الأربعاء، 20 يوليو 2016

الزلزال التركى ,معركة كبرى لتصفية النفوذ الأمريكى الغربى .. فيديو


من يريد التحرر لأمتنا العربية والاسلامية 
 لابد أن يدعم ويؤيد كل هذه التحولات الكبرى في تركيا.



تشهد تركيا هذه الأيام أحداثاً تاريخية سيكون لها تأثير جوهري وكبيرعلى مجريات الصراع في الاقليم. فمنذ عام 2003 وحزب العدالة والتنمية يقوم بعملية تغيير بطيئ للغاية تستهدف نقل تركيا من الارث الأتاتوركي العلماني الراسخ إلى حالة تركيا الطبيعية الأصلية كدولة إسلامية لها دور قيادي في المنطقة. وكانت العلمانية الأتاتوركية راسخة ومنصوص عليها في الدستور وكان الجيش هو عمادها وحاميها بنص الدستور أيضا. وفي البداية استخدم حزب العدالة والتنمية طلب الانضمام للاتحاد الاوروبي كوسيلة لاحداث تعديلات دستورية وقانونية تقصقصها من ريش الجيش.
 ,لكن المؤسسة الأتاتوركية (نسبة إلى أتاتورك وتعني أبو الأتراك وهو مصطفى كمال مؤسس الدولة الجديدة عقب إلغاء الخلافة الاسلامية عام 1924) المؤسسة الأتاتوركية (حيث تحول أتاتورك إلى إله أو نبي) راسخة في مؤسسات الدولة المدنية خاصة في السلطة القضائية ومؤسسات التعليم والجهات الادارية وعموم الدولة وقد حدث تطور تدريجي على كل هذه الجبهات بدرجات متفاوتة ولكن ظلت المشكلة الكبرى في ارتباط هذه المؤسسة العلمانية بأمريكا والغرب، مع علاقة تركيا بحلف الناتو واسرائيل. ومحاولة الانقلاب الفاشلة لم تكن محدودة وشملت بقايا كبرى لهذه المؤسسة (يوجد 114 جنرال معتقل)! واستهدفت العودة من جديد للأتاتوركية. وقد برهن حزب العدالة والتنمية انه بعد النجاح الأكبر في مجال التعليم، انه حقق بعض النجاح في المؤسسة العسكرية والأمنية.
وتم احباط الانقلاب بكتلة أساسية بالجيش + المؤسسة الأمنية ولكن أساساً بمساندة كبرى من الشعب وكل أحزاب المعارضة الرئيسية. ولاتزال معركة تصفية الجيوب مستمرة وهي بالآلاف حتى الآن. ويمكن القول ان حزب العدالة والتنمية حقق الهدف الأكبر بتغيير تكوين ووجهة تركيا نحو الاسلام والوطنية القويمة المستقلة بعملية التطهير الكبرى التي بدأت ولاتزال مستمرة. ولكن المعركة الأكبر والأهم بدأت حول تحرير تركيا بأسرها من النفوذ الأمريكي والغربي.
فهذه الركائز التي تضرب في الجيش والأمن والقضاء والجهاز الاداري هي ركائز أمريكا والغرب. ولذلك بدأت حملة منسقة من الغرب ضد أردوجان، وهي بالمناسبة بدأت قبل الانقلاب بعدة شهور. فأمريكا ترفض تسليم كولن المتهم بتدبير الانقلاب وتحذر أردوجان من عملية التطهير التي بدأها ويسير على نفس النهج فرنسا وألمانيا وكندا والاتحاد الاوروبي، والناتو. وهذه فرصة العمر لأردوجان وحزبه كي يتخلصا من ثقل التدخلات الغربية والأمريكية في شئون تركيا.. بمواصلة عملية التطهير وتحرير القرار التركي من المرجعية الأمريكية ، وكان العداء الأمريكي والغربي قد تصاعد ضد أردوجان على ملف قضية الأكراد في سوريا.
وبدأ أردوجان يعيد النظر في حساباته ويصلح علاقاته مع روسيا ويعلن رئيس الوزراء الاستعداد لتطبيع العلاقات مع سوريا والعراق ومصر وكان ذلك قبل الانقلاب. ونعتقد أن هذا من أسباب التعجيل بالانقلاب. على أردوجان أن يوثق علاقاته بدول البريكس (روسيا- الصين- الهند- جنوب أفريقيا...الخ) وأن يعيد ترتيب البيت الداخلي بعد رفض كل الأحزاب للانقلاب..وأن يفتح صفحة جديدة مع الحزب الجمهوري (الاتاتورتي) الذي رفض الانقلاب، وكذلك الحزب الكردي في البرلمان. وعليه أن يفكر في عقد هدنة مع الأكراد والعودة لطاولة المفاوضات. مع الاستمرار في التطهير والتركيز على صد التدخلات الأمريكية والغربية في البلاد . والتفكير جديا في الانسحاب من الناتو.
وهكذا لايبقى من أدران أتاتورك إلا العلاقات مع اسرائيل. وهذه يمكن أيضا النظر فيها، مع ملاحظة أن اسرائيل لن تعطي تركيا اليد الطولى في غزة بأي حال من الأحوال، إلا إذا أقنعت حماس بوقف الجهاد والاعتراف باسرائيل وهذا غير مطلوب بطبيعة الحال.
كذلك يتعين تحسين العلاقات مع ايران، والبحث عن دور مختلف في سوريا، لأن الدور السابق لم يسفر إلا عن تقسيم سوريا وفتحها لكل أنواع التدخل الأجنبي والتدويل. (المسألة السورية تحتاج لمعالجة مستقلة). ان حالة الهوس الاعلامي الرسمي ضد أردوجان حالة مرضية لاتدرك ايجابيات ما يجري في تركيا. وتركز على الخصومة المصرية- التركية، ولا تلحظ ان تركيا قدمت يدها لمصر حتى قبل الانقلاب. وهذا ما يؤكد عدم صدق الموقف الاعلامي المصري الصوتي والكلامي ضد أمريكا وضد الغرب. ان تحرير تركيا من النفوذ الأمريكي والغربي زلزال سيغير خريطة المنطقة ، وهذا مرتبط بأن يواصل حزب العدالة والتنمية حملته التطهيرية وألا يجفل أمام التهديدات الاعلامية والسياسية الغربية، وليجعل المبادرة في يديه أبداً: حتى ينهي كل بقايا الأتاتوركية.
 ان من يريد التحرر لأمتنا العربية والاسلامية لابد أن يدعم ويؤيد كل هذه التحولات الكبرى في تركيا. ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. ***

تأثير دخول العثمانيين الحرب العالمية الأولى على العرب






ليست هناك تعليقات: