الاثنين، 14 مايو 2018

من التحرير إلى “نيكاراجوا” .. ثورات الشعوب ضد الظلم لا تتوقف فيديو



.. من التحرير إلى “نيكاراجوا” .. 
ثورات الشــعوب ضــد الظــلم لا تتوقف




في عام 1979، انفجرت في “نيكاراجوا” ثورة شعبية أطاحت بالحكم الديكتاتوري لأسرة “سوموزا” التي ظلَّت تتوارث الحكم لأكثر من أربعين عاماً، وكانت تلك الثورة تعمل تحت السطح لعقدين على الأقل، وشهدت انتكاسات عدة حتى نجحت في النهاية في الإطاحة بـ “سوموزا” الحفيد “أناستاسيو” حليف أمريكا القوي.
وقبل نجاح الثورة بشهور، كانت الولايات المتحدة قد أيقنت أن التحدي لـ “أناستاسيو سوموزا” جاد هذه المرة، فسعت للاحتفاظ بنظام “سوموزا” دون “سوموزا” نفسه، فعملت على تسليم الحكم في “نيكاراجوا” للحرس الوطني، الذي كان معروفاً بعنفه وساديته، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، وانتصرت الثورة الشعبية، التي كانت قيادتها تضم عدداً من الأحزاب والقوى المعارضة، وعلى رأسها حركة “ساندنيستا” التي قادت المقاومة المسلحة لسنوات طويلة ضد نظام “سوموزا”.
وكما كانت أمريكا شريكًا فاعلًا ومخططًا لتلك المؤامرة في “نيكاراجوا” ؛ كانت كذلك في مصر بعد ثورة 25 يناير، لأن أمريكا كانت بعد ثورة يناير ترغب فى تولي عسكري للسلطة, وكان “سامي عنان” أحد البارزين الذين زاروا أمريكا كثيرا لتقديم نفسه, ولم يحل بينه وبين الموافقة الأمريكية إلا كبر سنه, وقد أبلغت الإدارة الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية مجلس طنطاوي، أنها لن تسمح بصعود أي تيار إسلامي للسلطة في مصر.
... ثـورة الشـعب ...
وكما حدث في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2011، خرج آلاف المحتجين إلى شوارع العاصمة “ماناجوا” في دولة “نيكاراجوا” إحدى بلاد أمريكا اللاتينية، الشهر الماضي؛ للمطالبة بتنحي الرئيس بعد مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً في حملة عنيفة نفّذتها الشرطة على المحتجين، ولوّح المتظاهرون بأعلام البلاد ورددوا هتافات تطالب برحيل الرئيس، واحتشدوا في عدة نقاط في أنحاء العاصمة “ماناجوا” ، لكن الحكومة أبعدت الشرطة عن المظاهرات بعد العنف الذي شهدته الأيام القليلة الماضية .





وبدأت الاحتجاجات بعد أن شرعت حكومة الرئيس “دانييل أورتيغا” في تطبيق خطة لإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية في الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، و”أورتيغا” يتهمه منتقدون بمحاولة بناء دكتاتورية عائلية، وزادت حملة الشرطة على المحتجين والقيود على بعض وسائل الإعلام من الانتقادات الموجهة لـ “أورتيغا”، الذي أعلن إلغاء مبادرة إصلاح نظام الرعاية الاجتماعية في محاولة لتهدئة الشارع.
ودعا المتظاهرون إلى إطلاق سراح المحتجين الذي سُجنوا في الأيام السابقة، وإلى استقالة حكومة “أورتيغا” ، وكتبت صحيفة “لا برينسا” – وهي صحيفة محافظة تنتقد بشدة “أورتيغا” والنظام السابق الذي كافح لإسقاطه – أنه “فقد السيطرة على الشارع”، وأضافت: “دانييل أورتيغا لم تعد لديه القدرة السياسية أو السلطة الأخلاقية لمواصلة الحكم” .
فــاز مرسي!
وكما تتوغل الأصابع الأمريكية لحماية الديكتاتور في “نيكاراجوا” ، توغلت في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، حيث ظل أمر إعلان نتيجة انتخابات الإعادة بين مرسى وشفيق بفوز الدكتور محمد مرسى بعد إبلاغ اللجنة الانتخابية النتيجة للمجلس العسكري محل جدل ودراسة وبحث واتصالات خارجية بشريك العسكر أمريكا .
وقد كشف عرَّاب الانقلاب وعرَّاب كل سلطة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل فى لقاء سابق مع الإعلامية لميس الحديدى، أن المشير طنطاوى قد استدعاه للقائه فى القصر الجمهورى بعد أن أبلغته لجنة الانتخابات بفوز مرسى, وقال هيكل: “إن طنطاوى كان قلقا ومضطربا للغاية, وهو يقول له لقد فاز مرسى فى انتخابات الرئاسة فماذا نفعل؟”.
لاحظ أن رواية هيكل تلك تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الانتخابات لم تكن مزورة كما يزعم الانقلابيين أن شفيق فائز، وأن أمريكا تدخلت لصالح مرسى، فقال له هيكل: “خلاص خلى الشعب يجرب” .. فنهره طنطاوى، وقال له: “جرى إيه يا هيكل أنت عاوزنى أسلم البلد بإيدى للإخوان ؟! ”
ويظهر فى كلمات طنطاوى رفضا قاطعا لتسليم السلطة للرئيس المنتخب, بما يدل على أن العسكر لديهم عقيدة بأن الدولة من أملاكهم الخاصة؛ بما فيها الشعب الذي لا يصلح لأن يختار حاكمه, ويدل كذلك على التسليم التام بترك مرسى للحكم من خلال مؤامرة اشتركت فيها جميع قيادات دولة مبارك التي لم تبرح أماكنها مع المخلوع .. !
وبعد أن نهر طنطاوى هيكل قال له الأخير: “ليه لأ ما هو الشعب لن يعرف حقيقة هؤلاء الإخوان إلا بعد تجربتهم عن قرب, فلماذا لا ندعهم يجربون سوء اختيارهم – حسب وصف هيكل – ونراقبهم من بعيد”, ثم سكت هيكل ولم يذكر بالطبع تفاصيل ما حدث بعدها, وكان على علم بها هو والمندوب السامي الأمريكي سعد الدين إبراهيم، الذي كان له دور كبير جدا فى التخطيط للمؤامرة على الرئيس مرسى والانقلاب على حكم الرئيس المنتخب.





؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: