الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

الموساد: معلومات لمسؤول مصري غيرت مسار حرب 73 لصالحنا - فيديو


الموساد: معلومات لمسؤول مصري رفيع
 غيرت مسار حرب 73 لصالحنا


نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا عن رئيس الموساد خلال حرب 1973 تسفي زمير ومسؤولين آخرين قولهم، إن "المعلومة الذهبية" التي قدمها المسؤول المصري الرفيع، قام الموساد بتجنيده لصالحه، كشفت عن المخططات العسكرية المصرية لمستقبل الحرب، مما أسهم ليس فقط في إحباطها، بل وبتغيير مسار الحرب لصالح إسرائيل.
وأوضح زامير أن "المعلومة الذهبية" جاءت في أثناء اجتماع وصفه بـ"المصيري"، عقده المجلس الوزاري المصغر لشؤون الحرب في 12/10/1973 بقيادة رئيسة الحكومة آنذاك غولدامائير، بعد ستة أيام على اندلاع الحرب، حيث قدم وزير الحرب موشيه ديان خلاله "توقعات بالغة القتامة والسوداوية" عن مستقبل الحرب، وتوقع أن يضطر الجيش الإسرائيلي للانسحاب والدفاع عن تخوم تل أبيب.
وأضاف زامير: "فجأة، بعد أن ساد التشاؤم الاجتماع رن الهاتف، حيث طّلب مني أن أرد عليه، فخرجت مسرعا وعدت بعد ساعة، وأبلغت مائير والوزراء بأن مسؤولا مصريا رفيعا، يعمل عميلا لدى الموساد، اتصل قبل قليل وزود ضابط الموساد المشرف على تشغيله بتفاصيل الخطة الهجومية المصرية المستقبلية، التي كان يفترض أن تبدأ بعد يوم". 
 وأشار زمير إلى أن المعلومات "أظهرت أن لدى المصريين نية تنفيذ عمليات هجومية في عمق سيناء، إلى جانب أن المسؤول المصري العميل قدم معلومات وافية حول تفاصيل وآليات تنفيذ هذه العمليات". 
 وحسب زامير، فإن المسؤول المصري العميل "أبلغ الموساد بأن أهم بنود الخطة المصرية تنص على إنزال مظليين مصريين، بـأعداد كبيرة من خلال مروحيات في محيط مواقع عسكرية إسرائيلية مهمة في عمق سيناء، والقضاء عليها".
 واللافت، حسب الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين شددوا على أن هذا العميل "ليس أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، مع تأكيدهم مجددا أن مروان كان أيضا عميلا للموساد، وزود إسرائيل بمعلومات بالغة الأهمية والخطورة قبل الحرب وخلالها وبعدها".


وثائقي عن حرب أكتوبر 1973
 يكشف أسرار الخيانة التي حصلت في تلك الفترة 
ودور أشرف مروان


في الذكرى السابعة والثلاثين لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، وللمرة الأولى، عن اجتماع عاصف للحكومة الإسرائيلية يوم إندلاع الحرب, وتحديداً عند الساعة الثالثة من ظهر الأحد 7-10-1973، بناء على طلب من رئيسة الوزراء غولدا مائير.
وكشف التقرير تفاصيل مثيرة، وأكد حالة الخوف والارتباك التي سادت صفوف القيادة الإسرائيلية آنذاك، كما أشار إلى التصور الذي كان قد وضعه وزير الدفاع موشيه ديان في تلك الفترة حول سقوط التحصينات والمواقع الإسرائيلية، وإلى مطالبته بترك جرحى الجيش الإسرائيلي ينزفون في مواقعهم، لأنه لا يمكن إنقاذهم.
التخلي عن الجرحى
 دايان (يمين) وبجانبه ارئيل شارون
وجاء في التقرير "بعد أكثر من يوم بقليل على بداية الهجوم المصري والسوري المنسق، وبالتحديد يوم 7-10-1973، دعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى جلسة وصفت بالدراماتيكية، قدم خلالها ديان وصفاً دقيقاً لكيفية سقوط المواقع والتحصينات الإسرائيلية واحداً تلو الآخر على طول خط قناة السويس، مؤكداً أن خط القناة الذي كان يعرف باسم "خط بارليف" قد سقط وانتهى أمره، مقترحاً انسحاباً إسرائيلياً حتى منطقة المضايق بعمق 30 كم بعيداً عن قناة السويس وترك الجرحى الإسرائيليين داخل المواقع التي سقطت في الهجوم، قائلا :"لأنه لا يمكننا إنقاذهم يجب تركهم وإنقاذ ما نستطيع إنقاذه في مواقع أخرى. ومن يقدر منهم على مواصلة طريقه وصولاً للمواقع الإسرائيلية فليفعل، ومن يريد الاستسلام يستسلم. وعلينا أن نقول لهم إننا لا نستطيع أن نصل إليكم، حاولوا التسلل أو استسلموا".
نمر من ورق
وبحسب التقرير فإن ديان توقع أن تؤدي الحرب إلى سخرية العالم من إسرائيل واعتبارها نمراً من ورق، سينهار مع أول هجوم عليها، فتدخلت مائير قائلة: "شيء واحد لا أفهمه. اعتقدت بأننا سنبدأ بضربهم (تقصد القوات المصرية) فور عبورهم القناة ماذا حدث؟!!" فرد ديان عليها بالقول "لقد ذهبت الدبابات وكان لهم غطاء مدفعية فدمروا دباباتنا والطائرات لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ. لقد سمحت 1000 فوهة مدفع للدبابات باجتياز القناة ومنعتنا من الاقتراب. إنها الطريقة والتخطيط. إنها ثلاث سنوات من الإعداد والاستعداد".
وذكر ديان خلال الجلسة أن تقديراته لقوة "العدو" كانت خاطئة، موضحاً أنه "ليس هذا وقت حساب النفس. لم أقدر جيداً قوة العدو وبالغت في تقدير قوتنا وقدرتنا على الصمود، إن العرب يقاتلون بشكل أفضل بكثير من السابق ويوجد لديهم الكثير من الأسلحة. إنهم يدمرون دباباتنا بالأسلحة الفردية وتشكل الصواريخ مظلة صعبة لا يمكن لسلاحنا الجوي اختراقها، وأنا لا أعرف ما إذا كنا قد قمنا بضربة وقائية، فهل كان ذلك سيغير من الوضع بشكل كبير أم لا".
وقال: "كان لدي شعور بأننا سندمرهم في الطريق وكانت لدينا تقديرات مبنية على الحرب السابقة وهي لم تكن صحيحة. كانت لنا وللآخرين تقديرات غير صحيحة عما سيحدث في حال حاولوا العبور".
العرب لن يوقفوا الحرب
وأضافت "يديعوت احرونوت"، بأن ديان قال: "إنهم العرب يريدون احتلال إسرائيل"، واصفاً الحرب بأنها "سيناريو يوم القيامة"، فردت مائير بقولها، إن العرب لن يوقفوا الحرب، فأجاب ديان إنها حرب على وجود أرض إسرائيل، العرب لن يوقفوا الحرب وإذا أوقفوها ووافقوا على وقف إطلاق النار فإنهم سيعودون إليها مجدداً. لقد وصلوا معنا إلى الحرب الوجودية وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فإن هذا الأمر لن يحل شيئاً".
وأضافت مائير بحسب ما نقلته الصحيفة: "لا يوجد أي سبب يدفعهم للتوقف, لماذا لا يستمرون؟! ليس الآن، إنهم يشتهون رائحة الدم"، فرد ديان: "يريدون احتلال أرض إسرائيل وتصفية اليهود، أنا متأكد من أن الأردن ستدخل الحرب، لا يمكننا السماح لأنفسنا بعدم الاستعداد، هناك حاجة لاستعدادات بالحد الأدنى ويجب علينا أن نفحص الاحتياط ويجب أن نعد قوة تتصدى لكل محاولة أردنية لاقتحام الضفة الغربية وربما يسمح الأردن للمخربين (يقصد الفصائل الفلسطينية) بالعمل ضدنا".
ورداً على تساؤل لغولدا مائير إن كان ديان يقترح أن تطلب إسرائيل وقف إطلاق النار فورا، قال ديان حاسماً "نحن لا نقف"، فاقترحت مائير طلب مساعدة وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، فوافق ديان يائساً وطلب التوجه للولايات المتحدة لشراء 300 دبابة.
لا نستطيع الصمود
وأضافت الصحيفة: أنهى ديان عرضه أمام الحكومة بالتلميح إلى ضرورة استخدام وسائل أخرى لصد الهجوم ودفع الخطر عن إسرائيل، قائلا: "إن كميات الأسلحة لديهم فعالة ومؤثرة وتفوقنا المعنوي لا يصمد أمام هذا الكم والأعداد حاسمة جداً".
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه بعد أقل من ساعة على بداية الجلسة دخل رئيس الأركان دافيد إليعازر حاملاً اقتراحات لصد الهجوم وبلورة خطة هجومية مضادة، وقال: "إننا نقف أمام قرارات مصيرية. ولا مجال للخطأ".
وطرح إليعازر ثلاثة خيارات:
الأول: نشر فرقتين لبناء خطأ دفاعي مؤقت، لصد الهجوم وبعدها شن هجوم مضاد، موضحاً أنه ليس واثقاً من القدرة على صمود هذا الخط الدفاعي من الأساس، ناهيك عن قدرته على شن هجوم مضاد.
الثاني: حشد قوات الجيش الإسرائيلي على طول خط المضايق في عمق سيناء, ولكنه قال إن هذا الخيار سيكون مكلفاً للغاية.
الثالث: طرح إليعازر خياره الأخير والذي وصفه "بالخطير"، قائلاً "تشاورت مع عدد من أعضاء هيئة الأركان، واقترحوا أن نهاجم قناة السويس ثم نمضي قدماً". ووفقاً لهذه الخطة ستتقدم الفرقتان اللتان يقودهما كل من أبراهام إيدن "بيرن" وأريك شارون، لقناة السويس ومهاجمة قوات العدو، ولكن هذه مقامرة، لأنه توجد فرقتان عسكريتان فقط بين تل أبيب وقناة السويس، وإذا فشل هجومنا على القناة، ستكون لدينا ثلاث فرق عسكرية مدمرة، وبعدها سيدخل العراقيون والجزائريون، وخلال يومين أو ثلاثة ستنتقل الحرب إلى داخل إسرائيل".
هجوم مضـــاد
دبابات إسرائيلية مدمرة في سيناء
وبعد استعراضه لتلك السيناريوهات، اقترح رئيس الأركان الإسرائيلي شن هجوم مضاد، لكن ليس عبر قناة السويس وإنما ضد تجمعات القوات المصرية التي عبرتها قائلا: "ربما بمساعدة 200-300 دبابة وبدعم جوي نستطيع كسر القوة المصرية التي عبرت القناة، وحينها نعود مرة أخرى للوقوف على خط الجبهة. إذا نجح هذا الأمر سنكون في وضع جيد وإذا فشلنا فالخسارة لن تكون فادحة وسيتبقى لدينا بعض القوة للانسحاب حتى الممرات والتحصّن هناك".
وبالفعل حاولت إسرائيل التقدم من خلال هذا الطرح, ودارت واحدة من أعنف معارك الدبابات منذ الحرب العالمية الثانية, ولم تتمكن من إحداث خرق في تكتل القوات المصرية، وفقدت عدداً هائلاً من الدبابات.
قصــة الثغرة
وفي الثالث عشر من أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد قيام القوات المصرية بعملية تطوير الهجوم شرقاً في عمق سيناء لتخفيف الضغط على القوات السورية التي تقاتل في جبهة الجولان، والدفع بقوات من غرب القنال، مما تسبب في إيجاد منطقة غير مأمنة دفاعياً اكتشفتها طائرات تجسس أمريكية بين الجيش المصري الثاني، والمتمركز من مدينة الإسماعيلية جنوباً وحتى بورسعيد شمالاً، والجيش الثالث، من الإسماعيلية شمالاً وحتى السويس جنوباً، وبدأت إسرائيل في محاولة استغلال تلك "الثغرة" في شن هجوم مضاد.
وجرت معارك شرسة في الفترة من 13 وحتى 16 أكتوبر (تشرين الأول)، بين القوات المصرية وقوات أرييل شارون التي كانت تحاول التقدم وعبور القناة, إلى أن تمكنت أعداد محدودة من الجيش الإسرائيلي من العبور عبر بحيرة التمساح, وفشلت تلك القوات في دخول مدينة الإسماعيلية, وتقدمت جنوباً نحو السويس, ورغم وصولها لأطراف المدينة, إلا أن القوات الإسرائيلية فشلت في احتلال السويس، بفضل قوات الدفاع الشعبي وأعداد محدودة من عناصر المخابرات المصرية, وبعض المتطوعين العرب.
وبقيت المدينة التي حاولت القوات الإسرائيلية تطويقها صامدة حتى 24 أكتوبر (تشرين الأول) بعد دخول قرار وقف إطلاق النار الذي صدر في 21 أكتوبر (تشرين الأول) حيز التنفيذ، وبعد تهديد مصر بتصفية "الثغرة" عسكرياً، حتى وإن تسبب ذلك في سقوط ضحايا من الجانب المصري.


ليست هناك تعليقات: