الجمعة، 15 أبريل 2016

“السيسي” يستفز المصريين لماذا لا يشعر بالقلق ؟..فيديو



“السيسي” يستفز المصريين لماذا لا يشعر بالقلق ؟

تحــت حكــم السيسي، مصــر على حالهـــا كمـــا كــانت دومًـا، 
انتخــابات مزورة في حين تعـج السجـون بالمعتقلين، 
وسلسلة من المشـاكل الاقتصـادية والأمنية، وتغيير لا يذكــر 
“ أعتقد أن الوضع الراهن هو ما هو ستبقى عليه مصر لفترة طويلة ”.



“السيسي” يستفز المصريين لماذا لا يشعر بالقلق ؟

دعونا نمعن النظر في ثلاث أخبار سيئة قادمة من مصر هذا الأسبوع: 
انخفاض إقبال الناخبين في انتخابات صورية، واستقالة محافظ البنك المركزي المصري مع تواصل انخفاض قيمة الجنيه، واعتقال قيادي بارز وممول كبير من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
كان كل تطور بمنزلة تذكير بحال الدولة المصرية في عهد السيسي، وهو الرجل القوي الذي يحكم البلاد من جانب واحد دون برلمان منذ عام 2013. ويبدو الأمل في الإصلاح الديمقراطي أبعد من أي وقت مضى. أما الاقتصاد، فهو في حالة سقوط حر منذ الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بحسني مبارك في عام 2011، وما زال يترنح، ولا يبدو أن أي قدر من مليارات الخليج يمكنها إنقاذه. 
وتستمر حملة قمع السيسي للمعارضة، التي استهدفت ليس فقط الإسلاميين ولكن أي منتقد للنظام، بلا هوادة.
ومع ذلك، تجاهل السيسي كل هذا، وظهر بمظهر قوي، أو على الأقل واثقًا، أكثر من أي وقت مضى. 
فالمرشحون البرلمانيون الذين اختارهم يستعدون لملء المجلس النيابي الصوري، في حين أن الشركاء الدوليين الجدد، من دول الخليج، وبشكل متزايد، روسيا، يدعمونه بكل إخلاص. وقد صمد أمام سلسلة من الأخبار السيئة التي جرى وضعها في إطار مصادر تهديد لمكانته.
كان هناك العديد من التسجيلات الصوتية التي جرى تسريبها في وقت سابق من هذا العام له ولجنرالاته وهم يسخرون من رعاتهم في الخليج “يا راجل، دة عندهم فلوس زي الرز!” لم يكن هذا مجرد إحراج، ولكنه يقترح وجود شقاق داخل الصفوف. 
فمن الذي سرب ذلك؟ وهناك حملة الأرض المحروقة الجارية ضد المسلحين التي دمرت مساحات من شبه جزيرة سيناء، وأدت إلى الغارة الجوية الخاطئة على قافلة التنزه الخاصة بالسياح المكسيكيين في صحراء مصر الغربية.
فكيف، بالضبط، أفلت السيسي من كل ذلك؟ “ببساطة لأنه يمكنه ذلك”، كما يقول ستيفن كوك، الزميل البارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، في رسالة بالبريد الإلكتروني. 
إن تكاليف إخفاقاته منخفضة للغاية. فعندما يتعلق الأمر بدول الخليج على وجه الخصوص، يقول كوك، فقد “جعلوا مصر ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهم حيث تمثل مصر ‘العمق الإستراتيجي’ لهم، وتمثل سيطرة جماعة الإخوان المسلمين عليها تهديدًا لهم بطريقتين: تشجيع الإسلاميين داخل الخليج، وتحييد مصر في المنافسة مع إيران، مما منح السيسي كل هذا النفوذ على الرغم مما يمثله من التزام مالي هائل بالنسبة لهم”.
ضخت كل من السعودية والإمارات وغيرهما من دول الخليج المحافظة حوالي 30 مليار دولار أو أكثر في مصر في شكل قروض وهبات أخرى لدعم السيسي منذ توليه السلطة بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيًّا، محمد مرسي، في 2013. 
“يدرك المصريون أن دول الخليج ستواصل دفع الأموال لهم لأنهم لا يملكون خيارًا حقيقيًّا”.
قامرت دول الخليج “بالكثير من مصداقيتها من حيث السياسة الإقليمية الخاصة بدعم هذا النظام”، كما يقول مايكل وحيد حنا، وهو زميل بارز في مؤسسة سنشوري. وأضاف: “هناك أيضًا الخوف من ما يمكن أن يحدث إذا تدهورت الأمور أكثر من ذلك”.
إلا أن كل هذه الأموال لم تشتر لدول الخليج شريكًا مطيعًا تمامًا، حيث يتضح ذلك في دعم مصر لتدخل روسيا في سوريا، والذي يستهدف بشكل مباشر إستراتيجية السعودية والخليج على نطاق أوسع من خلال ضرب المجموعات المتمردة السورية التي يدعمونها. 
“السيسي” يستفز المصريين
 ويقف بجزيرة “تيران” ويؤكــد أنهــا سـعودية



لم يؤيد السيسي نفسه علنًا تصرفات موسكو في سوريا، ولكن وزير خارجيته أبدى ذلك التأييد، بحجة مكافحة الإرهاب.
لكن خطوة السيسي المفاجئة في سوريا، “باتخاذ موقف المعارضة للسياسة الإقليمية التي تقودها السعودية”، يعكس في الواقع سياسته الصاعدة، وهي “مكافحة الإسلاميين، ومكافحة الإخوان المسلمين ومكافحة التشدد في جميع المجالات”. وفقًا لحنا. “وسوريا تتماشى مع هذه النظرة”.
“لنضع في اعتبارنا أيضًا أن المصريين لديهم مصلحة في إظهار بعض الاستقلال عن دول الخليج فيما يخص الشأن السوري”، كما يقول كوك. “فالقاهرة تحافظ على ادعاءات أنها قوة إقليمية كبرى”. 
دعم السيسي بقوة الحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن ودافع عن إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، والتي يشك الكثير من المراقبين أنه سينتهي بها المطاف لتبدو بشكل كبير مثل التحالف الذي يسيطر عليه الخليج ويعمل على قصف اليمن حاليًا. 
ولكن السيسي وجنرالاته قد يشعرون بالاستياء بسبب النظر إليهم على أنهم خاضعون إلى الخليج في كل مكان. 
ففي كل الأحوال، ما تزال مصر تحمل الشعور بالفخر من مكانتها باعتبارها رائدة في المنطقة، بالعودة إلى سنوات جمال عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات، والتي ربما لم تعد تعكس الواقع بعد الآن.
داخل مصر، تظهر قوة السيسي بشكل أكثر وضوحًا. 
يقول حنا: “ما يزال لديه قاعدة دعم قوية”. “جزء من ذلك يعود لدور الجيش كمؤسسة في المجتمع المصري. 
وجزء من ذلك أيضًا، يعود إلى أن هناك دعمًا فعليًّا للسيسي، وقد ثبت أن هذا مرن جدًا”، على الرغم من العديد من الإخفاقات.
ولكن ليس هناك أيضًا “بدائل حقيقية”، كما يعترف حنا. “لا يوجد هناك من يمكنك أن تعتبره بديلًا حقيقيًّا. 
فقد انحسر الدافع للإصلاح والتغيير كثيرًا بسبب المخاوف الأمنية والعنف الإقليمي والإرهاب في مصر. لقد كان لذلك حقًّا تأثير كبير. وقد أنتج لحظة تقهقر، وأعتقد أنه قد أخمد الدافع للتغيير”.
وحقيقة أن شريك مصر منذ فترة طويلة، الولايات المتحدة، لديه تأثير ضئيل جدًّا على الجنرال الذي تحول إلى رئيس، والذي ما يزال يتلقى 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية الأمريكية لا تفيد في شيء.
 “أما بالنسبة للولايات المتحدة، ليس لدينا أي نفوذ، ويبدو أن المصريين لا يهتمون كثيرًا بما نفكر به”، كما يقول كوك.
 “هل يمكن للروس أن يحلوا محل الولايات المتحدة؟ ربما. فعلى الأقل، سيلعب المصريون على الجانبين لتحقيق أقصى استفادة”.
وإلى جانب خيار واشنطن الإستراتيجي بوقف الضغط على القاهرة للقيام بإصلاحات، “لقد استسلمنا نوعًا ما” كما يقول حنا، هبطت مصر أيضًا إلى أسفل قائمة أولويات الاهتمامات الإقليمية، وراء الحرب الأهلية في سوريا، وتنظيم الدولة الإسلامية، وبرنامج إيران النووية وغيرها من القضايا. “لقد وضعنا في الحسبان أن المنطقة غير مستقرة للغاية. 
ولدينا الكثير من العلاقات المتوترة مع الحلفاء”.
هذا لا يعني أن المخاطر في مصر، بما في ذلك الاقتصاد المنهار، قد اختفت. 
ولكن حتى العنف في سيناء، كما يشير حنا، “معزول إلى حد ما بحيث أنه يضر بمصداقية مصر على أساس تدريجي، لكنه ليس نوع العنف الذي يهدد استقرار النظام”.
تحت حكم السيسي، مصر على حالها كما كانت دومًا، انتخابات مزورة في حين تعج السجون بالمعتقلين، وسلسلة من المشاكل الاقتصادية والأمنية، وتغيير لا يذكر. يقول حنا: “أعتقد أن الوضع الراهن هو ما هو ستبقى عليه مصر لفترة طويلة”.




ليست هناك تعليقات: