الأحد، 6 ديسمبر 2015

بعد تغير الموقف الأمريكي والفرنسي من رحيل بشار هل ربحت "روسيا" المعركة؟



أمريكـــا تقـــلب الطـــاولة
  السيسي:أؤكدعلى أهمية إنشاء القوةالعربية المشتركة 
كأداة لازمة للدفاع عن الأمة؟!!!



تغيرات صادمة بالموقف الأمريكي والفرنسي، والأكثر خطورة تغير موقف باريس الداعم للسعودية وتركيا وقطر، لأنه كان أكثر صلابة وإلحاحًا على رحيل بشار الأسد بأسرع وقت ممكن، الآن باريس وواشنطن يبرران بقاء الأسد تحت ذريعة محاربة داعش، والقضاء على التنظيم كشرط لرحيله، كذلك الوصول لانتقال سياسي يعني بقاء الأسد في السلطة لأجل غير مسمى، لأن التحالف الدولي ضد داعش استمر 15 شهرًا تمددت فيها داعش ولم تنحسر، أما الائتلاف الدولي الناشئ بقيادة فرنسا ففرص نجاحه غير معلومة.
الواضح هو توجيه ضربة للمحور السني "تركيا- السعودية- قطر" في مواجهة الأسد، وتعزيز موقف حلف "بوتين - طهران"، فكلما طالت مدة بقاء الأسد، كلما زادت قدرة إيران وروسيا على تعزيز وجودهم العسكري وتوسيع حربهما البرية الداعمة لقوات النظام، للقضاء على المعارضة المعتدلة، والتي يخطط لإنهاكها وإجهاض مكتسباتها، وتشتيتها وربما تقسيمها، إزاء دعوات التعاون مع نظام الأسد ضد داعش، بتوقيت دقيق للغاية، حيث تسعى السعودية للم شملها وتوحيد موقفها التفاوضي بمؤتمرها المرتقب خلال أسبوع.
يثير الموقف الفرنسي والأمريكي الشكوك حول حقيقة موقفهما من التدخل الروسي بسوريا، فبعد تفجيرات باريس التي تبناها داعش باتت مواقفهما "فرنسا وأمريكا" شبه متقاربة، ومؤيدة للطرح الروسي بأولوية محاربة داعش وليس الأسد، فهل تمارس واشنطن وموسكو عملية توزيع الأدوار دون خلافات حقيقية، بل بينهما تنسيق يصل لدرجة التواطؤ، وهل هناك خريطة مطروحة لتقسيم سوريا لإنهاء الصراع في سوريا.
انقلاب بالموقف الفرنسي
في تغير مفاجئ وصادم بالموقف الفرنسي تجاه مصير بشار الأسد، أكد وزير الخارجية لوران فابيوس، في حوار لصحيفة "لوبروغريه دو ليون" المحلية في مقابلة نشرت، اليوم السبت، أنه لم يعد متمسكًا برحيل الأسد قبل انتقال سياسي في سوريا. وأكد أن "مكافحة داعش أمر حاسم، لكنها لن تكون فعالة تمامًا إلا إذا اتحدت كل القوى السورية والإقليمية"، متسائلًا: "كيف يكون ذلك ممكنًا طالما بقي في الرئاسة الأسد الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من السكان؟". إلا أنه أضاف أن الوصول إلى "سوريا موحدة يتطلب انتقالًا سياسيًا. هذا لا يعني أن الأسد يجب أن يرحل قبل الانتقال، لكن يجب أن تكون هناك ضمانات للمستقبل".
تغير نوعي آخر بالموقف الفرنسي حدث، حيث أشار فابيوس إلى إمكانية التعاون مع جيش النظام لمحاربة داعش، ولم يحدد ما إذا كان المقصود الاستعانة به على الفور أو على المدى الطويل. قائلًا: "القوات على الأرض لا يمكن أن تكون من قواتنا، لكن من الممكن أن يكون هناك جنود سوريون من الجيش السوري الحر ومن دول عربية.. ومن قوات النظام.. ولم لا؟".

السيسي:أؤكدعلى أهمية 
إنشاء القوةالعربية المشتركة كأداة لازمة للدفاع عن الأمة


كيري يطمح بالجمع بين قوات النظام و المعارضة 
ضد تنظيم الدولة دون رحيل الأسد !؟

ليس فرنسا وحدها فهناك تغير كبير بالموقف الأمريكي، حيث قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الجمعة، إنه من الممكن قيام تعاون بين النظام السوري وقوات المعارضة ضد تنظيم الدولة، دون مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة. وأضاف: "إنه سيكون من الصعب جدٍا تأمين هذا التعاون دون وجود بعض الدلائل على أن هناك حلًا في الأفق بشأن مستقبل الأسد.. نعمل على تسريع المساعي الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية".
تأتي تصريحات كيري، غداة إقرار البرلمان البريطاني قرار شن ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا، فهل كل هذه الدول المشاركة في حربها بأحدث الأسلحة الجوية والدفاعية وحاملات طائرات، منها "شارل ديغول" الفرنسية، هل ما زالت بحاجة لقوات نظام الأسد من الأصل، والتي هزمت أمام المعارضة واستدعت مددًا روسيًا لإنقاذها؟
*إجهاض المعارضة
تصريح كيري جاء قبل أسبوع من الموعد المقرر لانعقاد مؤتمر المعارضة السورية بالسعودية، ما يثير الشكوك بكونها لتشتيت وتقسيم مواقفها تجاه محاربة داعش، أو لتعجيز المحور السني، فالسعودية تسعى لتوحيد قوى الثورة والمعارضة السورية السياسية والعسكرية والمدنية، في خضم ضرورة مواجهة التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة، سواء في مسار فيينا أو تصعيد الاحتلال الروسي عدوانه الخطير، أما إدماجها ضمن قوات التحالفات الدولية لمحاربة داعش قد يؤدي لإنهاكها، مع استهدافها القائم من جانب روسيا وإيران. كذلك سيكون شرط الغرب إعادة تصنيف قوى المعارضة المشاركة بمحادثات فيينا أداة ابتزاز وضغط، ودوران بدوائر مفرغة، مع استمرار تمدد داعش المشكوك أنها مخترقة من أجهزة استخباراتية كبرى، ما سيطيل أمد الأزمة السورية واللاجئين، بحسب مراقبين.
* روسيا وإيران أول المستفيدين
في دراسة بعنوان "هجمات باريس: الخلفيات والتداعيات" للباحث "رشيد خشانة" في 24 نوفمبر 2015، بمركز الجزيرة للدراسات، تساءل عن من المُستفيد من تسديد هذه الضربة المؤلمة لفرنسا؟ موضحًا: "إن الروس هم أول المستفيدين من ضرب إصرار باريس على تنحية الأسد، فغالبية المواقف الدولية باتت مُذعنة لوجهة نظر موسكو التي تعمل على حشد الجهود لمحاربة (داعش)، في مقابل السكوت على نظام الأسد. أمَّا فرنسا فهي الدولة الكبرى الوحيدة التي أصرَّت في الجولتين السابقتين من محادثات فيينا على التمسك برحيل الأسد، كشرط لأية تسوية سياسية للأزمة في سوريا".
وأكد أن إيران مستفيدة أيضًا، لأنها تأمل أن تحصد منها عُدُولًا فرنسيًا عن اشتراط رحيل حليفها الأسد لحل الأزمة السورية. كذلك النظام السوري الذي يعتبر فرنسا الخصم الدولي الرئيس المُطالب برأس النظام.
*من وراء داعش
وبحسب "رشيد": "تطرحُ هوية المستفيدين من التفجيرات أسئلة مُلحَّة، من جديد، حول من يقف وراء (داعش)؛ إذ إن من يحصد ثمار هجماته هو في غالب الأحيان نظام الأسد وحُماته الروس والإيرانيون! كما أن هناك احتمالًا أن يكون طرف آخر (أو أطراف أخرى) قد نفَّذ التفجيرات باسم (داعش)، لاسيما أن المنفِّذين ليسوا من العناصر المعروفة بانتمائها للتنظيم؛ مما يستدعي التساؤل عمَّا إذا كانت التفجيرات ترمي لمعاقبة فرنسا على مواقفها المتوازنة من القضية الفلسطينية".



ليست هناك تعليقات: