الجمعة، 10 يونيو 2016

قضية "ريجينى وتهديد مجدى عبدالغفار لـ عباس كامل والسيسى



مفاجــأة كبــــرى فى قضـية "ريجينــى "
 تكشفهــا "بطــانية عســكرية" 

تهــديد مجــدى عبدالغفار لـ عباس كامــل والسيسى
... بالوقوف أمام المحكمة حــال إقالتــه ...


قضية جوليو ريجيني: إيطاليا تدين قرار مصر عدم توجيه اتهام لأربعة ضباط أمن بقتل الباحث الإيطالي..
جوليو ريجيني: ما علاقة السيسي بتخلي إيطاليين عن وساميهما الفرنسيين الرفيعين؟
أعاد الكاتب الإيطالي المخضرم، كورادو أوجياس، وسام جوقة الشرف الفرنسي، أعلى وسام رسمي فرنسي،الذي منحته له الرئاسة الفرنسية في عام 2007، احتجاجاً على تقليد إيمانويل ماكرون، لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي وساماً مماثلاً خلال زيارة الأخير إلى باريس الأسبوع الماضي ...
تسجيل لقاء عباس كامل ومجدى عبدالغفار بمعرفة الأمن الوطنى.. الأمن الوطنى احس بإهانة شديدة بعد نقل ملف "ريجينى" إلى جزار المخابرات الحربية.. بعد وفاة "ريجينى" التعليمات كانت تقضى بإخفاء الجثة إلا ان الأمن الوطنى قام بإلقائها فى الطريق الصحراوى وبجوراها "بطانية" خاصة بالجيش". 
 خرجت مفاجآت جديدة فى قضية الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، الذى لقى مصرعه إثر تعذيبه على يد الأجهزة الأمنية للعسكر، فى يناير الماضى، والذى تم التعتيم على القضية فى الآونه الأخيرة، إلا أن تسريبات جديدة كان قد تم الإعلان عنها، ونشرتها وكالة رويترز الأمريكية منذ شهرين بقيام مصدر أمنى رفيع المستوى ومقرب من التحقيقات عن كشف الحقيقة كاملة، إلا أن نظام العسكر أنكرها كعادته، واعادت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية كشفها اليوم الجمعة، فى تقريرها الأخير عن الواقعة. 
 ومن بين تلك الأدلة التى قد تم ارسالها فى خطاب مغلق إلى سفارة إيطاليا بسويسرا، والتى كشفت عن تهديد اللواء مجدى عبدالغفار للواء عباس كامل وعبدالفتاح السيسى، شخصيًا بعدما تداولات أنباء عن اقالته منذ فترة قصيرة، إلا أن كامل تراجع وذهب إليه إلى مكتبه معتذرًا وتم الاتفاق بعدها على عملية مقتل الخمسة الأبرياء فى التجمع. 


فتح الملف 333 وشهادة الوفاة بالبطانية الميرى.. من أجل التقرب من "السيسى" وحسب ما ترجمة موقع "هافجيتون بوست"، تقول الصحيفة التي جمعت أدلة جديدة من مصادر بالاستخبارات وهيئة التحقيقات في القضية، إن شهادة وفاة ريجيني كُتبت بعد فترة قصيرة من وصوله إلى القاهرة، في سبتمبر 2015، حينما فتح جهاز الأمن الوطني بوزارة الداخلية له ملفاً برقم 333//01/2015، يشرف عليه رئيس الجهاز آنذاك اللواء صلاح حجازي، ويتهمه بالتجسس والتآمر والانتماء لشبكة إرهابية داخل البلاد تخطط للإطاحة بالرئيس السيسي. وتضيف الصحيفة، بعدها، ولقرابة 3 أشهر، أصبح ريجينى، الذي يخضع للمراقبة دون أن يشعر، فريسة سهلة لصراع بين أجهزة الدولة، وتحديدًا المخابرات الحربية والأمن الوطنى، بهدف الوصول لمكانة أعلى داخل النظام، بحسب الصحيفة.   وهو الصراع الذي تجلى فى اعتقاله مساء 25 يناير 2016 من وسط القاهرة، وبالتحديد خارج محطة مترو محمد نجيب، وليس فى منطقة الدقى كما تردد من قبل، ليتم تعذيبه فى المخابرات الحربية، وصولاً إلى إلقاء جثمانه شبه العارى على طريق مصر، الإسكندرية الصحراوى وإلى جواره شىء لم يذكر من قبل، وهو بطانية لا يتم استخدامها إلا فى الجيش المصرى. 


خطاب من مجهول إلى السفارة الإيطالية بسويسرا 
 وتقول الصحيفة إن هذا الأثر تركه شخص، داخل الأجهزة الأمنية، قرر "الانتقام" وتقديم دليل على المسؤولين عن القتل. وحصلت الصحيفة على أوراق باللغة العربية بتاريخ 25 يناير الماضى أُرسلت إلى السفارة الإيطالية في بيرن بسويسرا، ومنها إلى نيابة روما فى الأسابيع الماضية، والتى يتحدث فيها مصدر مجهول يصف نفسه بأنه وسيط لنقل المعلومات بشأن قضية ريجينى والقادمة من إحدى المؤسسات الرئيسية بمصر، وهى رواية غنية بالتفاصيل التى بدأت نيابة روما التحقق منها.   
قصة ضابط التحقيق والشاب "وليد"
 وفى محاولة منها لسرد سير الأحداث حتى وفاة ريجينى، ذكرت "لاريبوبليكا" أن هناك 3 خيوط مهمة: الأول صورة التُقطت لريجينى فى جمعية عمومية لإحدى النقابات فى 11 ديسمبر 2015، والثانى زيارة خلال الشهر ذاته قام بها ضابط بالأمن الوطنى لمنزل ريجينى فى حى الدقى، والثالث اتصال أجراه نفس الضابط بشريك جوليو فى المسكن بعد أيام من اعتقاله. 
 وبحسب الأوراق المرسلة التى بين يدي نيابة روما الآن، قدم رائد بالأمن الوطنى مكلف بالتحقيق حول ريجينى معلومات جديدة للواء حجازى، تتضمن لقاء جوليو بشاب يُدعى وليد، "هو أحد الشباب المعروفين باسم شباب ثورة 25 يناير، وينتمي لمجموعة الاشتراكيين الثوريين، ومقرّها 7 شارع مراد بالجيزة".   
و شارع مراد بح الدق، حيث كان يعيش جوليو ويعمل وليد بأحد البنوك، بالقرب من جامعة القاهرة. هذا وقد رفض كمال خليل، أحد قادة "الاشتراكيين الثوريين"، الحديث للصحيفة قائلاً: "لا أتحدث مع الصحفيين".   ووفق ملاحظات الأمن الوطنى، فقد التقى جوليو ووليد وتناولا الطعام في كشري أبوطارق بشارع شامبليون وسط القاهرة، وتلفت الصحيفة إلى أن سبب الاهتمام هو أن وليد ليس اسماً عادياً لمراقب الأمن الوطن، حيث "تربطه علاقة عائلية من الدرجة الثانية باللواء صلاح حجاز، رئيس الجهاز". وتقول الصحيفة إن اسم وليد لا يظهر ف مفكرات ريجين ولا يعرفه أصدقاؤه الإيطاليون بالقاهرة. 
 وقدم المصدر المجهول لسفارة إيطاليا في بيرن اسم مواطنين مصريين يمكنهما توصيل المحققين الإيطاليين بالشاب (وليد)، لكن الصحيفة تحفظت على نشر هويتهما. وتشير "لاريبوبليكا" أيضاً إلى أن النيابة الإيطالية لديها خيط لهذا الشاب المصرى في إطار تحقيقات القضية، وهو اتصال هاتفى فى أكتوبر 2015 أجراه جوليو مع وليد. وتقول إن هذه الملابسات مهمة بالتأكيد، وربما هو السر وراء إغفالها إلى الآن.   
الملف فى المخابرات الحربية 
بحوزة الجزار في 19 ديسمبر 2015، أُعفى اللواء صلاح حجازى من منصبه كرئيس للأمن الوطنى، وحل محله اللواء محمد شعراوى، ليدفع ثمن خطأين، بحسب الصحيفة، الأول هو التباطؤ الذي أدار به ملف ريجينى، والثانى قراره إعفاء الرائد الذى كشف الاتصال بين جوليو ووليد، قريب حجازى. اشتكى الرائد المُعفى من منصبه للواء عباس كامل، الذي تصفه الصحيفة بأحد أقوى رجال النظام واليد اليمنى القوية للسيسى، وقرر كامل، كما تقول الأوراق التي ساقها المصدر المجهول،  "أن يتم نقل ملف ريجينى من الأمن الوطنى إلى إدارة المخابرات الحربية، تحت إشراف اللواء محمد فرج الشحات". 
وأصبح رقم الملف الجديد هو M.1/25,2009/، وبمشرف جديد هو اللواء فرج الشحات، وتحت رئيس تحقيق جديد هو الضابط جلال الدباغ. وتصف الأوراق الدباغ بأنه "سريع الغضب متكبر وعبقرى فى تطبيق كل ما هو جديد في عالم التعذيب". 

 

وبينما يقضى جوليو عطلة أعياد الميلاد فى إيطاليا، كانت الصراع مستعراً بين الأمن الوطنى والمخابرات الحربية، اللذين يتنافسان على الباحث الشاب كجائزة تؤكد ما يردده النظام عن وجود مؤامرة خارجية والعدو الداخلى.   
اعتراض الأمن الوطنى وإهانته
 وأرسل وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار خطاباً إلى السيسى، يوضح فيه عدم قانونية نقل الملف، وإهانة الأمن الوطني، وعن عمله الذي "سمح بكشف النقاب عن الشاب الإيطالي وشبكة التجسس التى ينتمي لها"، وطلب إعادة الملف إلى الأمن الوطنى.   وبحسب مصدر استخباراتى تحدث إلى "لاريبوبليكا"، احتجزت المخابرات الحربية جوليو مساء يوم 25 يناير، ليس فى محطة مترو الدقي كما تردد من قبل، وإنما على الجانب الآخر من النيل، "حصل جهاز استخباراتي حليف مؤخراً على معلومات من داخل الأجهزة المصرية تؤكد أن جوليو تم احتجازه عند مخرج محطة محمد نجيب"، أي في منطقة المقاهي، حيث جرت مراقبته لشهور من قبل الأمن الوطني والمخابرات الحربية، وحيث كان ينتظره صديق إيطالى فى تلك الليلة. 
التعليمات لم تكن تقضى بإلقاء الجثة فى مكان مكشوف
وعن السـاعات التي سبقت العثـور على جثمان الشـاب الإيطـالى 
على طريق مصر.الإسكندرية الصحراوي، تساءلت الصحيفة: 
.. ما السبب وراء إلقاء الجثمان ليُعثر عليه؟ .. 
 تقول الأوراق المرسلة إلى الإيطاليين: "فجر 3 فبراير، سلمت المخابرات الحربية جثمان ريجيني إلى الأمن الوطني مع أوامر بسرعة دفنه مع متعلقاته الشخصية في منطقة بحي 6 أكتوبر".   
لكن الأوامر لم تُنفذ، وتذكر الأوراق: "فجر ذلك اليوم تواصل المسؤول عن مبنى الأمن الوطنى فى 6 أكتوبر مع اللواء شعراوى هاتفياً، وأخبره بما حدث والأمر الذي تلقاه، فعارضه رئيس الأمن الوطنى وأمره بالتخلص من الجثمان بتركه في مكان مكشوف بأحد الطرق الصحراوية قرب المبنى الذى تم فيه استلامه من الأمن الوطنى، والاحتفاظ بمتعلقاته الشخصية والتوجه شخصياً إلى مكتبه لتسليمها".   
ويتابع: "أبلغ شعراوى فيما بعد وزير الداخلية بالتحفظ على المتعلقات ووضعها في خزينة الأمن الوطنى". 
 وتشير الصحيفة إلى أن محضر العثور على الجثمان الذي حررته شرطة الجيزة صباح ذلك اليوم، تمت الإشارة إلى العثور على "غطاء عادة ما يستخدمه أفراد الجيش"، في علامة على أن من تخلص من جثمان ريجيني أراد ترك خيط يقود إلى المسؤولين عن القتل.   
تهديد مجدى عبدالغفار لـ السيسى وعباس كامل 
 بعد 5 أيام من حوار السيسى إلى "لاريبوبليكا" في 14 مارس، الذى أكد فيه التزام بلاده بالوصول للحقيقة فى مقتل الشاب الإيطالى، "أبلغ عباس كامل وزير الداخلية مجدي عبدالغفار بقرار إقالته ورئيس الأمن الوطنى محمد شعراوي من منصبيهما"، ليدفعا ثمن عدم طاعة الأوامر والعثور على جثمان جوليو، وليكونا كبشي الفداء اللذين تقدمهما مصر للرأي العام الإيطالي والأوروبي. 
 في ذلك اليوم (19 مارس) تحدثت وسائل الإعلام الغربية عن إقالة وزير الداخلية في إطار تعديل وزارى، لكن هذا لم يحدث.   
يضيف المصدر أن "عبدالغفار واجه شخصيًا عباس كامل، وقال له: إذا كنتم رجالاً حقاً، لتفعلوا! أقيلوني! لتذهب إلى الرئيس وتبلغه بقرارك هذا، وأنا ذاهب إلى مكتبي أنتظر ما يتم إبلاغي به رسمياً. استعدوا جميعاً للوقوف أمام محكمة الجنايات".   
وفي اليوم التالى، توجّه عباس كامل إلى مكتب عبدالغفار واعتذر له عما حدث في الليلة السابقة، وأبلغه بأنه مستمر فى منصبه ومعه اللواء شعراوى. بعدها، اجتمع الثلاثة لساعتين، وتم التوصل لحل "العصابة المتخصصة فى خطف الأجانب"، وفي صباح يوم 24 مارس "قُتل 5 مواطنين مصريين أبرياء".   
هناك تسجيل لاجتماع عباس كامل ومجدى عبدالغفار
 أخيراً، يقول المصدر المجهول صاحب الأوراق المرسلة إلى الإيطاليين: "بحوزة شعراوى الآن أيضاً تسجيل للاجتماع مع وزير الداخلية وعباس كامل". وتختتم الصحيفة قائلة: "الابتزاز يجلب ابتزازاً، وإذا كان الجميع مذنبين فبالتالى لا أحد مذنب".
***



ليست هناك تعليقات: