسلام السياسي هو البديل الوحيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق