الثلاثاء، 3 مايو 2016

كل هذه العاهات العكاشية في وطن واحد؟!.



السيكولوجيست والمونولوجيست
 يفصــل بينهمــا فقــط "مســـافة الســــكة"


جاء الوقت الذي اعتذر فيه لتوفيق عكاشة، عن ظلم مارسته عليه، عندما اعتبرته نموذجاً للإسفاف واحتقار العقل. نعم ظلمت توفيق عكاشة، عندما اعتبرت وضعه في سياق واحد مع أحمد عكاشة نوعاً من العقاب للأخير، غير أن الأيام تثبت أن من الظلم تشبيه أي إنسان بأحمد عكاشة. قبل شهور عديدة، كتبت أنني كنت أتصور أن المسافة بعيدة جداً بين أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي وتوفيق عكاشة صاحب قناة الثورة المضادة، على اعتبار أن الأول "سيكولوجيست" والثاني "مونولوجيست"، غير أنه تبين أن ما يفصل بينهما هو فقط "مسافة السكة".
واعتبرت أن ما يقدمه عكاشة "السيكولوجيست" لعبد الفتاح السيسي، على مائدة الكلام في الطب النفسي، لا يختلف بحال من الأحوال عما يأتي به توفيق عكاشة على قناته.
يتخذ كلاهما الدجل سلماً للصعود إلى دماغ المتلقي، لتعبئته بهلاوس عن عبقرية الجنرال السيسي. كلاهما كذلك يحتقر المتلقي، ويعتبره سلة لنفاياته المعلوماتية، وتلك التي يغلفها بكومة من المصطلحات الضخمة التي لا تحمل أي معنى.
وكلاهما يفترض فيمن يستمع إليه الضحالة والغباء، بما يجعله واثقاً من أن ما يقوله سيؤثر.
 كان ذلك لمناسبة أعجب وأسوأ تحليل نفسي يصدر من عالم السلطة لمقاطعة المصريين الانتخابات في زمن عبد الفتاح السيسي، حيث قال، في أسباب المقاطعة، إن "تأجيل الزواج نظراً للظروف المادية، في عدد كبير من دول العالم ومنها مصر، تسبب في إيجاد حالة من الكبت الجنسي لدى بعض الشباب.. ما يؤدى إلى انصراف الشباب إلى النت، فترات طويلة ليلاً والنوم نهاراً، ما يعمل على ابتعاد عدد منهم عن الانتخابات".
 في تلك اللحظة، كان أحمد عكاشة متعادلاً مع توفيق عكاشة: كلاهما يكره ثورة يناير، ويحتقر جمهورها.
الأول يعتبر كل من لا يسيل لعابهم أمام جنراله قطيعاً من المكبوتين جنسياً. والثاني يرى فيمن لا يسمع كلامه سرباً من البهائم. الآن، أحمد عكاشة، رئيس الفريق الاستشاري العلمي للسيسي، يتجاوز توفيق عكاشة في الإمعان في احتقار الشعب المصري، ويتفوق عليه بفارق كبير من نقاط الإهانة والوضاعة، حين يقول خلال حواره في برنامج "90 دقيقة"، مع معتز بالله عبد الفتاح، على قناة المحور، الجمعة "إن إعطاء الحرية والديمقراطية لجاهل مثل إعطاء السلاح لمجنون".
 هنا، يتقمص عكاشة شخصية جنرال المخابرات الراحل عمر سليمان، حين قال إن الشعب المصري غير مهيأ للديمقراطية، تلك المقولة التي وجد فيها عبد الفتاح السيسي ضالته، واستخدمها في الداخل والخارج، مخاطباً الغرب بأن الديمقراطية خطر على المصريين.
 يروج عكاشة نظرية السيسي "ما تسمعوش كلام حد غيري" بنوعٍ من التدليس والاحتيال المقصود حين يضيف "مفيش طبطبة ولا حنية في الجيش، عشان كده في إنجازات، لأن هناك وسائل عديدة للثواب والعقاب".
وهنا، مربط الفرس: لا إنجازات مع الديمقراطية، فالإنجازات تأتي من الاستبداد"العسكري"، تلك هي بضاعة تاجر الصحة النفسية الفاسدة التي يبيعها مكشوفة، تقف فوقها جيوش من ذباب الفاشية، من دون أن يكلف نفسه تغليفها ببعض الكلام المنمق. في هذه اللحظة، يبدو توفيق عكاشة من الحمائم، أمام هذه الحالة من "الصقورية الفاشية" التي يتسربل بها الجنرال أحمد عكاشة، وهو ينظر بقرف إلى عموم المصريين، كمجموعة من المجانين، لا يجب أبداً وضع سكين الديمقراطية في أيديهم. طرحت فاشية أحمد عكاشة سريعا في جامعته، حيث خرج واحد من تلاميذه، أمس، بأغرب تحليل لانتشار وسم "حلب تحترق" اليوم، عبر مواقع التواصل، ذاهبا إلى أن هذا التضامن الواسع" ما هو إلا حرب نفسية على الوطن العربي والعالم من أجل تبرئة الجماعات الإرهابية من ممارسات القصف اليومي للمدنيين" وذلك "من أجل تشتيت انتباه العالم عن العمليات الباسلة التي تقوم بها قوات الجيش السوري، من أجل تطهير سورية من الإرهاب الذي استوطن بها".
 مرة أخرى: كل هذه العاهات العكاشية في وطن واحد؟!




ليست هناك تعليقات: