الثلاثاء، 12 يوليو 2016

وأصبح اللعب على المكشوف . دعم تتنياهو لسد النهضة



دعم تتنياهو الصريح لإثيوبيا 
لاستكمال بناء سد النهضة وبناء سدود أخرى 
في دول المنبع بحوض النيل


حرصت إسرائيل طوال 30 عاما هي مدة حكم المخلوع "حسني مبارك" على الحفاظ على صورة الرئيس المصري، زعيم أكبر دولة عربية تملك حدودا مشتركة معها وتقدم لها كل ما تحلم به.
مبارك الذي كان يعرف في الأوساط الصهيونية والصحافة العبرية بكنز إسرائيل الإستراتيجي ، وتطلق عليه الصحافة الامريكية لقب "رجلنا في الشرق الأوسط" ، كان يعرف جيدا حدود ما يمكن أن يرضي به إسرائيل وأمريكا دون أن يهدم صورته عربيا ومحليا .
وعلى الرغم من أن مبارك اعترف في مذكراته التي نشرت بعضا منها صحيفة "روزا اليوسف" المصرية ، بأنه كان يدفع راتبا شهريا حوالي 25 ألف دولار أمريكي من ميزانية مصر، لـ"بنيامين بن أليعازر" وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق ؛ والذي وصفه مبارك في مذكراته بأكثر صديق مقرب له، مقابل تقديمه استشارات سياسية في الشؤون الإسرائيلية، ولم يكن يعلم بهذا الأمر سوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية "زكريا عزمي" "بحسب المذكرات" وهو ما يدلل على مدى حرص مبارك على إرضاء دولة العدو الصهيوني،
ومع ذلك ظلت هناك خطوط حمراء لم يسمح مبارك بتخطيها، مثل إغراق الحدود المصرية الفلسطينية مع غزة وهدم الأنفاق بينهما ،وهو طلب إسرائيل الذي احتفت صحافتها بتنفيذ "السيسي" له ، واعتبرت أن الرب عوضهم بخير من "مبارك" الذي رفضه من قبل.
وكذلك حفر تفريعة جديدة لقناة السويس لتزيد عدد الموانع المائية في حال احتلال سيناء من قبل الكيان الصهيوني ، وقد نشرت الصحف المصرية والعربية بتاريخ 22 فبراير 2007 عن "اقــتراح مصــري إسرائيلي بفصل سيناء عن غزة بقناة مائية، لمنع تهريب السلاح عبر الانفاق ومحاصرة غزة وفصلها عن عمقها العربي والإستراتيجي، ويقضي الاقتراح بحفر قناة مائية كبيرة تمتد على طول "محور رفح" من طابا جنوبا إلى العريش شمالا ،وعلى الرغم من موافقة مبارك على المشروع من حيث المبدأ إلا انه أوقف تنفيذه ، وهو المشروع الذي تم الترويج له مؤخرا في وسائل إعلام الإنقلاب ولا يخدم سوى الكيان الصهيوني"
حتى جاء "السيسي" اليوم ليقدم لإسرائيل أضعاف ما حلمت به ، فقام بتهجير أهل سيناء وإفراغ شمالها تماما من السكان ليتم تقديمها على طبق من فضة للعدو الصهيوني ، فلا يعوق تقدم جنوده شيء ؛ لا بشر ولا شجر ولا حجر ، كما أقام منطقة عازلة بين مصر وغزة وأغرق الأنفاق بالمياه وهدم ما تبقى منها لتزيد عزلة إخواننا في فلسطين وتضمن لإسرائيل مزيدا من التحكم والإخضاع لأهل غزة،
كما حقق السيسي حلم إسرائيل بمانع مائي جديد يضاف لقناة السويس الأصلية، والتي كان عبورها هو المعضلة الكبرى في حرب تحرير سيناء عام 1973م
وبعد اعتراف الحكومة المصرية التي عينها السيسي بإنخفاض إيرادات قناة السويس ، بل وإقتراضها المليارات، لسد عجز التكلفة الخيالية لحفر التفريعة الجديدة، ومازالت تقترض إلى الآن ،تأكدت توقعات الخبراء بكون المشروع ما هو إلا خدمة مجانية "كادو" من مصر لإسرائيل ، دفع الشعب المصري فيه اكثر من 60 مليار جنيه ونزيف خسائر مهول مازال ينزف إلى الآن،
●لم ير الفلسطينيون أياما أكثر سوادا عليهم مما رأوها منذ إعتلاء السيسي على ظهر دبابته وسرقته للحكم،
 لم تعد مصر تغلق معبر رفح عليهم كما كان الحال أيام مبارك ، بل أصبح الطبيعي في عهد السيسي أن المعبر مغلق لحين تكرم السلطات الإنقلابية بفتحه يوما أو يومين كل عدة أشهر ، أصبحت سيناء أشدا خطرا على الغزاويين وحماس من تل ابيب ، فعلى ارضها يمكن خطفهم وإخفائهم قسريا إذا عبر أحدهم للعلاج كما حدث مع 4 غزاويين في شهر أغسطس من العام 2015م،
● لم تعد مصر متواطئة في حرب إسرائيل على غزة كما كان الحال أيام مبارك ، بل اصبحت شريكا علنيا في الحرب أكثر تعنتا وفجرا من الصهاينة أنفسهم ، حتى خرحت مانشيتات الصحف العبرية لتعلن أن إسرائيل تريد إنهاء الحرب لكن شريكهم المصري "السيسي" يرفض ان تضع الحرب أوزارها حتى يتم القضاء نهائيا على حماس،
واعتبرت عدد من الصحف العبرية ان الحرب من الأساس كانت مجاملة للرئيس الإنقلابي الذي يرى في حماس عدوه الأكبر،
وحين أعلنت السلطة الإنقلابية بعد عشرة ايام من العدوان الإسرائيلي الشرس على غزة، كانت السلطات المصرية قامت بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لكنها لم تنسق مع المقاومة الفلسطينية ، وقدمت لإسرائيل كل الشروط التي تحقق مصالحها دون ادنى مراعاة لحقوق الفلسطينيين العزل أصحاب الأرض،  في موقف مخزي و فاضح يمثل أعلى درجات الخيانة من سلطة مصر لعمقها العربي ،
وهو ما دعا الفصائل المقاومة إلى رفض المبادرة أو التحفظ عليها.
●اعتبر مراقبون أن تنازل السيسي عن جزر تيران وصنافير للملكة العربية السعودية، في خطوة بالغة الجرأة لم يسبق لها مثيل في التاريخ المصري كله وتمثل اكبر تهديدا بإسقاط نظامه ، لا يمكن أن تكون فقط في مقابل حفنة من الدولارات تلقي بها المملكة فوق رأس السيسي ،
بل اعتبروها مطلب إسرائيلي ملح بتدويل مضيق تيران خدمة لقناة "بن جوريون" الإسرائيلية وتسهيلا لعبور السفن إليها وهي المشروع الإسرائيلي لربط البحر الأحمر بالمتوسط ، ومتوقع بالإنتهاء منها أن تقضي تماما على قناة السويس وذلك لاعتبارات عدة "سنتكلم بالتفصيل عنها لاحقا"، فبوجود جزيرة تيران ضمن الحدود المصرية يجعل المضيق مصريا خالصا تستطيع مصر في أي وقت إغلاقه في وجه الملاحة ، كما حدث في عام 1967 وكان سببا في الحرب الإسرائيلية ، أما الآن ، فالمضيق دولي لوقوعه بين دولتين.
 ●في 31 أكتوبر 2015 صَوَّتت مصر لصالح إسرائيل منذ قيامها-لأول مرة منذ قيامها- ، لمنحها عضوية لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى بالجمعية العامة للأمم المتحدة،
وعقب هذا الحادث التاريخي،
  وصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية "السيسي" بأنه هدية مصر الخاصة لشعب إسرائيل ، بعد ان وضعت صورته على صدر صفحتها الأولى، ومن قبل اعتبرته صحيفة هاآرتس بطل اليهود القومي في العالم
●ما يقدمه السيسي لإسرائيل يعجز المحتل الإسرائيلي نفسه قبل المواطن العربي على استيعابه،
يقف السيسي في صالة مزينة بألوان العلم إسرائيل (الأبيض والازرق) يعلن من خلالها دعوته لعلاقات اكثر دفئا مع الصهاينة ، لم تكن المناسبة تسمح بذلك ، كان يفتتح مشروع محطة كهرباء بأسيوط ؛فتكلم لمدة 22 دقيقة منهم 8 فقط في الشأن المصري و 14 في السلام المزعوم الذي دعا إليه ليكون أشد دفئا وأكثر تقاربا مع عدو لم يعترف يوما لا بسلام ولا معاهدات،
أراد بكلامه (كما قال هو) أن يعطي للفلسطينيين أمل (شيء معنوي لا يمكن قياسه) ويعطي للإسرائيليين أمان (وهو الأمر الذي يفتقده الفلسطينيين العزل وليس دولة الاحتلال النووية التي تصنف الخامسة على العالم في إنتاج السلاح)
 ●تشتعل العلاقات الدافئة وتزيد سخونتها وحميميتها لنرى وزير الخارجية المصري في إسرائيل يأخذ نتنياهو بالأحضان ليعرب له عن وفاء وإخلاص السلطة المصرية لدولة الكيان الصهيوني،
والتي لم تتزعزع مطلقا أواصر علاقتها الآثمة بالكيان الصهيوني بفعل الضربات التي نالتها على قفاها منه في إفريقيا ، بعد دعم تتنياهو الصريح لإثيوبيا لاستكمال بناء سد النهضة وبناء سدود أخرى في دول المنبع بحوض النيل ،
وهو أول تحرك صريح لإسرائيل في إفريقيا منذ نشأة الأولى وبناء دولتها على أرض فلسطين ، مما عده خبراء أكبر صفعة إسرائيلية على وجه مصر منذ عام 1967 ، وطعنة نافذة في أمنها القومي والمائي،
يقف "سامح شكري" صاحب غزوة ميكرفون الجزيرة ،يعلو رأسه تمثال "تيودور هيرتزل" مؤسس إسرائيل ، ليعلن عن استعداد نظامه لتقديم كل فروض الولاء والطاعة لدولة العدو،
وفي إعتقادي أن إسرائيل توقن بأن أيام السيسي في الحكم محدودة وربما لن تتكرر تلك السابقة التاريخية بوصول مخلص لدولتها مثله ، فلم يعد يهمها صورته أمام شعبه أو العالم 
خاصة وأن السيسي قد انهدمت صورته بالفعل في مصر والعالم العربي منذ إنقلابه العسكري مرورا بحرب غزة ثم بيع تيران وصنافير ،
فبات فقط ما يهمها هو تنفيذ أجندتها على أكمل وجه قبل رحيل السيسي عن الحكم،

.. وأصبح اللعب على المكشوف ..
.

ليست هناك تعليقات: