الأربعاء، 15 فبراير 2017

رسالة أحد المعتقلين إلى زوجته يروي فيها بشاعة ما يتعرضون له



" الحيـــاة حــــق "



كتبت زوجة الدكتور رضا المحمدي ، نص رسالة أعطاها إياها زوجها اليها أثناء زيارته بسجن طرة ، والتي يحكي فيها بعضا مما يتعرضون له من ظلم واضح ، وحرمان من أبسط حقوقهم التي يكفلها لهم القانون والدستور ، ولكننا نعيش في دولة بلا قانون ، ولا يتم تطبيقه الا بما يتماشي مع أهواء السلاطين والقضاة ، يذكر أن الدكتور رضا المحمدي معتقل منذ شهر سبتمبر الماضي ، أثناء تواجده بالحي العاشر مدينة نصر ، وتم إيداعه بسجن طرة علي خلفية قضايا ملفقة ، وهي الانتماء لجماعة محظورة وقلب نظام الحكام وغيرها مما يتم تلفيقه للشرفاء، ويعاني الدكتور المحمدي من عدة أمراض كالسكر والقلب . وكتبت قائلة هذه رسالة من زوجى الدكتور رضا المحمدي يريد أن يعرف الناس جزءا مما يتعرض له هو وغيره من المعتقلين فى مستشفى القصر العينى ويؤكد علي أن الحياة حق وهذه نص الرسالة كما جاءت من يد كاتبها والتي جعل لها عنوانا " الحياة حق " الحياة حق لأنها هبة من الله سبحانه وتعالى وليست منة من بشر هذا ما آمنا به واعتقدناه لكن الظالمين اعتقدوا غير ذلك فظنوا أنها منة من عندهم يهيبوها من يشاءون ويحرمون منها من يريدون فلم يكتف هؤلاء الطواغيت بتغييبنا فى السجون وحرماننا من زوجاتنا وأولادنا وأهلينا وأحبائنا وكذا حرماننا من وظائفنا فزادوا فى غيهم وأرادوا حرماننا من حقنا فى الحياة . 
وتابع قائلا في رسالته لقد ذهبت إلى مستشفى المنيل الجامعى لإجراء قسطرة بالقلب وعدت و لم يتم فحصى كالعادة حيث إننى ومنذ شهرين أعانى من آلام بالقلب وتنميل فى ذراعى الأيسر وحدث لى خلال هذه المدة ذبحة صدرية أربع مرات وبعد معاناة مع إدارة السجن تم عمل الأوراق لذهابى للمستشفى وبالفعل ذهبت خمس مرات و لم يتم عمل أي شئ لأن الترحيلة تأتى متأخرة وأذهب وأعود ولا أحصد من وراء ذلك إلا التعب والنصب وبالأمس بسم الله الأمر وجاءت الترحيلة مبكراً وذهبت للمستشفى وقابلت الطبيب وأوصى بحجزي لعمل قسطرة ولكن لأن البيه الظابط كان فى عجلة من أمره ولا يريد أن ينتظر ساعتين أو ثلاثة حتى أنتهى من القسطرة فقرر سعادته أن أعود إلى السجن وتم تعويدى فى يوم آخر وعندما اعترضت على قراره وأردت أن أمارس حقى فى الحياة وقلت له لن أرجع إلا بعد إجراء القسطرة حتى لو أطلقت على الرصاص فما كان منه إلا أن أصدر أوامره إلى الطبيب كى يكتب تقريراً يوصى فيه بعودتى فى يوم آخر بحجة عدم وجود سرير فى المستشفى مع العلم بأنى أخذت موعد الحجز من أسبوعين وما آلمني ليس تصرف الظابط فهذا أمر متوقع منه ومن أمثاله إنما آلمني بشدة رضوخ الطبيب لرغبة الظابط وترهيبه مع أنه أقسم على معالجة المريض أيا كان كما أن هذا الطبيب هو أستاذ جامعي فى الأساس وهو أولى الناس بالدفاع عن قيمة الحياة فإذا به يهدى هذه القيمة ويطرحها أرضاً تحت بيادة البيه الظابط ومع الشد والجذب مع الظابط وأمناء الشرطة وقعت على الأرض من شدة الإعياء وقام أحد الممرضين بقياس ضغطى ووجده 170/90 وطالبت بطبيب كى يفحصنى فجاء الرد لا يوجد أطباء فى المستشفى يحدث هذا فى مستشفى جامعي وفى قسم القلب وهو من الأقسام الحرجة . 

نعم لا يوجد طبيب لسجين سياسي تهمته حيازة عقل. أستاذ جامعي لا يجد من يعالجه داخل مستشفى جامعي أقول لهذا الظابط ومن على شاكلته : لا تغلُ فى تقدير نفسك ولا تخرج عن دائرتك ، فإنما أنت عبد مخلوق لا رب معبود وأعلم أنه لا إله إلا الله ، وعند الله تجتمع الخصوم . وأكد علي ان حالته هذه ليست حالة خاصة بمريض واحد إنما هى حالة كل سجين. واختمم رسالته بالدعاء قائلا ، اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربنا إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدوٍ ملكته أمرنا ، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى ، ولا حول ولا قوة إلا بك .


ليست هناك تعليقات: