الاثنين، 27 مارس 2017

لمن يوجه السيسى أسلحته؟



«السيسي فرعون مصر الجديد وهذا مصيره»! 
أوروبا تساعد السيسي عسكرياً لحمايتها
 من الإرهاب والمهاجرين.. 
لكن لمن يوجه السيسى أسـلحته؟


مرت 6 عقود على تأميم الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر لقناة السويس.
 إلا أن رسالته مازالت تترد: تتمتع مصر بوضع جيوسياسي لا غنى عنه، وهي تعرف ذلك. 
. تربط قناة السويس مصر بأفريقيا وآسيا وأوروبا . 
ومنذ 1859، مع بدء المصريين بحفر قناة السويس تحت الإشراف الفرنسي، زادت القناة من تعقيد العلاقات بين القاهرة وبقية العالم. 
حين أمم ناصر القناة في 1956، انضمت القوات الفرنسية إلى قوات المملكة المتحدة من أجل استعادتها. 
أغرق ناصر حينها 40 سفينة رداً على ذلك، ما أسفر عن إغلاق الممر المائي أمام الملاحة.
في العقدين التاليين، أصبحت فرنسا الحليف الأجنبي الرئيسي لإسرائيل. 
وتمثلت أشكال الدعم الرئيسية في بيع فرنسا مقاتلات فوغا ماجستر النفاثة إلى إسرائيل، ومساعدتها في البرنامج النووي في ديمونة. 
ومع دعم باريس لتل أبيب باعتبارها حليفاً، دعمت القاهرة الثورة المناهضة للاستعمار الفرنسي في الجزائر. 
 وفي الوقت نفسه، أُغلقَت القناة أمام الملاحة بين عامي 1967 و1975. مع نهاية العصر الناصري، بدأت فرنسا في التحرك بعيداً عن إسرائيل وبدأت في استعادة علاقتها التجارية التقليدية مع القاهرة. وبعد توقيع مصر وإسرائيل لاتفاقية كامب ديفيد في 1978، أضحت قناة السويس إحدى أكثر الممرات البحرية تأميناً في العالم، وتتعامل مع حوالي 7.5% من التجارة العالمية عبر المحيطات. 
  الآن، من المتوقع أن تزداد العلاقات الفرنسية المصرية عمقاً، إذ تنظر فرنسا إلى مصر باعتبارها شريكاً عسكرياً يمكنه التعامل مع تهديد الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى أزمة الهجرة عبر المتوسط.  
 وستستمر فرنسا في سبيل تحويل مصر إلى قوة عظمى في المنطقة. 
وأشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في فبراير/شباط 2015 حين استعدت حكومته لبيع أحدث المعدات العسكرية الفرنسية إلى مصر، وترتيب بعض المناورات المشتركة "أؤمن بأنه من الضروري للغاية أن تصبح مصر قادرة على الحفاظ على الأمن والاستقرار، لا استقرار أراضيها فقط، بل استقرار المنطقة بأكملها". كانت تلك الصفقات هي الأحدث، فمنذ 2015، باعت باريس 4 فرقاطات من طراز جوويند (Gowind) يبلغ وزنها 2500 طن إلى مصر. 
وتهدف هذه التدابير إلى إيقاف الجهات غير الحكومية الفاعلة، بدءاً من الجهاديين العابرين للبحار وحتى الزوارق المحملة بالمهاجرين. وحصلت مصر كذلك على اثنين من حاملات المروحيات الفرنسية من طراز ميسترال BPC-210، والمجهزة بخمسين من المروحيات الروسية المقاتلة من طراز كا -50، القادرة على إطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. 
  في الوقت ذاته، ستحصل ترسانة مصر البحرية على دعم قمر الاستطلاع الفرنسي في المراقبة. 
كما أقام الناتو قنوات دبلوماسية مع مصر لتنسيق ردهم حول الأزمة الليبية، وهي الخطوة التي تُرى باعتبارها وسيلة لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول ليبيا وأزمة المهاجرين. وتعد مصر بالفعل أحد أبرز زبائن قطاع الأسلحة الفرنسي، إذ بلغت قيمة صفقات الأسلحة والخدمات حوالي 8 مليارات دولار سنوياً. 
في 2015، حصدت فرنسا من مصر وحدها على حوالي 5.9 مليار دولار لقاء بيع 25 مقاتلة من طراز رافال. 
وفي أبريل/نيسان 2016، اتفقت مصر وفرنسا على برنامج يتضمن نظاماً عسكرياً للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، بلغت قيمته 1.1 مليار دولار. فاقت المساعدة الفرنسية توفير المعدات فقط. حيث أجرت البحرية المصرية مؤخراً تدريبين مشتركين مع فرنسا: مناورات رمسيس 2016 في مارس/آذار، وتدريبات كليوباترا في يونيو 2016. 
وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية "تضمنت التدريبات إطلاق الذخيرة الحية لصد وتدمير الأهداف الجوية، بالإضافة إلى مهام التزود بالوقود والإمدادات. كما أشرفوا على إطلاق بعض الغارات الليلية من مروحيات مضادة للغواصات". 
تعد هذه المناورات طرقاً لمواجهة الإرهاب.
تعد القاهرة اليوم لاعباً أساسياً في منطقة البحر المتوسط، بسبب هذه الاستثمارات جزئياً، وبحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين في الأمن القومي "فالبحرية المصرية هي أقوى من أي وقت مضى". 
تمتلك مصر أحد أكثر القوات البحرية تجهيزاً في المنطقة، وعلى مستوى العالم، إذ تملك أسطولاً من 319 سفينة.
ولوقت طويل، كانت البحرية المصرية معتمدة بشكل رئيسي على سفن من الحقبة السوفيتية، إلا أن صفقات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تهدف إلى تغيير كل ذلك. لماذا تحرص فرنسا على تعزيز قوة مصر؟ 
تخشى فرنسا، الواقعة على البحر المتوسط أيضاً، من تزايد الإرهاب، وارتفاع عدد المهاجرين عبر البحر للوصول إلى أوروبا. وبالنظر إلى الفوضى المنتشرة في معظم دول المنطقة، تصبح مصر هي الدولة الوحيدة جنوب المتوسط التي يمكنها المساعدة في تأمين المنطقة والحدود الجنوبية لأوروبا. وهو ذات المنطق الذي يقود القوى الأوروبية الأخرى.
أجرت مصر والمملكة المتحدة تدريبات مشتركة لمواجهة الإرهاب. وقال السفير البريطاني إلى مصر جون كاسن خلال زيارته لاحتفالية التدريب البحري "فتحت بريطانيا ومصر صفحة جديدة في تاريخ القوات البحرية العظيم والممتد للبلدين". 
ومثلت هذه المناسبة أولى زيارات إحدى السفن البريطانية لقاعدة الإسكندرية البحرية خلال 8 سنوات، بسبب الاضطراب السياسي الذي واجهته مصر عقب ثورة 2011، وأضاف السفير "الأحداث تتغير، إلا أن مصالحنا المشتركة باقية على الدوام، وهي تتطلب التعاون المستمر".
 في الوقت نفسه، كانت الشراكة العسكرية مع برلين تحت دائرة الضوء في العام الماضي، مع نقل 4 غواصات ألمانية إلى الأسطول المصري في الإسكندرية. وفي مارس/آذار، زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مصر للمرة الأولى منذ 2013، كما أثنت على السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينهما، باعتباره أحد الحماة الرئيسيين لأوروبا في جنوب المتوسط.
بالنسبة لألمانيا، تلعب أزمة اللاجئين دوراً هاماً. 
تأمل برلين أن تتمكن القاهرة من تعزيز الاتفاق التركي الأوروبي الذي أوقف طريق البلقان أمام اللاجئين السوريين. وبحسب أحد المصادر القريبة من القاهرة، ترغب ألمانيا في إعادة اللاجئين لساحل ليبيا الشرقي تحت الحماية المصرية، إلا أن الأمن المصري قلق من حماية اللاجئين في مصر وليبيا، وهو السبب وراء عدم إبرام السيسي للاتفاق مع ألمانيا على ما يبدو.
 إلا أن ليبيا ليس بوسعها –أو لا تريد- إيقاف اللاجئين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، كما أن الاتحاد الأوروبي حريص على إيجاد شركاء آخرين للمساهمة في الدوريات في الجوار. 
أما في مصر، فعلى الرغم من القضايا الأمنية والاقتصادية الداخلية، يوجد جيش قوي على استعداد لمراقبة مياه المتوسط بمقابل. وأصدرت القاهرة تشريعاً لمكافحة الهجرة، بعد كارثة غرق 200 من مواطنيها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويشمل هذا التشريع فرض عقوبات صارمة على مشغلي القوارب ومهربي المهاجرين. وصرح السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل أثناء زيارتها للقاهرة "إن تمكننا من العثور على حل في ليبيا، فستتمتع المنطقة بالمزيد من الاستقرار، وهو ما سينعكس على أمن أوروبا". 
كما قال أيضاً إن مصر تنظر في الخيارات المتاحة لمساعدة اللاجئين قبل أن ينتهي بهم الحال إلى ضحايا المتوسط.  
 وتعهدت مصر بمنع المزيد من الناس من ركوب البحر اتجاهاً للشمال. كما أن حصول مصر على السفن والقمر الاستطلاعي سيساعدها في ذلك. كما سيساعدها في التصدي للإرهاب، في الوقت الذي يصبح فيه جنوب البحر المتوسط مكشوفاً أمام "داعش". ففي 2014، تمكنت داعش من اختطاف إحدى سفن الصواريخ من القاعدة البحرية المتوسطية في دمياط.
... ترهيب خصوم الجيش ...
إلا أن لهذا النوع من الصفقات آثاره السلبية. مصر هي أكبر مستورد للأسلحة بين الدول النامية، وهو ما أدى لانتقاد السيسي بالقول بأن حمى الأسلحة تتعلق بإفزاع خصوم الجيش المحليين، أكثر مما ترتبط بالإرهاب أو اللاجئين. 
 كتب ماجد مندور من مؤسسة كارنيغي مشيراً إلى أن حاملتي الميسترال المصريتين يمكن استخدامهما بسهولة للسيطرة على المدن الحيوية على الساحل الشمالي والقنال مثل الإسكندرية وبورسعيد والسويس، وكانت الأخيرة هي أولى المدن التي خرجت عن سيطرة النظام في 2011. إلا أن الأوروبيين أقل قلقاً بهذا الشأن. 
صرحت ميركل في المؤتمر الصحفي المشترك مع السيسي "نشعر بالسعادة لموافقة نظرائنا المصريين على تخفيف القيود على المؤسسات السياسية"، كما أشادت بالتوقيع الوشيك لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تعزيز علاقة القاهرة بالمؤسسات الأوروبية.
 وبحسب إحصائيات الاتحاد الأوروبي، تساهم دول الاتحاد بحوالي 75% من الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. 
ويبقى الاتحاد الأوروبي أهم أسواق التصدير بالنسبة لمصر، إذ يمثل 29.4% من إجمالي الصادرات المصرية. 
 سيتطلب تحويل مصر إلى قوة عظمى داعمة لأهداف الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط المزيد من استثمارات الاتحاد الأوروبي في اقتصاد مصر المتدهور، والمزيد من الصفقات لتحديث وتنويع مصادر الأسلحة في مصر، إلا أن فعل هذا، سيتطلب من بروكسل غض الطرف عن سجل انتهاكات القاهرة لحقوق الإنسان وحملات القمع على المعارضة الليبرالية والإسلامية.
«السيسي فرعون مصر الجديد وهذا مصيره»!




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: