الاثنين، 3 أبريل 2017

تجربة الفتي المشاغب .. إسلامي,ليبرالي,علماني.فيديو


إعــــــلام الثورة و الشـــرعية
صناعة الكذب فى الأعلام المصري



مهنة الإعلام رسالة هدفها الأول نقل الخبر والحدث بصدق، ليطلع الناس على ما يجري من حولهم، وهدفها الثاني هو الرقي بفكر المجتمع وتثقيفه ،ومن هنا يصبح الإعلام من منطلق هذين الهدفين سلاح ذو حدين، مدمر وسلبي عندما يكون الخبر والنقل مشوهاً ولا يعبر عن الواقع ولا ما يحدث فعلياً، وبناء وإيجابي عندما يصبح أداة بناء وتقويم لتصحيح الأخطاء وإبراز الحقيقة المطلوب معرفتها ومعالجة الخلل. فإعلامنا المصاب بأمراض عضال أخطرها ما يسمى بعدم المهنية، حيث تحول الإعلام الحكومي إلى "مطبلتية" لا يعرفون شيء إلا التسبيح بحمد الحاكم الاله الذي لا يخطئ، والذي لا تجوز محاسبته، أما إعلام الثورة والذي من المفترض أن يكون على عكس الأول لأننا ننتقدهم لعدم إظهارهم الحقيقة للجمهور، ونعيب عليهم عدم المهنية بدفن رؤوسهم بالرمال فلا يرون أخطاء الحاكم ولا يناقشون سقطات الحكومة، نجدنا نقلدهم من دون وعي ربما وربما بوعي فنحن نرفض أن نناقش أخطائنا، وأصبحنا نصنع هالة مقدسة للرموز الثورية، فلا يجوز أن نقول أنهم أخطأوا أو أننا جميعا أخطأنا ، ومن يفعل ذلك يصاب بلعنة التخوين شأننا شأن إعلام السيسي. 
 -- في هذا المقال سأتناول تجربة إعلامية مهنية وسط أعلامنا اللامهني، فهو قد اختلف حوله الكثير في الآونة الأخيرة منهم من انتقده بغير موضوعية، ومنهم من خونه بالكلية، وكل هذا ليس لشيء إلا أنه يتقن عمله. أنه المشاغب محمد ناصر، ليس محمد ناصر كشخص، إنما كفكرة، فهو صاحب الكاريزما المميزة ، وهو الشاعر والسيناريست وكاتب الأغنية، مقدم أحد البرامج قُبيل الثورة على قناة ساويرس، وهو من عُرض عليه بعد الانقلاب العمل بأحد الفضائيات الهامة التابعة للانقلاب، إلا أنه رفض وأنضم إلى إعلام الثورة و الشرعية التي يراها كثيرون محسوبة على الإخوان، والتي تتعارض للوهلة الأولى لميول أي الفنان. فعمل أولا بقناة الشرق، ثم بقناة مصر الأن التي لمع فيها نجمه، ثم مكملين ، محمد ناصر تجربة إعلامية متكاملة، فمن يتابع أسلوبه يعلم أنه بعيد كل البعد عن توجهات التيار الإسلامي، لكنه ثوري خارج نطاق التصنيف الذي يعشق الغالبية وضع الأشخاص تحت مسمياته "إسلامي- ليبرالي- علماني " لذا فبعد أن أنضم لقناة مكملين حدث عليه هجوم للأسف من داخل المعسكر المناصر للإخوان باتهامهم إياه بأنه مدسوس على القناة وعلى الإخوان، وهذا فقط لأن الرجل لم يتبع نفس النمط التقليدي لأعلامي التيار الإسلامي، وزادت تلك الموجه من الاتهامات خاصة بعد انفراد محمد ناصر بمعلومات حصرية من داخل أروقة العسكر على أعلى مستوى من القيادات. لم ينظر حينها قصيري النظر أن ذلك يعد نجاح لتلك التجربة، وهي امتزاج التيار الإسلامي برموز فنية شريفة، والخروج من صندوق الأفكار العقيمة التي تعيد اختراع العجلة كل يوم. 
 أمتاز محمد ناصر أو تجربة محمد ناصر بأن الرجل دائما يأتي بعكس المتوقع، فهو لا يخشى الاقتراب من المناطق الشائكة، وقد ظهر ذلك جليا حينما ظهر برنامجه الجديد "كلام كبير" والذي من خلاله فتح موضوعات أبتعد عنها الكثير خوفا من الانتقاد والهجوم فكانت حلقة " المصالحة" كاشفة لما نعانيه نحن معسكر الشرعية من نقاط ضعف ورفض لمواجهة ما يدور ويتداول بيننا، ففضل الجميع تقليد قرود الحكمة" لا أرى لا أسمع لا أتكلم" وعندما تمرد ناصر على ذاك النمط وأسقط ورقة التوت ليواجههم بما يدور خرج المؤيد للمصالحة والرافض لها يتهمه بالتخوين و يتهم القناة بتلقي تمويلات للتنازل عن الشرعية، رغم أن الرجل لم يتبنى الفكرة ولكنه عرض ما يدور وألتزم الحيادية المهنية، فلم يرد الهجوم بهجوم واستمرت مكملين تكمل طريقها بمهنية فهي تعمل لصالح الثورة لا لصالح فكر معلب عقيم. فاذا أرد التيار الإسلامي حقا أن يصحح أخطاء وتقصير الماضي في مجال إعلامه فعليه أن يستنسخ لنا تجارب أخرى لمحمد ناصر كي تستطيع أن تخاطب شرائح أوسع وعقليات مختلفة من كل التيارات. يجب أن تتذكروا أن العسكر صنع جيل أو أجيال من الأمية الثقافية ليس ذلك فحسب بل أيضا هي معادية لأي تيار إسلامي، في نفس الوقت الذي أنسحب فيه التيار الإسلامي من المجال الإعلامي والفني تاركا الساحة للعسكر والليبرالية تشكل عقول وشخصيات المجتمع، لذا يجب عليكم أن تسترجعوا تلك الأجيال وتكونوا متواجدين لتشكيل أجيال جديدة. يجب أن يمتلك التيار الإسلامي بالإعلام شخصيات تستطيع التعامل مع كل شرائح المجتمع بدايتا من الشخص البسيط الذي لا يعرف ولا يعلم شيء غير مأكله ومشربه، وصولا لذاك المثقف الذي يظن أنه أكثر الناس علما. علينا أن نخرج خارج دائرتنا المقدسة أن نكف عن الحديث مع أنفسنا ومع من يحملون نفس أفكارنا، علينا التحدث مع من يخالفونا ويعارضونا كي يجمعنا حوار يثمر عن نقطة التقاء. محمد ناصر تجربة إعلامية ناجحة وأن كان علينا أن نشكر أحد لخروجها فعلينا أن نشكر قناة مكملين التي تحملت عناء التجربة والخروج عن القولبة النمطية، شكرا قناة مكملين، شكرا لفريق عمل مصر النهارده، شكرا للرائع محمد ناصر

صناعة الكذب 
فى الأعلام المصري في ثورة 25 يناير







ليست هناك تعليقات: