الخميس، 4 أغسطس 2016

نحن مقبلون على ثورة جياع "الأرجنتين 2001 نموذجا".. فيديو



"شعوب وجنرالات" 
 إنتهت الثورة يا ثوار ارجعو بيوتكو زي الشطار
 .. الثوار عادوا للمنازل ..
 فتحـولت «الفترة الانتقــالية» إلى جحيم




"الأنظمة التي تعيش بالعنف والقمع -في إشارة للانقلاب الواقع في مصر - لا يمكن إصلاحها من الداخل للأسف بسبب طبيعتها".
"نظام مبارك الذي كان أقل قمعا وتسلطا من النظام الحالي لم تصلح معه كل محاولات الإصلاح الجزئي والتدريجي من الداخل بسبب سياساته واختياراته هو في المقام الأول، لينتهي الأمر بثورة شعبية عارمة".
●●●●
سوف نتعرف سوياً على أيام الغضب في الأرجنتين، أو الثورة الأرجنتينية التي قامت أيم 19 و20 ديسمبر 2001، لماذا انتفضوا وكيف؟ هل استُغلّت ثورتهم؟ هل ضاعت؟ هل أنقذت؟ هل كان من أقنعهم بأنهم نجحوا بينما هم في الفشل قابعين؟
على أي حال سنتعرف في السطور القليلة القادمة كيف أن الثورة الأرجنتينية طبّقت كاتالوج الثورات بحذافيره ونرى وندقق ونعتبر ففي الاعتبار انتصار..
... كتم الصوت وتنظيف الجيوب ...
الحكاية بدأت في عام 1997 عندما بدأ الركود العالمي في العالم كله والذي ألقى بظلاله بدون أدنى شك على الأرجنتين أيضاً، لأن الأرجنتين دولة صناعية بالأساس تعتمد في اقتصادها على تصدير السلع الغذائية كالحبوب والقمح إلى دول العالم بأسعار أرخص من غيرها لأن العمالة لديها منخفضة الأجور وبالتالي فهي تحقق أرباحا عالية.
وبالتالي كانت الأزمة العالمية ضربة قوية لها، ولكن حكومة مينيم التي كانت تتولى الأمور في تلك الفترة تعاملت مع الأمر بشئ من العند فبدلا من تنويع مصادر الاقتصاد من اقتصاد زراعي بحت إلى اقتصاد زراعي صناعي، لم يمانع من أن يدفع الدول المستوردة عليها، وكان ذلك يكون من خلال الاقتطاع من أجور المواطنين المطحونين بالأساس بينما الأرباح والعائدات يتم توجيهها إلى سداد العجز في الميزانية للدول الغربية أو في تحويل الصناعة الاقتصادية من زراعية إلى أخرى صناعية.
تمادت الشركات الصغيرة من الاقتطاع من أجور العمال  وانخفضت المبيعات بنسبة 21% ، 40% من السكان باتو تحت خط الفقر، الميزانية تورمت اقتصادياً وأصبحت الدولة تنفق أكثر من دخلها، بدأت الأموال الأجنبية من الهروب خارج الدولة.
بدون الدخول في تفاصيل رقمية كثيرة يتعثر على البعض فهمها، فكل ما نريد أن نعرفه مما  أن الأوضاع في الأرجنتين كانت أوضاع اجتماعية اقتصادية شبه منهارة.
وفضلا عن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة فالوضع السياسي هو الأخر لم يبد على أفضل حال بعد الانتخابات بعد أن جرت انتخابات برلمانية في مطلع العام الذي قامت فيه الثورة عام 2001، وامتنع أكثر من 10 مليون عن التصويت من أصل 32 مليون هم إجمالي عدد السكان نحذف منهم الأطفال، وحتى الأقلية التي قامت بالتصويت أعطى ما لايقل عن مليون شخص منهم للأحزاب اليسارية كشكل من أشكال الاحتجاج ورفض النظام السائد أكثر منه انجيازاً لأفكارها.
... الخـروج من القمقم ...
الظلام يكاد يعم البلاد، الغضب في النفوس بلغ ذروته، تناولت سيدة في عقدها الرابع من العمر أحد الأنية المعدنية وطرقت عليها بغضب مرددة "أريد أن أكل" فتابعتها في تناغم لحظي غير مقصودا بيوتا أخرى أناس أخرون يكررون الفعل ذاته.
بدأت الجماهير في النزول للشوارع، وبدأت الأعداد تتزايد بدون تنسيق مسبق، بدأ الفقراء يتجمعون أمام المحلات ويهاجمون المطاعم وينهبون السوبر ماركت، وبدأت حالة من الغضب العارم.
بسبب تدهور الأوضاع فخرجت الجموع الغفيرة إلى الشارع، حاملة الأواني وتطرق عليها في تعبير عن هدف الثورة الاقتصادي وحالة الجوع التي يعانون منها، وقتلت الشرطة منهم من قتلت وسحلت من سحلت حتى جاء قرار إقالة وزير الاقتصاد يوم 19 ديسمبر مساءً.
... سيناريو الفوضى.. اشربو يا ثوار ...
انطلقت وسائل  الإعلام الأرجنتينية تتحدث عن الفوضى العارمة في كل أنحاء البلاد، خاصة بعد أن انطلق الكثير من المحتجين إلى سلاسل المحلات والمطاعم (فرانشايز) ينهبون كل ما فيها مثل ماكدونالدز وغيرها، خرج زعيم الحزب الحاكم في مجلس الشيوخ يتحدث عن حرب أهلية على وشك أن تقع، وتوقفت الحكومة عن سداد ديونها، بدأ المعلقون يتحدثون عن سقوط الدولة، ضباط الجيش يؤكدون أنهم لن يتدخلون لصالح طرف ضد طرف وأن همهم في حال تطور الأمور لفوضوية أكثر من ذلك هو الحفاظ على الشكل النظامي داخل الجيش.
.... سقوط رأس النظام ....
على الرغم من محاولة الرئيس دولاروا تهدئة ثائرة الجماهير الغاضبة بإقالة كافالي وزير المالي الذي ينسب إلى أدائه جزءً كبيراً من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة إلا أن الجماهير التي كانت قد خرجت للشوارع بنداء أريد أن أكل غيرت الشعار إلى أخرجوهم ويقصدون كلاهما، وزير المالية والرئيس، وبالتالي إقالة كفالي فقط أثارت غضبهم وأعادتهم إلى مبنى البرلمان لتشتعل الأوضاع هناك.
وتحت وطأة الضغط الجماهيري وفي شهر يناير من العام 2002 أي بعد أيام قليلة جدا من خروج الجماهير للشارع تم تعيين إدوارد دوهالدي قائدا للمرحلة الانتقالية  وأشادت كافة وسائل الإعلام العالمية وقتها بالثورة الأرجنتينية السلمية، وبالتحول الديمقراطي والسياسي، وبانتصار الثورة .
وبدأت وسائل الإعلام في التأكيد على أن عمليات بيوت أبناء الطبقة المتوسطة تتعرض للسرقة من قبل عصابات الطبقات الفقيرة والجياع في محاولة لإشعال فتيل الحرب الأهلية
1-  انتهت الثورة يا ثوار ارجعو بيوتكو زي الشطار
سارعت القيادات العمالية الهامة بدعم الحكومة والرئيس الجديدين وأخذو يهمشو من أهمية المحتجين في الوقت الحالي ويؤكدون أن الثورة أنجزت أهدافها وحققت التغيير المنشود وأن الثوار راضون عن هذا التغيير في الوقت الذي شكل فيه الثوار قيادات وتنظيمات منفصلة بعد أن وجدو أن كثيرين يتحدثون باسمهم دون أن يمثلوهم بالفعل.
وبدأت وسائل الإعلام في التأكيد على أن الثورة أتمت وأنجزت أهدافها وأن الجماهير تملأ الشواطئ حالياً وأنه لم يبق بالشوارع غير اللصوص وقطاع الطريق وأنه يجب على الجميع أن يعودو إلى بيوتهم ويبدأو العمل من جديد.
2-   مذبحة المماليك تتكرر من جديد
لم ينس رئيس تلك المرحلة الانتقالية الذي أتى عقب قيام الثورة الأرجنتينية كيف كان مشهد خروج الأرجنتينين إلى الشوارع وكان يتوقع تكراره في أي لحظة طالما استمرت تلك الحالة الثورية، وبالتالي أخذ في تفكيكها دون أن يتعرض للثورة نفسها، فبينما كان يغازل مشاعر الثوار ويخدرها بامتداحها وامتداحهم كان يدفع لعصابات الشوارع 50 بيزو يوميا كي يقومو بأعمال تخريبية تنسب لمن يصرو على البقاء في الشوارع حتى الآن وبالتالي تتسع الهوة بينهم وبين الشعب.
 -----------------------------------------------------
  فى ديسمبر عام 2001 ، واضطرت الحكومة الأرجنتينية لخفض الإنفاق العام
 --------------------------------------------------------
  الخطوة الاولى لاسقاط الانقلاب العسكري .. تجربة الارجنتين
 -----------------------------------------------------
 مستقبل الانقلاب العسكري في مصر
 -----------------------------------------------------
حتى لا ننسى | 26 أغسطس 1695 - ثورة «الجياع» في مصر
 -----------------------------------------------------
.. "شعوب وجنرالات" .. 
فيلم يستعرض تجارب الشعوب في 6 دول
 في مواجهة الانقلابات العسكرية
 - البرازيل - الأرجنتين - فنزويلا - شيلي - السودان - تايلاند







؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





>

ليست هناك تعليقات: