لا تلومــوا أردوغــان في لحظــة استثنائية
و لكن اللوم كل اللوم على الشعوب التي سكتت عن الظُلم
و ارتضت المذلة سبيلاً إلى لُقمة العيش المُهين.
و لكن اللوم كل اللوم على الشعوب التي سكتت عن الظُلم
و ارتضت المذلة سبيلاً إلى لُقمة العيش المُهين.
عندما تكثر الخطوب و تتسع دائرة المؤامرات فلا تلومن المُحاصَر إذا ما استعان على الذئب بدب قوي أو تراجع خطوات إلى الخلف تفادياً لسقوط حتمي بكل المقاييس ! شخصياً لا أبحث عن المُبررات لتصرفات أردوغان و فريق عمله و لكن من الإنصاف ألا نحكُم على تقاربه مع روسيا رغم إجرامها بحق أهلنا في سوريا .
تُركيا كانت مُحتلة بالوكالة عبر العسكر حتى 2002.م عندما فاز حزب العدالة و التنمية ليُشكل أول حكومة إسلامية في تاريخ تُركيا الحديثة بعدما انقض العسكر على الحُكم في الانقلاب المشئوم على "نجم الدين أربكان" رحمه الله .. و أودع هو و 27 من رجال حزب "الرفاه" الإسلامي – في السجون و كان بينهُم أردوغان . تعلم أردوغان من تجربة "أربكان" و كان عليه أن يناور و أن يتماشى مع التيار حتى لا ينقلب عليه العسكر المُتربص و من وراءه أوربا الصليبية و الصهيونية و أمريكا .
في إحدى جلساتنا في أبو ظبي قال لي مُحدثي الإماراتي : أردوغان صهيوني ..! و كان أردوغان قد مرت عليه سنة (2003.م) على حُكم تُركيا، فقُلتُ لمُحدثي و للجمع من صُحبة العمل : لا تحكموا على أردوغان الآن و أجلوا حُكمكم و ستكشف الأيام عن حقيقة الرجل .
كُنتُ أتابع الملف التُركي و الأحداث بالمنطقة العربية الإسلامية و حجم التآمر ، و ما يُراد للأمة من شرٍ مُستطير ظهر جلياً بصورة وقحة و مُستفزة بعد غزو العراق . و برز نجم د. أحمد داوود أوغلو كوزير خارجية قبل أن يُصبح رئيس وزراء و ظهر كتابه عن العُمق الاستراتيجي ليفتح آفاق الباحثين حول مفهوم البُعد الأمني الإقليمي. حاولت تُركيا التقارب مع العالم العربي رغم ظاهر دعوة أردوغان بالتقارب مع أوربا و محاولة الدخول إلى الاتحاد الأوربي . و لعل أردوغان قد اتخذها مطية لإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد و الصناعة على نحو جاء مذهلاً .
وقفت تُركيا مع ثورات الربيع العربي لعلها تجد نصيراً وسط الخطوب و الأنواء و كُلنا يعرف حقيقة الحُكام العرب و تواطئهم على شعوبهم و على الإسلام ! بعد المحاولة الانقلابية العسكرية الفاشلة – أصبحت تُركيا في مهب الريح – بعد أن ظهر حجم التآمر عليها من الأوربيين و من أمريكا نفسها و من الصهاينة بعدما أبدى أردوغان عبر أفعاله انحيازه لقضايا الأمة و الدفاع عنها .. و قد آوى الملايين من السوريين الذين تقطعت بهم السُبل عبر تدمير سوريا و التواطؤ الدولي عليها.!
قبل أن نتهم أردوغان بالتفريط لابُد أن ننظر إلى المشهد العام بدقائقه و بكل ما يُحيط بتركيا من تآمر – من المُحزن أن أقول أن "محمد بن زايد" و "محمد بن راشد" فرسي الرهان في التآمر على الأمة و في القلب منها القاهرة و أنقرة ..... و لا ننسى الدور الخسيس لـ "محمد دحلان" و ميلشياته المُجرمة . وظف مال الخليج ليكون عوناً في الحرب على الإسلام و أهله ....! فماذا يصنع أردوغان و هو وحيداً في العراء مكشوف الظهر تُحيط به الأعداء من كُل جانب .
حتى تنظيم الدولة لم يترك تُركيا و قد أعلن الحرب عليها و كأن طريق تحرير القدس كما يدعي الأفاقين يمُر عبر تدمير أنقرة و القاهرة و سوريا و العراق و اليمن التعيس .
حجم التواطؤ غير مسبوق و حتى السعودية التي أملنا فيها الخير بعد مجيء الملك سلمان طلع "سلمان" مقلب و أظهر أنه كسلفه من آل سعود . إيران و الصهاينة وجهان لعُملة واحدة و هدف كليهُما السيطرة على العالم العربي و قد ظهر الوجه الحقيقي و القبيح لإيران الفارسية الصفوية البغيضة.
لا تلوموا أردوغــان في لحظة استثنائية و لكــن اللوم كل اللـوم على الشعوب
التي سكتت عن الظُلم و ارتضت المذلة سبيلاً إلى لُقمة العيش المُهين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق