الأربعاء، 8 أغسطس 2018

وصية أب لابنه ، لا تجعل المال غاية؛ بل اجعله وسيلة للحياة


وصية أب لابنه


• يا بني، جالس أهل القرآن تَغنَم، واترك أهل المجون تَسلم.
• يا بني، اعلم أنَّ العمر كلَّما زاد فإنه ينقص، واجعل العمل في حياتك كله خيرًا، وخلاف ذلك تخسر وتندم.
• يا بني، اخفِض لسانك، واجعله إمَّا يقول خيرًا أو ذاكرًا لله تَسلم.
• يا بني، لا تنقص مِن قدر أحد مهما كان هذا الشخص، واحذر ممَّن لا نصير له ولا عزوة له ولا أحد ينصره إلا الله.
• يا بني، لا تَنظر إلى عيوب غيرك، وانظر دائمًا إلى عيوب نفسك، واهرُب من مجالسَ يُذكَر فيها مثل ذلك.
• يا بني، التوحيد التوحيد التوحيد؛ هو السِّلاح الذي تستخدمه، واليد التي تضرب بها، فكلما كان السِّلاح جديدًا قويًّا كان الضَّرب قويًّا شديدًا، وإذا كان خلاف ذلك سيكون الضرب ضعيفًا بسيطًا؛ فالضرب هو العمل الذي أمَر الله سبحانه وتعالى به.
فمثلًا؛ إذا خفتَ من أيِّ شيء وقلتَ: حسبنا الله ونِعم الوكيل، ستجد تأثيرها في نفسك، وإذا قرأتَ أذكار الصَّباح والمساء سوف تَشعر بأنَّك في حَصانة وحماية من الله جلَّ شأنه، وهكذا بقيَّة الأذكار المشروعة.
وكلُّ هذه الأمور تتوقَّف على الإيمان الذي يوجد في قلبك، فكلما كان الإيمان قويًّا كان تأثير ما أمر الله سبحانه وتعالى فيك قويًّا، وكلَّما ضعف إيمانك فإنَّه يكون ضعيفًا، والإيمان يزداد بالطاعات، وخصوصًا طاعات الخلوات، وينقص بالمعاصي، وخصوصًا معاصي الخلوات.
• الطاعات معروفة، وكلما كانت خفيَّة كان أجرها عظيمًا وكبيرًا.
• إيَّاك ثمَّ إياك ثم إياك وغيبةَ إخوانك المسلمين وأكل لحومهم؛ فإنَّ ذلك معصية مريبة، وتأكل الحسنات كما تأكل النَّار الحطب، والغيبة هي: الحديث عن النَّاس في أيِّ شيء، والسخرية والاستهزاء مِن أفعالهم أو أشكالهم، أو طريقةِ مشيهم أو حديثهم، أو لبسهم أو ألوانهم، أو خلقتهم، أو أي عيبٍ فيهم؛ سواء كان ذلك بالكلام، أو بالإيماء وبالتقليد، وهكذا.
فإنَّهم خَلْق مِن خَلق الله، وسيأخذ الله حسناتك ويعطيها لهم، فاحذر فاحذر؛ فإنَّ الله لا يغفل، فإنْ وقع ذلك فتحلَّل منه، واستغفر ربَّك، واستغفر لمن اغتبتَ، وادعُ لهم بالخير، وأبدل سوء ما قلتَ وقل خيرًا فيهم؛ حتى تلقى الله ولا شيء عليك.
وادع مثلًا بأن تقول: "اللهمَّ اغفر لجميع مَن اغتبتُ من المسلمين والمسلمات، اللهم زِد في حسناتهم، اللهمَّ ارفع لهم درجاتهم، واجعل صلاتهم التي صلوها في حياتهم كلها أجرها كأجر مَن صلَّى في المسجد الحرام، وزِد على ذلك كمثل مَن صلى في المسجد النبوي، وزد على ذلك كمثل مَن صلَّى في المسجد الأقصى، برحمتك يا أرحم الراحمين".
أفضل عمَل يزيد الإيمانُ به العملُ الخَفي النَّقي التَّقي، ما معنى هذا؟
أي: عمل لوجه الله جلَّ ثناؤه؛ أي: لا تريد به دنيا ولا وَجاهة ولا رِفعة، ولا امرأة تنكحها، ولا لدَفع مصيبة أو الخوف من وقوعها؛ أي: عمل خالص لوَجه ربِّك جل شأنه دون أن يطَّلع عليك أحد.
أسوأ المعاصي التي تنسف الحسنات نسفًا هي المعصية التي بَينك وبين الله لا يطلع عليك أحد سوى ربك، وتخشى أن يطَّلع عليها أحد؛ مثل أبيك أو أمِّك أو معلِّمك أو شيخ المسجد، أو أي شخص تحترمه وتجله.
• يا بني، اختَرْ عملًا يدويًّا تعمل به؛ أي: عملًا يدويًّا يدرُّ مالًا قليلًا؛ كعمل في مطعم أو مزرعة أو حرفة يدوية، وكن من أواسط الناس، ولا تنظر إلى ما عند الناس؛ ترتح نفسك وتَسلم، واجعل جزءًا من المال تعول به يتيمًا ويكون عملًا خفيًّا.
• يا بني، لا تجعل المال غاية؛ بل اجعله وسيلة للحياة فقط.
• يا بني، إذا أردتَ الزواج فتزوَّج مَن يهمها دينُها ولا شيء إلَّا هذا، لا يهمها إلا الدِّين، وهي لا تنظر إلى ما عند نساء الغير، وتصبر معك على نوائب الدَّهر، وتعينك على دينك.
• يا بني، إذا أردتَ أن تختار صديقًا، فصاحِبه، وقم باختباره؛ بأن تغضبه غضبًا شديدًا؛ فـإن رجع والتمس لك عذرًا فهذا صديق، وإنْ ترَكَك فقد ارتحتَ منه.
• يا بني، إنَّ أعظم عمل يتقرَّب به إلى الله برُّ الوالدين، وخصوصًا الأم.
• يا بني، أحسِن الظنَّ بكل أحد مهما كان، وخالِق الناسَ بخُلُق حسَن.
• يا بني، الصلاة الصلاة الصلاة، عليك بها، وخصوصًا صلاة الفجر والعشاء، ولا تعد للنوم بعد صلاة الفجر.
• يا بني، صِل رَحِمَك، يَطُل عمرك، ويوسَّع لك في رزقك.
• يا بني، عليك بالدعاء في ثُلُث الليل والناسُ نيام، واطلب الآخرةَ ثم اطلب ما شئتَ من خير الدنيا.
• يا بني، إيَّاك والكذب، وقل الصِّدق مهما كانت الظروف.
• يا بني، لا تَفخر بشيء؛ فكل البشر إلى زَوال، فالأنساب والأموال والأحساب من الله، يعطيها لِمن يشاء، وكلٌّ يُسأل عما أُعطي له، واحمد اللهَ على ما أنت عليه تكن أسعدَ الناس.
• يا بُني، لقد كثرَتْ أدوات التقنية؛ من حواسيب محمولة ومكتبية ولوحية، وهواتف محمولة ذكية، اختلط الخير مع الشر، ولا أعلم ماذا سينتج مستقبلًا من أجهزة.
• يا بني، احذر ثمَّ احذر ثم احذر أن تَخلو بها وأنت على الإنترنت، واعلم أنَّك إن خلوتَ بها فقد وقعتَ في شَرَك المعصية الخفيَّة، واجعل الله رقيبك في مثل هذه الخلوات تَفُز وتغنم، واصبر عن المعصية وتمسك بدينك، فإنَّ بقبضك على دينك تعدل أجر خمسين صحابيًّا رضوان الله عليهم؛ كما جاء الخبر، فاعقد الهمم.
 • يا بُني، إذا كثرَت عليك الفِتن، واشتدَّت عليك المحن، فعليك بجماعة المسلمين وعلماء ثِقات من الفتن تَسلم، وفرَّ من الفتنة كما تفر الفريسة من مفترسها تَسلم.
 • يا بُني، إياك ثم إياك ثم إياك أن تنزلق في الغلوِّ، فتفرط في كلِّ شيء وتحسب نفسك أنَّك تُحسن صُنعًا وأنت في الأصل لا تحسِن، فهذه هي الخسارة والندم.
 • يا بُني، اجعل القرآن جليسك، واقرأ بتدبُّر، وكن على ذلك، واختم في الشهر ولو مرة واحدة.
 • يا بني، أقلِل من الكلام، واجعل لسانك بذِكر الله رطبًا أو في قول الخير، تَفُز وتَغنم.
• يا بني، اجعل الناسَ يقتدون بأفعالك لا بأقوالك، فإذا أردتَ أن تنصح أحدًا فبعملك يصِل نُصحك له دون أن تكلِّمه، وهكذا في أيِّ عمل خير تريد أن تَنصح به؛ فهي الطريقة المثلى للنُّصح، وبها تملك قلوبَ النَّاس، فكم من مسلم في دول الغرب دخل الكثير من الناس للإسلام بخُلُقه وبعمَله ففاز فوًزا عظيمًا في الدنيا والآخرة وغنم! فكن مثل ذلك، ونافِس في الخير، واعقد الهمم.
يا بُني، إياك ثم إياك ثم إياك أن تنزلق في الغلوِّ، فتفرط في كلِّ شيء وتحسب نفسك أنَّك تُحسن صُنعًا وأنت في الأصل لا تحسِن، فهذه هي الخسارة والندم.



ليست هناك تعليقات: