السبت، 7 أبريل 2018

جحيم الانقلاب..“3 بناطيل وشرابين وتي شيرت” بـ3000 جنيه.


“الله يخــرب بيتك يا بلحــة”



جحيم الانقلاب.. “3 بناطيل وشرابين وتي شيرت” بـ3000 جنيه!
 جحيم ارتفاع الأسعار .. نصيب المصريين من حكم العسكر ...
“الله يخرب بيتك يا بلحة”، عبارة باتت تتردد كثيرًا هذه الأيام على ألسنة المصريين ردا على موجات الغلاء التي لا تهدأ منذ انقلاب 30 يونيو 2013، ويشكل الوضع الاقتصادي في مصر أبرز ملامح سياسة الأرض المحروقة التي يتبناها السفيه عبد الفتاح السيسي. ويرى مصريون كثر أن وعود جنرالات الخراب لتحسين الأوضاع كانت ضجيجًا بلا طحين. الأحداث التي تشهدها مصر على الصعيد الاقتصادي، وما يشهده السوق من غلاء مطّرد، وانهيار المستوى المعيشي للفرد حين مقارنتها بمقاربات السفيه السيسي حولها والتي يخاطب فيها الشعب بقوله “انا نفسي أديك بس مش قادر”، وبقوله مخاطبا الفقراء “انت غلبان مش قادر.. وانا كمان غلبان مش قادر”، تلك العبارات تخلق حاجزا أمام المواطن أن يتحدث عن أي حقوق له، ما دام السفيه الأكبر نفسه “غلبان”، ليؤسس بذلك حالة من تطبيع الفقر، يصور فيها تساوي السفيه وشعبه على شظف العيش.



تقول الناشطة شرين سيد: “النهاردة اتصلت بينا واحدة قريبتنا من حلوان .. نزلت انتخبت السيسي بتقولي واحنا طالعين أدوا لكل واحد شنطة فيها ك رز و ازازة زيت و باكو شاي وكيس سكر هي و جوزها .. و بتوصيني انزل الحقلي شنطة”.
 وتضيف:”الشعب دا فقير و جعان و بيفرح اوي ب ابو بلاش ودا شي مش وليد النهاردة .. دي تربية انظمة على مر سنين طويلة .. طول مافيه فقر و جوع ومرض وحوجه طول ما اي نظام هيفضل ماشي على نفس الوتيرة.. الشعب دا لو شبع هيفكر ولو فكر هيتعلم و هيقرى ولو قرأ الدنيا هتتغير .. وهما مش عايزين الدنيا تتغير”. 
 تطبيع الفشل في نوفمبر 2016، قررت سلطات الانقلاب عبر ذراعها البنك المركزي تعويم الجنيه، ليرتفع الدولار من 8.8 جنيهات إلى حوالي 18.5 جنيهًا حاليًا، وإضافة إلى تعويم الجنيه، تضمن برنامج الإصلاح خفض دعم المحروقات وفرض ضريبة القيمة المضافة، وتسبب تعويم العملة في موجة تضخم غير مسبوقة للأسعار بلغت ذروتها في يوليو 2017 حين سجّل المؤشر السنوي 34.2%. ويعيش نحو 28% من سكان مصر (104 مليون نسمة) تحت خط خط الفقر وفقًا للإحصاءات حكومات الانقلاب، وتقول عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابقة في جامعة القاهرة علياء المهدي،أن قرار تحرير سعر الصرف كان “الأسوأ في تطبيقه” بسبب انعكاساته السلبية على المواطنين وما نتج منه من ارتفاع الأسعار. يقول الناشط أمير هاشم: “القرار القادم بعد تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر لنسخة ثانية .. وبعد غلاء البنزين تاني ورفع كل الدعم ع باقي الحاجات البسيطة اللي لسه عليها دعم ..هو الغاء فترة ال 8 سنين ..ده المتوقع و الطبيعي واللي هيحصل .. قول يا بني ياللي ورا تحيا مصر تلات مرات بسرعة”. 
ويقول الناشط محمد المصري:” انزل يا عبد منك ليه وخد مراتك الجارية ترقص وانتخب انت وهى سيدكم وتاج راسكم وولى نعمتكم اليهودى #السيسى بايع ارضكم واللى فقركم وشرد عيالكم ووكسكم وطلع ميتين ابوكو من كتر غلاء الاسعار والفساد والنهب عشان تدعم العصابة اللى بتنهبك فى حمايته”.
3 بناطيــل وشــرابين 
وغرد الناشط سليمان النوبي قائلاً: “3 بناطيل وشرابين وتي شيرت 3000 جنيه، الله يخرب بيتك يا بلحة الكلب”، ويتوقع خبراء أن يطلق السفيه السيسي أبواقه الإعلامية للتمهيد لتعديل دستوري يبقيه في السلطة لفترات عديدة مدى الحياة، بدلا من فترتين فقط، وهو ما كان ينتويه خلال الفترة الأولى، وتراجع عنها بتوصيات استخباراتية.



هذا الثمن الذي سيدفعه المصريون خلال الفترة المقبلة، ولن يتحمل عنه الأعباء المعيشية احد، حتى لو قدمت له كرتونة سلعمن الجيش اليوم أو من رجال الأعمال، تلك المساعدات التي يشترى بها الصوت أو تقليل الغضب الشعبي، لن ترفع عن المواطن الغلاء أو توجد له فرصة عمل، في حين أن كافة القوانين الدولية تؤكد على حق الإنسان ان يحيا حياة كريمة.
 ومع تزايد العمليات الإرهابية التي تسللت من داخل سيناء إلى العاصمة، يصر السفيه السيسي على ترويج خطابات إحكام السيطرة، باعتبار الظرف العصيب الذي تشهده مصر، وعليه تتقاطع خطابات التدجين في ترويض الشعب تجاه أي إجراءات استثنائية في قابل الأيام، وأنه لا سبيل للهرب، فالأزمة كما يروج السفيه لها تعم الجميع. ومع غياب الرؤية الاقتصادية يحل البيع والشراء وبحث لا ينتهي عن مال سريع بدءًا من جيوب الحلفاء الأثرياء إلى برنامج اقتصادي عنوانه “صبح على مصر بجنيه” لكي يتم استهداف آخر جنيه في جيب المواطنين المُعدمين، وليس من الضروري هنا أن يروج سبب دفع المال ولا العائد الذي سينالوه منه، ليوفر السفيه عنهم عناء التفكير ويستجلب صيغة يقول فيها “والله العظيم أنا لو ينفع أتباع لأتباع” و” مش هناكل يعني مناكلش إيه يعني” عبارات كهذه، يعد التندر بها دون معرفة ما تؤسس له من مفاهيم، حالة من تطبيع الفشل ومأسسته في الفضاء العام.


ليست هناك تعليقات: