الاثنين، 22 فبراير 2016

كيف يناصر الإعلام المصري "السيسي" بالهجوم عليه؟.. فيديو



العصـــــابة
.. إنتقــاد السيسى مسـرحية هــزلية ..
"قنديل" يكشف سر الهجوم على أمناء الشرطة
بعد أن أطلق السيسي يدهم بالبطش بالشعب


كشف الكاتب الصحفي وائل قنديل، عن أن الهجوم على أمناء الشرطة في الآونة الأخيرة بعد أزمة "الدرب الأحمر" لعبة قديمة لنظام قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لسلخ شريحة من المجتمع، وتوجيه كل طاقات ونوازع الكراهية لها، باعتبارها مصدر كل الشرور، ومنبت كل تعثر في مسيرة الدولة، موضحًا أن ذلك لتحويل مجرى الغضب عن جوهر المشكلة وأصل الداء، وهو قائد الانقلاب الفاشل في كل الملفات رغم ما وضع مكن إمكانات تحت أيديه وتوفير كل أوجه الحماية له". 
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- أن المأساة بدأت بابتذال عاطفة "حب الوطن"، لتصبح صيحة "تحيا مصر" ملاذًا آمنًا للقتلة والفاسدين والفاشلين، حيث يصبح القتل عملاً مبررًا ومستساغًا، طالما كان في حب مصر، على طريقة عبدالفتاح السيسي، حتى استقر في عقيدة رجل الأمن أنه يستطيع أن يبطش ويقتل ويستولي على ممتلكات الغير، ما دام كل ذلك يدور في إطار "حب مصر". وأشار إلى أن مذابح "رابعة العدوية وأخواتها" تطبيقًا عمليًّا لفلسفة جديدة في الحكم، تمنح رجل الأمن تفويضًا مفتوحًا بالقتل والظلم وممارسة الإجرام، ودهس القانون، حبًّا في الوطن، موضحًا أن التفويض بالقتل الذي طلبه عبدالفتاح السيسي لم يخصه فقط، بل صار لكل فرد أمن حصة منه، يستخدمه وقتما يشاء، ما دام ذلك في حب مصر، موضحًا أنه لا فرق، هنا، بين ما فعله أمين الشرطة في منطقة الدرب الأحمر وما يفعله نظام عبدالفتاح السيسي، من خلال ما تسمى "لجنة مصادرة أموال الإخوان"، قائلا: "أعتبر الأول أن من حقه أن يحصل على ما يشاء من أموال المواطن، سائق السيارة القتيل، وحين رفض وأبدى احتجاجًا، كان القرار السريع بقتله "في حب مصر"، وهو ما يتّسق تمامًا مع ما يمارسه السيسي ونظامه، فالمواطن الإخواني مستباح في ماله وفي دمه وفي عرضه، من أجل الوطن". 
وقال قنديل : "إن مصر تحولت من دولةٍ إلى "وسية" أو "إقطاعية"، يحكمها منطق العلاقة بين الأسياد والعبيد، ولأن "الأسياد" يحمون الوطن من الإرهاب، فعلى العبيد أن يرضخوا ويذعنوا لكل متطلبات "الحرب على الإرهاب".. ومن ثم، لا مجال هنا لاحترام القانون، ولا قواعد محترمة تحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أو "الحاتم والمحتوم". 
 في سيناريوهات تكاد تكون مرسومة مسبقاً انقسم الإعلام المصري المؤيد للرئيس عبد الفتاح السيسي بين الهجوم عليه شخصياً، أو على وزارة الداخلية أو انتقاد الأوضاع المتردية في البلاد التي تنذر بعودة الدولة البوليسية. 
 وبين فترة وأخرى، يعلو صوت الإعلاميين المصريين المؤيدين للرئيس الذي جاء على "جواد الانقلاب"، بمعارضته بشكل صارخ، وما تلبث هذه الانتقادات أياماً، حتى تزول ويعود هؤلاء إلى تأييده بشكل أعمى، فيما يشبه مسرحية هزلية يرى مراقبون أنها تأتي بأوامر من السيسي نفسه لتخفيف حدة الاحتقان الشعبي. وتعيش مصر أسوأ وضع اقتصادي وأمني وسياسي منذ أن تقلد السيسي منصب الرئاسة بعد عزل سلفه محمد مرسي في 2013. وارتفعت حدة الانتقادات الإعلامية مؤخراً على خلفية تجاوزات وزارة الداخلية وقتل أحد أمناء الشرطة سائقاً بمنطقة الدرب الأحمر بسبب الخلاف على أجرة التاكسي، إضافة إلى اعتقال روائي. 
 يقول المذيع عمرو أديب المعروف بتأييده للسيسي: إن "التجاوزات الأمنية ضد المواطن ستظل موجودة، السيسي عارف والشعب عارف. حادثة الدرب الأحمر عبارة عن قمة الافتراء، ودي مش حوادث فردية، إحنا عندنا مشكلة في الجهاز، وهيفضل فيه معاملة سيئة داخل الأقسام، وأمناء الشرطة الفاسدين لسه هيفتروا على المواطنين، والناس مش هتصبر كتير" في حين شن الإعلامي يوسف الحسيني، هجوماً حاداً على السيسي، قائلاً: "إن هناك أحد الأشخاص، بنى سوراً أكبر من سور الصين العظيم، ليحول بين تواصل عبد الفتاح السيسي والمواطنين. كيف لرئيس الجمهورية أن ينزعج من هتافات المواطنين ولا ينزعج من حادث قتل شاب الدرب الأحمر؟!". ووجه الحسيني حديثه للسيسي قائلاً: "لا تنزعج من الهتافات، ولكن انزعج من أساس الأزمة، التعذيب وفرض الاتاوات والقتل، قصاد (مقابل) كل أمين محترم فيه 7 مش محترمين، وقصاد كل ضابط فيه 3 مش ولا بد.. ادرسوا ده كويس".
الأعـــلام .. العصـــــابة


في حادثة أخرى، هاجم الإعلامي وائل الأبراشي وزارة الداخلية المصرية،
 بعد الحكم على طفل عمره 4 سنوات بالسجن المؤبد، لافتاً إلى أن الدولة البوليسية عادت بحسب قوله. وأضاف: "انتوا بتعيشوا حالة طفولة سياسية وأمنية، دي حالة طفولة دولة، انت اللي طفل، والطفل ده براءته بتفضحك وتكشفك، واللي بيكتب تحريات من هذا النوع هو اللي بيسقط الدولة، هل وصلنا لهذه المرحلة من الطفولة؟".
وقال مقدم البرامج عزمي مجاهد:
 إن "أمناء الشرطة، أصبحوا صداع مزمن فى رأس النظام ووزارة الداخلية نظراً لعددهم الكبير
 وسلوكهم غير الجيد"، مطالباً بإعادة الكشف الطبي عن الأمناء طبياً ونفسياً.

من جانبه، اتهم الإعلامي البارز إبراهيم عيسى السيسي "بإدارة دولة لا تختلف عن الحكم الإسلامي لمحمد مرسي، الرجل الذي أسقطه السيسي"، وذلك في مطلع انتقاده لحبس الروائي أحمد ناجي بتهمة خدش الحياء العام. 
 وجاءت انتقادت عيسى خلال مقال بصحيفة المقال حيث علق قائلاً: "دولتكم ومؤسساتكم، مثلما كانت عليه في عهد سلفكم، حيث تكره المثقفين والفكر والإبداع، وتحب فقط المنافقين والمتملقين، ومؤلفي أشعار التأييد والغزل".
 وتحت عنوان "المؤلف المصري أحمد ناجي محبوس على خلفية رواية صريحة"، قالت "بي بي سي" إن حكم إدانته جاء على خلفية أجزاء جنسية صريحة من روايته التي نشرت في الإعلام الرسمي. كما انتقد يوسف الحسيني "مسلسل حبس المبدعين" في مصر، قائلاً إنها ستكون أطول سلسلة يمكن أن يشاهدها المصريون خلال الفترة المقبلة.
وتخفيفاً من آثار حادثة الدرب الأحمر، قالت الرئاسة المصرية، يوم الجمعة الماضي، إن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، طلب من وزير الداخلية محاسبة أي شرطي يعتدي على المواطنين، وتقديم مقترحات لمجلس النواب لتحقيق هذا الهدف. ويرى متابعون أن السيناريوهات الجديدة للإعلاميين المصريين قد تكون مرسومة مسبقاً، إما لإعطاء مصداقية لهم أو تصفية حسابات بين مؤسسات الدولة. ويقول الصحفي المصري هشام علام: إن "تجرؤ إبراهيم عيسى، وانتقادات يوسف الحسيني، وسخرية عمرو أديب، كل ذلك ينبئ أن الجهة السيادية التي تدير ملف الإعلام أعطت توجيهات برفع السقف وإلغاء الحظر"
 وتزيد التشنجات السياسية في البلاد؛ المتمثلة بقمع صوت المعارضة، والزج بالمئات منهم في السجون، من استبعاد تحقق الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي على المدى القريب، وسط عدم رضى دولي عن أداء السيسي في ملفات حقوق الإنسان من جهة، ومحاربة الإرهاب في سيناء من جانب آخر.
وإذا كان "الحاتم الأول" يفعل ذلك، بل يطالب بأن يحذو الجميع حذوه، فما الذي يمنع "الحواتم الصغار" من أن يكونوا مثله؟".
وأعرب قنديل عن سخريته أن يعلن عبدالفتاح السيسي أنه يريد تشريعاتٍ رادعةً لجرائم استخدام السلطة في انتهاك حياة المواطن، فالثابت أنه أول من استخدم السلطة في القتل على نطاق واسع، يتعدّى مفهوم المجازر الجماعية، لتصل البلاد إلى هذه الحالة من استرخاص الدماء، واعتبار القتل عملاً إبداعيًّا، يستحق الإشادة، قائلا: "إن نظاماً احتفى بالبلطجة، وأجزل لها العطاء، حتى إنه كافأ "المواطنين الشرفاء" الذين استخدمهم في القتل خارج القانون، وقرّر دمجهم في جهاز الشرطة، هو الفاعل الأول في كل جرائم "حواتم الشرطة" التي يدللونها بوصفها "حالات فردية".
وعلى ذلك، ليس منطقياً بالمرة اعتبار "أمناء الشرطة" سببًا وحيدًا لما تشهده مصر من تغييب كامل للقانون، وتدمير شامل لقيم العدل واحترام آدمية البشر، بل الصحيح أن "الأمناء" نتيجة، وليسوا سببًا".





ليست هناك تعليقات: